الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أزمة 2 مليون مصري !


تناولت في مقالي السابق تفاصيل واقعة «الحاجة سعدية» ابنة محافظة الدقهلية، التي احتجزتها سلطات المطار السعودي أثناء توجهها لأداء فريضة العمرة على خلفية ضبط «أقراص مخدرة» داخل حقيبتها، وذكرت انه لا يليق بأي حال من الأحوال الربط بين هذه الواقعة الفردية وبين علاقاتنا التاريخية والأبدية مع المملكة، حتى وإن كانت هذه السيدة بريئة من الاتهامات المنسوبة إليها، إلا أن الإجراءات المشددة التي اتخذتها السلطات السعودية مؤخرًا مع المصريين العاملين على أراضيها أعطت هذه الرؤية مسارًا مختلفًا.

ولأن الأمر هنا يتعلق بمستقبل وحياة 2 مليون عامل مصري بالمملكة، وذلك حسب بيانات رسمية خرجت على لسان المتحدث الرسمي لوزارة القوى العاملة، حيث بدأت سلطات المملكة العربية السعودية بتوجيهات ملكية من الملك محمد بن سلمان شخصيًا في تطبيق إجراءات مشددة ، أعلنتها وزارة الداخلية السعودية في بيان لها حول قيامها بحملة مكثفة لضبط وترحيل المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل سواء من المقيمين أو العاملين، كما حذرت بمعاقبة كل من يتستر عليهم أو يشغلهم أو يقدم لهم أي وسيلة دعم، وكأنهم ارتكبوا جرمًا لا يغتفر.

وبالرغم من أن هناك ما يقرب من 80 % من العاملين المصريين بالمملكة حسب بيانات رسمية أيضًا سافروا إلى السعودية بعقد عمل «فيزا» يتعدى ثمنه الـ80 ألف جنيه مصري، كما أنه من المعروف أن الكفيل السعودي يقوم بعمل العقد للعامل المصري بهدف ربحي، أي دون الحاجة إلي شخصه، على أن يكون له جزء مما يتحصل عليه من أموال طوال فترة عمله، وذلك في مقابل أن تكون إقامة العامل على أراضي المملكة مشروعة، وتحت كفالة سعودي الجنسية، وهذا على علم ودراية السلطات منذ قديم الأزل.

وإن كانت إجراءات الملك سلمان الأخيرة التي أدخلها على سياسات المملكة تهدف إلى الإصلاح فهو وشأنه، كما ليس لأحد الحق في الاعتراض عليها أو التنديد بها أو التدخل في شئون بلاده، طالما يراها «سلمان» أنها تصب في صالحها، لكن بشرط ألا تتسبب في أزمة لهؤلاء المصريين الذين يعملون بالمملكة منذ قديم الأزل، بل هم من أحدثوا بها نهضة في كافة المجالات، فليس كل مصري مقيم بالمملكة يعمل في مجال المعمار أو النشاط الحرفي، بل إن هناك أطباء ومعلمين ومهندسين ومحاسبين وآخرين من صفوة المجتمع.

الكرة الآن في ملعب السلطات المصرية، وبالتحديد وزارة الخارجية من حيث التنسيق مع سلطات المملكة لتغيير هذه الإجراءات الاستثنائية التي يتم تطبيقها على المصريين، أو مخاطبة الرئيس عبد الفتاح السيسي للتدخل – إن لزم الأمر- لإنهاء هذه الأزمة، خاصة في هذا التوقيت وفي ظل العلاقات الدبلوماسية الجيدة التي توطدت مؤخرًا بين مصر والمملكة، وشهدت طفرة كبيرة في كافة المجالات .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط