الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العمليات العسكرية المقدسة في مواجهة الإرهاب (6)


إذا كان من الثابت تاريخيًا أن جميع ثورات الشعوب دائمًا ما يصاحبها تدهورا في الأحوال السياسية والأمنية.. فإن الحالة بكل تأكيد تختلف في أرض الكنانة مصر المحفوظة بعناية الله وإخلاص رجال قواتها المسلحة، التي هي من قلب الشعب ولا تعمل إلا لصالح الشعب.

وكان الدور المعهود للجيش المصري ليس فقط حماية حدود وتراب الوطن في هذه الفترة الحرجة من عمر مصر.. بل تحملت القوات المسلحة الباسلة أعباء إضافية لا تتحملها أي مؤسسة أخرى في تأمين كافة احتياجات المواطنين بداية من الأمن والأمان وانتهاءً بالمأكل والمشرب.. لكن الأمانة الأعظم التي اضطلع بها الجيش المصري الباسل هي تلك الحروب المقدسة التي خاضتها القوات المسلحة في مواجهة التنظيمات التكفيرية الإرهابية، التي راحت تسعى لتقويض الأمن في ربوع البلاد.

وفي سبيل حفظ الأمن ودعم استقرار الدولة في أعقاب ثورة 25 يناير 2011، وفي إطار تطهير البلاد من قوى الظلام والتطرف، خاضت القوات المسلحة الباسلة العديد من العمليات العسكرية الشاملة لدحر البؤر الإرهابية وضرب مخازن المتفجرات والأسلحة للعناصر التكفيرية وهذا ما نورده في السطور الآتية:

العملية نسر 1
هي حملة عسكرية مصرية في شبه جزيرة سيناء بدأت في 12 أغسطس 2011 بهدف تعقب عناصر إرهابية متطرفة يشتبه في مسؤوليتها عن تفجيرات أنبوب تصدير الغاز إلى إسرائيل وعن هجوم على قسم للشرطة في مدينة العريش.. وذلك بعد إعلان تنظيم يطلق على نفسه اسم "جيش تحرير الإسلام" اعتزامه تحويل سيناء إلى إمارة إسلامية بعد أن يقوم بطرد الجيش والشرطة وقوات حفظ السلام منها.

على خلفية تلك الأحداث الإرهابية نشرت القوات المسلحة المصرية نحو 2500 جندي في سيناء و250 حاملة أفراد مدرعة في مواقع رئيسية، وذلك بعد التشاور مع الجانب الإسرائيلي طبقا لاتفاقية السلام المبرمة بين مصر وإسرائيل، عام 1979، والتي تنص على نزع السلاح من مناطق ضخمة من سيناء.

وقد حققت العملية نتائج كبيرة في خلخلة البنية التحتية للعناصر الإرهابية وإلحاق أضرار بالغة على الأرض.

العملية نسر 2
وفي 5 أغسطس 2012، شن الجيش حملة عسكرية لتطهير سيناء من "البؤر الإرهابية"؛ ردًا على مقتل 16 جنديًا في هجوم مسلح بالقرب من معبر كرم أبو سالم بمحافظة شمال سيناء.

وقال المتحدث العسكري حينها العقيد أحمد علي، إن العملية تُنفذ على مرحلتين، الأولى جرى تنفيذها من 7 – 30 أغسطس، وتمت استعادة الأمن، وتعزيز القوات العسكرية بمناطق "ب، و، ج" لتنفيذ العملية، أبرزها تكثيف التأمين على النقاط الأمنية بالشيخ زويد ورفح والعريش، ونشر القوات على الطرق بهدف السيطرة، بدعم من القوات الجوية والبحرية.

وكشف المتحدث العسكري عن تدمير 31 نفقًا على الحدود مع قطاع غزة، وتصفية 32، وإصابة عنصر واحد من العناصر الإجرامية خلال العمليات الأمنية، والقبض على 38 من الخارجين، وتسليمهم لمديريات الأمن للتحقيق، إضافة إلى الإفراج عن 20 غيرهم.

وأُعلن ضبط أجهزة وأسلحة عبارة عن رشاشات خفيفة وبنادق قناصة وألغام مضادة للدبابات وطائرات للاستخدام عن بعد، وقنابل مضادة للطائرات، ومصادرة 20 عربة تستخدمها العناصر الإجرامية في تنفيذ أغراضها.

الضربة الجوية بليبيا 1
في 16 فبراير 2015، شنت القوات الجوية ضربة عسكرية على أحد الأهداف بمدينة درنة بليبيا، ردًا على بث تنظيم داعش الإرهابي فيديو، يُظهر ذبحًا لـ 21 مصريًا مسيحيًا، اختطفوا من قِبل ميليشيات مسلحة في ديسمبر 2014.
 
وقال بيان للجيش: "وجهت قواتكم المسلحة، فجر اليوم الاثنين، الموافق 16 /2 /2015 ضربة جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم داعش الإرهابى بالأراضى الليبية، وقد حققت الضربة أهدافها بدقة.. وعادت نسور قواتنا الجوية إلى قواعدها سالمة بحمد الله".

وتابع بيان الجيش: "وإذ نؤكد أن الثأر للدماء المصرية والقصاص من القتلة والمجرمين حق علينا واجب النفاذ، وليعلم القاصي والداني أن للمصريين درعًا يحمي ويصون أمن البلاد، وسيفًا يبتر الإرهاب والتطرف، حمى الله مصر وشعبها العظيم وألهم أهالي شهدائنا الصبر والسلوان".

حق الشهيد
أعلنت القوات المسلحة في سبتمبر2015، عملية عسكرية باسم "حق الشهيد"، للقضاء على العناصر الإرهابية في عدة مناطق بمحافظة شمال سيناء، واستمرت المرحلة الأولى منها 16 يومًا، أُعلن خلالها مقتل العشرات من المسلحين.

واستمرت العملية بمراحل مختلفة حتى العام 2017، استمرت فيها المراحل المتعددة، تارة لتهيئة الظروف المناسبة لبدء أعمال التنمية بسيناء، وتمشيط البؤر الإرهابية بالكامل وتدميرها تارة أخرى.

وأعلن مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، اللواء أركان حرب محمد فرج الشحات، نجاح قوات الجيش في تصفية نحو 500 من العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم "أنصار بيت المقدس" بشمال سيناء، و130 سيارة و250 من الأهداف والمخابئ ومناطق تجمع تلك العناصر، بخلاف مخازن واحتياجات إدارية، وذلك عبر مراحل عملية "حق الشهيد".

كما كشف الشحات عن ضبط 1025 طنًا من المواد المتفجرة وثنائية الاستخدام والتي تستخدم في صناعة العبوات الناسفة، بهدف إمداد العناصر الإرهابية شمالي سيناء بها.


وكان من بين نتائج العملية العسكرية "حق الشهيد" إحكام الحصار على البؤر الإرهابية بمدن العريش والشيخ زويد ورفح و تنفيذ المداهمات الأرضية بالتعاون مع القوات الجوية وتصفية وإصابة عشرات العناصر التكفيرية والقبض على 5 آخرين بخلاف اكتشاف وتدمير 20 عربة و 4 دراجات نارية و إحباط تفجير 4 عربات مفخخة قبل استهدافها للتمركزات الأمنية بخلاف تدمير 52 وكرًا تستخدمها العناصر التكفيرية للاختباء وتخزين الاحتياجات الإدارية .

الضربة الجوية بليبيا 2
في 26 مايو 2017، وعقب مقتل 28 شخصًا وإصابة 25 آخرين في هجوم استهدف حافلات تقل أقباطًا، في الطريق المؤدي لدير الأنبا صموئيل المعترف بمدينة العدوة بالمنيا، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة شن القوات الجوية ضربة جوية على أحد مراكز تدريب الإرهابيين في ليبيا.

وأضاف بيان صادر عن القوات المسلحة، أن القوات الجوية نفذت ضربة مركزة ضد تجمعات من العناصر الإرهابية بالأراضي الليبية؛ بعد التأكد من اشتراكهم في التخطيط والتنفيذ للحادث الإرهابي الغادر الذي وقع بمحافظة المنيا.

وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي توجيه ضربة لأحد معسكرات تدريب العناصر الإرهابية.

وقال السيسي، في حديث عقب اجتماع أمني لبحث تداعيات حادث هجوم المنيا: "مصر لن تتردد أبدًا في توجيه ضربة ضد معسكرات تدريب الإرهاب في أي مكان".

وأضاف السيسي: "لا نتآمر على أحد ولا نعمل في الخفاء.. نحن نحافظ على شعبنا والأمن القومي لمصر.. وأي معسكرات هيتم التدريب فيها هنقوم بضربها".

العملية الشاملة سيناء 2018
العملية سيناء 2018 أو العملية الشاملة سيناء 2018 هي حملة عسكرية مصرية شاملة لتحرير شبه جزيرة سيناء بالكامل من سيطرة داعش بدأت في 9 فبراير 2018 في شمال ووسط سيناء، ومناطق أخرى بدلتا مصر والظهير الصحراوي غرب وادى النيل بهدف إحكام السيطرة على المنافذ الخارجية .

ووفق المعلومات المتاحة فهناك عدد من النتائج التي حققتها العملية الشاملة سيناء 2018 حتى الآن نورد منها على سبيل المصال لا الحصر:
أولا: وجود الرئيس عبد الفتاح السيسي في عمق سيناء وهو يرتدى الزى العسكري وافتتاحه مركز العمليات لمكافحة الارهاب بسيناء، دليل واضح على أن الدولة لن تتهاون فى محاربة الإرهاب ولن تقف مكتوفة الايدي، بل اتخاذ القرار باقتلاع جذوره نهائيا من أرض سيناء التى حاولت بعض القوى الخارجية والجماعة الإرهابية أن توطن الإرهاب فى تلك البقعة الغالية. وهى رسالة للدول الداعمة للإرهاب أنها لن تستطيع تقديم يد العون للتنظيمات الإرهابية مرة أخرى بل سيتم قطع كل يد تسعى إلى العبث بمقدرات الشعب المصري، كما أنه دليل على أن القوات المسلحة المصرية تسيطر على كل شبر فى سيناء، وما هى إلا مسألة وقت لتطهيرها من الإرهاب، بالإضافة الى أن مصر لن تفرط فى حبة تراب واحدة من أرض سيناء.

ثانيا: نجحت الأجهزة المصرية المختلفة فى اعداد الدولة للحرب فى جميع القطاعات، وتسخير جميع الامكانات لتلك العملية الشاملة.

ثالثا: حقق الاعلام العسكرى طفرات غير مسبوقة فى ايصال الرسالة الاعلامية السليمة، وبشكل احترافي، من خلال البيانات الرسمية والمؤتمرات الصحفية للمتحدث العسكري، ما أغلق الطريق امام الاجتهادات، والشائعات، واستطاع ان يحشد الشعب خلف قواته المسلحة.

رابعا: هناك دور قوى لعبته عناصر المخابرات العسكرية فى تحديد مواقع العناصر الارهابية بدقة وعناية، والتأكد الكامل من المعلومات، و أماكن الاختباء ومواقع تخزين السلاح، وبالفعل يوميا يتم استهداف تلك المواقع، بواسطة سلاح المدفعية الذى يعمل طبقا لاحداثيات يتم استهدافها بدقة، اذن فالدور المخابراتى حقق اهدافه بدقة.

خامسا: القوات الجوية تنفذ يوميا طلعاتها وتقوم بقصف الاهداف بدقة متناهية، وهى مواقع تخزين الاسلحة، كما انها تقدم الغطاء الجوى لعناصر المشاة التى تعمل على الارض خلال عمليات التمشيط ، الامر الذى يحقق اقل خسائر ممكنة بين العناصر البرية.

سادسا: وصلت اعداد المقتولين من التنظيمات الارهابية بناء على اخر احصائية الى 109 ارهابيين، ما يدل على ان القوات المسلحة تعمل بشكل احترافى لاصطياد تلك العناصر بعيدا عن الكتل السكانية.

سابعا: محاصرة العناصر الارهابية وقطع الدعم اللوجيستى عنها بالكامل، ما جعل تلك العناصر تلجأ الى الاختفاء تماما وعدم القدرة على مواجهة القوات فى اى موقع على الارض.

ثامنا : الاهتمام الكامل من القوات المسلحة بأهالى سيناء فى جميع المواقع، والاهتمام بهم وتوزيع معونات غذائية عليهم يوميا، بالاضافة الى ابتعادهم عن اى عمليات عسكرية، بدليل عدم اصابة اى مواطن باذى خلال العمليات.

تاسعا: العدد الضخم من المقبوض عليهم والمطلوبين جنائيا، دليل على ان العناصر الارهابية تقوم بتجنيد العناصر الاجرامية الهاربة والتعاون معها.

عاشرا: الكميات الضخمة من المخدرات التى يتم ضبطها يوميا، تؤكد ان هناك تعاونا وثيقا بين تجارة المخدرات والعمليات الارهابية من خلال التمويل، وايضا دليل على التخطيط الجيد للقوات المسلحة بضبط المخدرات فى نفس وقت الحرب على الارهاب، لمنع بيعها والاستفادة منها فى عمليات التمويل.

الحادى عشر: نفذت القوات البحرية المهام التى كلفت بها، ورسالتها وصلت الى جميع الاطراف المعادية الخارجية، وهى رسالة ردع لأى قوة تسعى الى تهديد الأمن القومى المصري، أو العمل على تقديم الدعم للعناصر الارهابية المحاصرة، عن طريق السواحل المصرية، وكذا حماية المنشآت الاقتصادية بالمتوسط، والمجرى الملاحى لقناة السويس وباب المندب.

الثانى عشر: فرض السيطرة الكاملة على الحدود الغربية، واستهداف عربات للدفع الرباعى محملة بالاسلحة والمتفجرات، كانت تسعى الى التسلل داخل البلاد، وايضا محاولات لاختراق الحدود الجنوبية، الامر الذى اوقف اى محاولة لاختراق الحدود من اى جهة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط

-