الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«يد إسرائيل» ومصلحتها فيما يحدث بالمنطقة العربية


هل لإسرائيل يد فيما يحدث داخل المجتمعات العربية من فوضى؟ هل نفذت أو خططت لمثل هذه الاضطرابات؟ سواء في سوريا أو العراق أو اليمن أو ليبيا أو غيرهم؟

هل تُغذيها بشكل أو بأخر أم تكتفي بالبعد والمشاهدة؟

ما مصلحة الكيان الإسرائيلي فيما يحدث من فوضى وسيولة بالمنطقة العربية؟

باختصار أين إسرائيل؟ ما موقعها مما يحدث؟ وما هى الاستفادة المباشرة والغير مباشرة لها من جراء هذه الأحداث؟

الحقيقة وقولًا واحدًا لا يحتمل التأويل لكنه يحتاج للتوضيح، فإن إسرائيل هي المستفيدة مما حدث على مدار السنوات الـ7 الماضية في المنطقة العربية من ثورات الربيع العربي.

ويمكن القول أنها لو كانت خططت لمائة عام قادمة، لتحدث مثل هذه الفوضى والخراب، لما كانت قد وصلت إلى المستوى الذي فعلته الشعوب العربية بنفسها من خلال هذه الثورات!

لقد كانت ثورات الربيع العربي هى المفاجأة الضخمة – إن صح الوصف- التي لم تنتظرها إسرائيل، وجاءت إليها لتهدي لها على طبق من فضة حالة بشعة من الاقتتال العربي وحالة غير مسبوقة من الفوضى المخرّبة، وميدانا واسعا يسمح بالتدخل والتدمير ونشر الفتن.

ففى سوريا جاءت الثورة السورية، بالشكل الذي وصلت إليه الآن بعد 7 سنوات كاملة لتعزيز اليد الاسرائيلية على هضبة الجولان السورية المحتلة، وتؤكد هيمنة إسرائيل على هذه المنطقة الاستراتيجية في سوريا.

ومع انسداد الأفق في سوريا لنحو ثلاثة أعوام على الأقل من الآن، لحين الوصول إلى تسوية سياسية ومجيء حكومة سورية قوية قادرة على التحدث باسم سوريا. ورحيل الحكم الحالي ممثلًا في الرئيس بشار الأسد بعد كل ما فعله ورحيل الرموز المعارضة والإرهابية على الجهة الأخرى المقابلة له.

فإنه سيكون قد مر "عقد كامل" على حالة سيولة في سوريا خدمة مشروع إسرائيل أفضل خدمة.

بعيدا عن منغصات كانت تتوالى عليها ليل نهار، وتطالب حكومة تل أبيب بالدخول في مشروع سلام أو التفاوض حول مشروع تسوية!

لقد قتلت الثورة السورية وتداعياتها أو بالأحرى قضت الفوضى في سوريا على أية مجالات للحديث مع إسرائيل في الملف السوري.

ووراء الكواليس فإنه ورغم كل الدماء في سوريا. ورغم تقدم إيران وتقدم روسيا على الأرض فإن أحدا لم يجرؤ حتى الآن من الاقتراب من الجولان السورية الموجودة تحت اليد الإسرائيلية.

فهم كلهم يمزقون سوريا ويسرقون قطعها، وينفذون مشاريع ديموغرافية للتهجير والقتل لكنهم لم يجرؤوا على الاقتراب من إسرائيل!

أما السؤال عن وجود إسرائيل أو عدم وجوده فاسرائيل حاضرة بما يحافظ على مصلحتها، لكنها غير مشغولة صراع  عربي إيراني واقتتال مرير في سوريا.

.. لتسوي "الخراف العربية" معركتها مع "الذئب الإيراني" كما تريد!!

أما في فلسطين، فإن تداعيات ثورات الربيع العربي على إسرائيل في الملف الفلسطيني كانت هائلة:-

في كافة التحركات العالمية في الملف الفلسطيني ماتت طوال السبع سنوات الماضية.

وأصبحت فلسطين هى القضية رقم 7 في الاهتمامات العربية

بعد سوريا واليمن وليبيا والعراق والإرهاب وإيران.

وهو ما دفع اسرائيل لانتهاز الفرصة بشكل تام ففعلت في الأراضي الفلسطينية، ما لم تفعله طوال عقود من استيطان طال كل ما يمكن الوصول إليه.

ومن دفع لأمريكا للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ومن تفتيت وتمزيق الصف الفلسطيني، بحيث أصبح الجميع سواء في حماس أو فتح أو غيرهما غير قادرين على الوقوف وغير قادرين على الكلام أو حتى فتح الفم!

اسرائيل لم تكن بعيدة أبدا عن ثورات الربيع العربي، وإن لم تتكشف بعد الأدلة الكاملة لكنها كانت مُغذية للاقتتال الأهلي.

وحددت أهدافها بدقة في تدمير كل القوى والجيوش العربية الكبرى التي كانت تحيط بها.

فدمر العراق، ولم يعد هناك أمل لعودته لعشرات السنين القادمة.

ودمر بالطبع الجيش السوري واستبدل بالميليشيات.

أم إيران وبسبب الحرب المذهبية وخطط التوسع التي يمارسها نظامها الملالي فإنها ستُحطم تمامًا خلال الفترة الرئاسية الأولى لترامب فإيران داخلة في مواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية شاءت أم أبت.

وليس هذا فقط فقد خدمت ثورات الربيع العربي المشروع الاسرائيلي أيما خدمة، إذ لم تعد التحركات السياسية أو الاقتصادية الإسرائيلية في المنطقة محل اهتمام وتركيز كما كان من قبل.

فاسرائيل الآن وباعتراف رسمي لها علاقات اقتصادية وسياسية عميقة مع كافة الدول العربية بما يخدم مصالحها.

واسرائيل متواجدة في حوض النيل بشكل لم يسبق له مثيل.

واسرائيل لها من شبكات التجسس، وأيادي التخريب داخل أماكن الفوضى العربية وخارجها ما لا يخطر على بال أحد.

أما النهاية .. فلماذا يصمت الكيان الاسرائيلي ولا تخرج تعليقات مباشرة من حكومة نتنياهو على ما يحدث في المنطقة.

فهذا لأن تل أبيب اخذت بالصمت أكثر مما أخذته بالكلام كما أنه تُحقق مصالح استراتيجية عليا دون أن تنبس بكلمة واحدة.

فالعرب يقتلون بعضهم البعض والإرهاب يتكفل بالباقي

والفرس كالذئاب يقضمون ما يقابلونه من دول.. ويتجهون في النهاية لصدام سيحطم عظامهم مع أمريكا ستكون نتيجته في النهاية لصالح إسرائيل.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط