الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لقطات على ضفاف الانتخابات


يظل المشهد الانتخابي للمصريين بالخارج ثريا بدرجة كبيرة، يستطيع المتأمل أن يستخرج منه الكثير، ويظل هناك العديد من المشاهد يمكن للأديب البارع أن يصيغ منها قصصا بالغة الأثر، وتبقى الدلالات واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، لمن يريد أن يرى التفاف أبناء الجالية المصرية في الخارج حول دولتهم الوطنية.

لقد كان الحدث ليس مجرد عملية انتخابية، مثلما تحدث في أية دولة من الدول، فلقد كان اليوم الأول أشبه باحتفال يعكس حب أبناء مصر في الخارج لوطنهم، واليوم الثاني أشبه بكرنفال يؤكد فيه المصريون في الخارج فرحتهم ببناء مصر الحديثة " مصر السيسي" واليوم الثالث أشبه بملحمة يصوب فيها فرسان مصريي الخارج سهامهم في قلب أعداء الوطن، إن ما حدث في اليوم الأخير من الانتخابات يمكن ألا يصدقه عقل‏، فهذا الإصرار الكبير لتحدي الأجواء المناخية السيئة فاق الحد‏،‏ وهذه المشاعر الملتهبة التي أظهرها المصريون لوطنهم لا حدود لها‏، هي من مظاهر تلك الملحمة التي نؤمن أنها ستظل باقية، خالدة، يحكيها الذين شاركوا في هذه العملية الانتخابية جيلا بعد جيل.

ففي النمسا شهد اليوم الثالث والأخير حشدا كبيرا في ، علي الرغم من أن أعداد المصريين بالنمسا لا تقارن بمثيلتها في الدول العربية أو الأوروبية الكبيرة، إلا أنهم ضربوا موعدا مع تلك المشاهد التي رأيناها في تلك الدول, فامتدت الطوابير في ظاهرة جديدة علي القنصلية المصرية بفيينا، وكان لافتا لدرجة كبيرة الوجود النسائي: سيدات وفتيات, بالإضافة إلي الشباب من الجيلين الثاني والثالث.

إن هناك العديد من اللقطات المؤثرة تمثلت في هؤلاء كبار السن من ناحية، وذوي الاحتياجات الخاصة من ناحية ثانية, فلقد كان مشهدا جديرا بالاحترام والتقدير والتأمل حينما أصر المهندس أسامة الحلواني رئيس النادي المصري بفيينا الأسبق علي الحضور علي كرسي متحرك للإدلاء بصوته الانتخاب، في رسالة واضحة وقوية لأبناء مصر في الداخل والخارج علي الحرص علي أداء حقهم الدستوري, كما ترك أثرا عميقا في النفس ذلك المشهد لأحد أبناء الجالية المصرية من ذوي الاحتياجات الخاصة الذي أصر علي الحضور لمشاركة أبناء الجالية المصرية في النمسا في هذا العرس الديمقراطي.

إننا في حملة مواطن في أوروبا قد بذلنا جهدا كبيرا خلال الفترة السابقة, وكان مشهد الأمس الاحتفالي بمثابة الثمرة التي تقطعها ناضجة فطاب مذاقها، وكانت بمثابة الشراب الذي روي ظمآنا.

إنه من الواجب أن أتقدم بشكر الفريق الذي تشرفت برئاسته وكنت واحدا منهم، لأنهم بذلوا مجهودا كبيرا، واجهوا فيه أعداء ظاهرين مرة، كان أمرهم أقل خطورة، وأعداء مندسين في النسيج الوطني لأبناء الجالية المصرية في أوروبا، مدعين حبهم للرئيس والدولة الوطنية، ولكنهم كانوا يعملون ضده بأساليب شيطانية، وهؤلاء كان خطرهم شديدًا».

إننا نثمن كل الجهود الذي بذلت من كافة الحملات غير المزيفة، وكافة المجهودات التي بذلت من جمعيات أو أفراد الجالية المصرية في أوروبا، إن كل المخلصين لم يكن لهم هدف سوى مصلحة مصر بالدعوة لانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي هو الأجدر والمستحق لقيادة سفينة الوطن في خضم هذه الأمواج المتلاطمة.

لقطة حزينة كاشفة بالنمسا

هناك لقطة مؤثرة للغاية، حدثت في مقر السفارة المصرية بالنمسا، حيث زرفت إحدى الفتيات الدموع، حينما حضرت إلى مقر السفارة المصرية بالنمسا ومعها الرقم القومي، وكانت قادمة من مسافة بعيدة، ولم تتمكن من الإدلاء بصوتها حيث أن اسمها لم يكن مدرجا في قاعدة البيانات، هذه الدموع التي عكست مدى حب هذه الفتاة لوطنها مصر من ناحية، ومدى تفاعلها مع قضاياها الهامة من ناحية ثانية، ومدى رغبتها في المشاركة في إرساء قواعد الديمقراطية التي تسير مصر في طريقها من ناحية ثالثة.

ما أروع النهاية: تحية الرئيس للمصريين بالخارج كانت بمثابة مكافأة ما بعد الانتخابات، فكان رد فعل المصريين بالخارج على لسان مؤسس الاتحاد العالمي للمصريين بالخارج نقلا عن الصحف المصرية كالآتي:

بهجت العبيدي للسيسي: أنت الملهم

قال الكاتب المصري المقيم بالنمسا بهجت العبيدي منسق حملة مواطن لدعم الرئيس في أوروبا ومؤسس الاتحاد العالمي للمصريين بالخارج، أن الرسالة التي وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى المصريين في الخارج تركت اثرا بالغا في نفوس أبناء مصر في الخارج، مؤكدا أن الكلمات التي خرجت من السيد الرئيس كان لها مفعول السحر عند المصريين الوطنيين، وكانت هذه الكلمات بمثابة المكافأة الرائعة والثمرة اليانعة الناضجة، لتلك المشاركة الوطنية الواجبة على أبناء مصر في الخارج في العملية الانتخابية.

وأضاف بهجت العبيدي أن ما ذكره السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذه الكلمة من وصف دقيق لما حدث في العملية الانتخابية: لحالة لأجواء المختلفة والقاسية في الدول المختلفة والمسافات البعيدة عن مقر إقامات الغالبية العظمى من المصريين، والطريقة العائلية في المشاركة في العملية الانتخابية، حيث اصطحبت الأسر أبناءها من كافة الأعمار معها في هذا المشهد الكرنفالي الذي صنعه المصريون في الخارج، وذلك كله إنما عكس اطلاع السيد الرئيس اطلاعا كاملا وهائلا على تلك التفاصيل الدقيقة لمشهد العملية الانتخابية في الخارج والتي انتهت مساء الأمس في تمام الساعة التاسعة حسب توقيت كل دولة لمقرات الاقتراع في الخارج والتي بلغت ١٣٩ مقرا استقبلت الناخبين المصريين على مدار ثلاثة أيام هي مدة الانتخابات.

وذكر بهجت العبيدي أن المصريين في الخارج استخدموا حقهم الدستوري وقاموا بواجبهم الوطني إيمانا منهم بضرورة المساهمة في بناء مصر الحديثة التي يقوم عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي، متخذين من الرئيس نموذجا ملهما في البذل والتضحية والفداء والعطاء.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط