الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القوات المسلحة.. درع الأمان لمصر والعرب (5)


لا بد للحق من قوة تحميه، عقيدة سياسية في بناء أي دولة سرعان ما تحولت إلى برنامج عملي على أرض الواقع، ومن واقع دور أرض الكنانة مصر الإقليمي كأكبر وأعرق دولة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ والحضارة.

فلم تأل القيادة السياسية جهدًا في سبيل تحديث الترسانة العسكرية للقوات المسلحة المصرية، حيث حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ اليوم الأول لتحمله أمانة قيادة مصر على تزويدها بأحدث الأسلحة والعتاد، فسرعان ما قرر الاستعانة بأضخم وأقوى القطع البحرية وحاملات الطائرات على مستوى العالم من طراز ميسترال، إضافة إلى طائرات الرافال الفرنسية وغيرها من عتاد تأمين الدولة لتضمن مصر تفوقًا عسكريًا يضعها وبكل قوة وفخر في صدارة الدول الأحدث تسليحًا على مستوى العالم.

وفى الوقت الذى تقوم فيه القوات المسلحة المصرية بتنفيذ عملياتها العسكرية فى سيناء لتطهيرها من العناصر الإرهابية التى اتخذت من أرض سيناء ملاذا لها، إلا أن تلك الحرب الشرسة لم تمنع القوات المسلحة من مساهمتها الفعالة فى إعادة بناء الدولة المصرية من خلال تنفيذ المشروعات القومية الكبرى التى تضع مصر على خريطة الاستثمار العالمية، وفتح مجالات وفرص عمل جديدة للشباب، والمساهمة فى تخفيف العبء عن كاهل المواطنين.

وبصورة إجمالية، فإنه لا يمكن بأي حال من الأحوال فصل ما يحدث فى سيناء من دعم بعض الكيانات المتربصة بأمن مصر للجماعات الإرهابية المسلحة، وما تتعرض له مصر فى الوقت الحالى من حرب خفية تمارس فيها جميع أنواع الضغوط، لمحاولة تعجيز الاقتصاد المصرى وتهديد التماسك الاجتماعى، كل ذلك لأن مصر أجهضت المخطط الغربى لإعادة تقسيم منطقة الشرق الأوسط مع بداية ما عرف بثورات الربيع العربي، وإعادة تشكيل مصر بالشكل الذى يراه الغرب وبالتعاون مع مجموعة من الخونة لتدمير الجيش المصرى وتغيير عقيدته، ونزع القدرات التى يمتلكها لحماية الأمن القومى للدولة.

لقد سعت دول وكيانات متآمرة إبان حكم الجماعة الإرهابية لتغيير العقيدة العسكرية للقوات المسلحة من القتالية إلى مكافحة الإرهاب والشغب فقط، وخصصت مئات الملايين من الدولارات بموافقة من الجماعة الإرهابية على تنفيذ ذلك المخطط وإبعاد العناصر القتالية عن منطقة سيناء بالكامل، لذا سعت الجماعة الإرهابية إلى فتح أراضى سيناء أمام الإرهابيين من جميع دول العالم وقامت بالإفراج عن أخطر الإرهابيين فى السجون المصرية وإرسالهم إلى سيناء، معتقدين بذلك أنهم قادرون على مواجهة الجيش المصرى وإضعافه، وأن تكون الكلمة العليا للعناصر الإرهابية هناك.

وفي مقابل هذه التآمرات، فقد حقق الجيش إنجازات غير مسبوقة طوال السنوات السبعة الماضية التي تلت أحداث ثورة 25 يناير 2011 لحماية الدولة التى كانت تتعرض للكثير من المؤامرات واستطاع أن يحبطها جميعها، بداية من محاولات جره للدخول فى صراع مسلح مع الشعب، كما كان المخطط له فى أحداث مجلس الوزراء والعباسية، لتصبح مصر مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا، إلا أن حكمة القيادة العسكرية فى ذلك الوقت فوتت المؤامرة على الجميع، كما أحبطت القوات المسلحة إبان تلك الفترة عمليات تهريب للأسلحة عبر الحدود الغربية بإحكام السيطرة عليها ومنع تسلل الجماعات الإرهابية.

كل هذا بالإضافة إلى عمليات السيطرة على كامل الحدود والسواحل المصرية، الأمر الذى أربك حسابات الغرب وأفشل جميع مخططاتهم، وانتهت أحلامهم بانحياز جيش مصر الوطنى للشعب فى 30 يونيو الذى خرج على حكم الجماعة الإرهابية والفاشية الدينية، مطالبا بتصحيح المسار مرة أخري، وهنا لم يتأخر الجيش عن شعبه وقام بحمايته خلال تلك الثورة.

ومنذ أحداث "ثورة التصحيح" في 30 يونيو والتي جاءت كاسترداد لمصر من محاولات الأخونة ودولة المرشد،  أخذت القوات المسلحة المصرية على عاتقها إعادة بناء الدولة مرة أخرى والمساهمة فى التنمية الشاملة، وفى نفس الاتجاه قامت بتنفيذ حملات عسكرية ضخمة فى سيناء للقضاء على العناصر الإرهابية التى تم زرعها هناك وتضييق الخناق عليها تماما، وتدمير مصادر تهريب السلاح عبر الانفاق التى كانت الأخطر بجانب تأمين الحدود تماما والسيطرة الكاملة عليها.

ولم يكن العمل داخليا فقط بل إن القوات المسلحة نفذت عمليات خارج حدودها عندما قامت بضرب معاقل داعش فى ليبيا عندما أعدم هذا التنظيم الإرهابي 22 مسيحيا مصريا، وعلى الجانب الآخر وبناءً على التهديدات والتحديات الجديدة التى تواجه الدولة المصرية والمنطقة بشكل عام، أخذت القوات المسلحة فى تطوير وتحديث منظومتها العسكرية المختلفة فى جميع الأفرع الرئيسية لحماية الأمن القومى من أى عدوان، ومجابهة أى تهديد والقضاء عليه، سواء كان تهديدا خارجيا أو داخليا .

كل ما سبق أكد للغرب أن مصر لا يمكن أن تكون ضمن مخططها فى الشرق الأوسط لذا يبدأ فى الوقت الحالى التشكيك فى قدرات القوات المسلحة بأن سيناء غير آمنة بعد حادث الطائرة الروسية، وأن تنظيم داعش على الأرض فى سيناء، ومحاولات الترويج عن طريق بعض العملاء فى الداخل والخارج بأن سيناء أصبحت خارج السيطرة المصرية، ويتم دعم عناصر إرهابية لمحاولة الهجوم على عناصر القوات المسلحة، أو الأكمنة، إلا أن القوات المسلحة تقف بالمرصاد لكل تلك العناصر الضالة.

والحقيقة أن سبب الذعر الغربى وفى الوقت الحالى أن الجيش سيطر بشكل كامل على أراضى سيناء واستطاع أن يقضى على التنظيمات الإرهابية الموجودة هناك والمدعومة من الغرب للدخول فى حرب بالوكالة مع الجيش المصرى كما هى الحال فى سوريا، وهو الأمر الذى فشلت فيه تماما تلك الجماعات وأيضا من يدعمهم من الغرب وكانت صفعة شديدة لأجهزة المخابرات الغربية التى خططت أنه يمكن لجماعات إرهابية تهديد جيش مصر فما كان من أجهزة استخبارات تلك الدول إلا أن تشن حملة على مصر، والمقصود بها الجيش المصرى بالطبع، الذى يقف حائط صد أمام المخططات الشيطانية.

وإجمالًا يمكن سرد العمليات العسكرية التي نفذها الجيش المصري في مواجهة الإرهاب خلال الـ 7 سنوات الماضية على النحو الآتي:
- "نسر 1"
بدأت في 12 أغسطس 2011، عقب تفجيرات عدة استهدفت أنبوب تصدير الغاز إلى إسرائيل، وإعلان تنظيم أطلق على نفسه اسم "جيش تحرير الإسلام"، حيث كان يعتزم تحويل سيناء إلى "إمارة متطرفة".

- "نسر 2"
في 5 أغسطس 2012، شن الجيش حملة عسكرية لتطهير سيناء من "البؤر الإرهابية" ردا على مقتل 16 جنديًا في هجوم مسلح بالقرب من معبر كرم أبو سالم بمحافظة شمال سيناء.

وتم تنفيذ العملية على مرحلتين بدعم من القوات الجوية والبحرية، وتم آنذاك، تدمير 31 نفقا على الحدود مع قطاع غزة، وتصفية 32 مسلحا خلال العمليات الأمنية، وتم مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة.

- "حق الشهيد"
في سبتمبر2015، أعلنت القوات المسلحة عملية عسكرية باسم "حق الشهيد"، للقضاء على العناصر الإرهابية في عدة مناطق بمحافظة شمال سيناء، واستمرت المرحلة الأولى منها 16 يوما، أُعلن خلالها مقتل العشرات من المسلحين.

واستمرت العملية بمراحل مختلفة حتى عام 2017، ونجح الجيش المصري في تصفية نحو 500 من العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم "أنصار بيت المقدس" بشمال سيناء، وتدمير 130 سيارة و250 من الأهداف والمخابئ ومناطق تجمع تلك العناصر، بخلاف مخازن واحتياجات إدارية.

"العملية الشاملة"
وفي فبراير 2018، أعلن المتحدث العسكري، العقيد تامر الرفاعي، بدء خطة مجابهة شاملة ضد العناصر الإرهابية في عدة مناطق بينها شمال ووسط سيناء.

والخطة التي أعلنها الجيش المصري لها 4 أهداف هي: "إحكام السيطرة على المنافذ الخارجية وضمان تحقيق الأهداف لتطهير المناطق من البؤر الإرهابية وتحصين المجتمع المصري من شرور الإرهاب والتطرف بالتوازي مع مواجهة الجرائم الأخرى ذات التأثير".

وتشهد سيناء نشاطا مكثفا لمسلحين يشنون هجمات على قوات الأمن والجيش، منذ أن عزل الجيش الرئيس السابق محمد مرسي إثر تظاهرات حاشدة ضد سياسة إدارته للبلاد في يوليو 2013.

يذكر أن الجيش المصري قام بتوجيه ضربتين جويتين داخل ليبيا في فبراير 2016 ومايو 2017 ضد العناصر الإرهابية بعد تنفيذهم لعمليات إرهابية داخل مصر انطلاقا من الأراضي الليبية.

وتشن قوات الأمن والجيش في مصر حملة عسكرية موسعة في شمال سيناء منذ سنوات، تستهدف القضاء على الجماعات المسلحة في شبه جزيرة سيناء.

* خير الكلام
"مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا"
صدق الله العظيم
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط