الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زين ربيع شحاتة يكتب: المشاركة السياسية واجب شعب وحق شهيد

صدى البلد

شعب مصر الذى يصفه الزعماء والساسة بالعظيم ، بل والمحتل عند مخاطبته ، هذه صفة مستحقة لا رياء فيها ولا محاباة، فهؤلاء على دراية تامة بطبيعة هذا الشعب الذى يتحرك ككتلة واحدة متجانسة، شعب متجانس لا يعرف العنصرية أو الإختلاف، ويرجع علماء التاريخ هذا التجانس إلى نهر النيل الذى تولى رسم ملامح الشخصية المصرية، فرسم تدرج ظاهرى فى اللون واللهجة بداية من بلاد النوبة وصولًا إلى الإسكندرية دون قفازات.

وظلت ملامح الطيبة وروح التعاون والمحبة والتسامح وتقبل الآخر والوطنية سمات داخلية كامنة فى أعماق الشخصية المصرية كجوهرة لا تتغير ولا تقبل خصائصها التدرج ، لذلك فرهان الوطن على الشعب فى حجم مشاركة سياسية رابح دائمًا، ورهان أعداء الوطن فى المقاطعة خاسر لتجاهل طبيعة شعب جوهره التجانس وظاهره التدرج، وفى ظل معركة التحرر الوطنى التى تخوضها مصر ويتصدرها جنود الشعب من رجال الجيش والشرطة، والجنود ميدانهم القتالي في هذه المعركة التي تستهدف تاريخ الشعب وحضارته ومستقبله.

ويدفع الجنود أرواحهم فداء لهذا الوطن وثمن بقائه ، بينما ميدان الشعب بالإضافة إلى مواجهة الفكر المتطرف والأفكار الهدامة التى تستهدف زعزعة ثقة المواطن في ذاته وفي مؤسساته والزج به إلى دائرة الإحباط ومن ثم دائرة الإرهاب والتطرف ، وجوب المشاركة فى جميع الإستحقاقات الإنتخابية التى يتم دعوته إليها ، لدعم الدولة فى حربها على الإرهاب سياسيًا وتقوية ساعدها ورد دين فى أعناق الشعب لشهداء ضحوا من أجل استمراره وبقائه، فمن حق الشهداء علينا أن نستكمل جهادهم ضد الإرهاب فى صناديق الإقتراع لنرهب عدوهم بأعداد شهداء تحت الطلب .

وتكمن خطورة الإنتخابات القادمة فى تواضع منافستها، فالمنافسة القوية لا يُنظر إلى حجم المشاركة بل يُنظر إلى فارق الأصوات ، بينما الإنتخابات المتواضعة المنافسة يكون النظر إلى حجم المشاركة والتى تعبر عن مدى تعبئة واستعداد الشعب للمشاركة فى مواجهة التحديات ، ويتضح ذلك جليًا من حرص الرئيس على مصارحة الشعب واستغلال كل الفرص ليطلع الشعب على العديد من القضايا التي يجهل تفسيرها ، ولعل أهمها حوار الرئيس مع المخرجة السينمائية "ساندرا نشأت" الذى قذفت به جبهة المعارضة التى تحاول تصوير النظام بأنه نظام جاسم على صدر المصريين، لتؤكد أنه نظام راسخ فى قلوب كل وطنى يدرك طبيعة وتحديات مرحلة فارقة فى تاريخ مصر، واستنكر البعض حرص الرئيس على دعوة الشعب إلى المشاركة فى إنتخابات حسمتها شرعية إنجازات فترة سابقة، لجهلهم بلعبة السياسة الدولية مركز ثقل الزعماء هو الشعب خاصة في الأوقات التى تتطلب قرارات مصيرية تمتد آثارها إلى عقود، بالإضافة إلى الطاقة التي يستمدها القائد من شعبه أثناء جلوسه على مائدة المفاوضات الدولية وخاصة تلك التي تناقش قضايا الأمن القومى.

الرئيس على مائدة التفاوض لا ينظر إلى مهاراته التفاوضية فحسب بل ينظر إلى الشعب الذى من خلفه ، فالقائد الفاقد الظهير الشعبى لا وزن ولا ثقل له، عكس قائد من خلفه شعب، فلتخرج يا شعب مصر وتجعل من الإنتخابات الرئاسية يوم عرس، واصطف أمام صناديق الإقتراع وتعلن للعالم أنك فى قلب الحدث فالشعب الذى يخرج للمشاركة في إنتخابات متواضعة التنافس، شعب متأهب لمواجهة أى خطر محتمل.