الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اﻷبوية الدولية في سوريا.. « مناطق لفرض النفوذ وليست ساحة للحرب»


سوريا القوية اﻷبية لم تعد كما كانت وقد كتبت منذ مدة ليست بالقصيرة وتحت نفس العنوان ليس من باب التشاؤم وﻻ التخمين ولكنها السياسة التى علمتنا ومن خلال التجارب والتاريخ .. وأعود وبشكل مكرر ﻻ انسانية فى العلاقات الدولية وإنما ثوابت المصالح المشتركة وفرض القوى لكلمته وفق معايير القوة بمعناها الواسع، لذلك لم يكن مستغربا حديث الوﻻيات المتحدة الامريكية عن ضرب سوريا أيا كان القرار اﻻممى وأقصد هنا قرار مجلس اﻻمن فى جلسته التى عقدت منذ أيام قليلة ومعارضة روسيا لتوجيه ضربة دولية لسوريا على واقع استخدام النظام السورى لأسلحة محرمة دوليا.

وبغض النظر عن آليات التنظيم الدولى وفاعليته اﻻ أن الحديث اﻵن عن دور اﻻمم المتحدة فى كبح الصراعات فى العالم لم يعد محل شك والأمر كله مظلة لتغطية أفعال وممارسات أقوياء العالم ضد الدول الضعيفة، أكرر الدول الضعيفة التى تعانى وما زالت من مشاكل وأزمات ممتدة والحديث عن انتظار العدالة من هذا التنظيم أصبح عبثيا وﻻ طائل من وراء مناقشته والتعمق فى وصف هذه الحالة أراه مضيعة للوقت، وأن المسألة اصبحت واضحة وﻻ تحتاج إلى تحليل أو دراسة فالتنظيم الدولى أصبح للأقوياء.

وإلى الذين هللوا وصفقوا وتعالت أصواتهم ترحب وتبارك التواجد الروسى على اﻻرض السورية أقول لهم لم يعد هناك شك فى التنسيق بين الدول الكبرى ﻻقتسام المصالح والموارد السورية على حساب أى معايير أخرى وروسيا والوﻻيات المتحدة الامريكية بينهما تنسيق كامل أن سوريا إحدى مناطق فرض النفوذ بينهما وليس ساحة حرب كما يحاول أن يروج البعض فالأقوياء ﻻ يتصارعون وخاصة فى هذه الحالة والمستقبل يحمل فى طياته اﻻجابة الواضحة عما اقول ..... ولنا فى مؤتمر برلين عام 1882 العظة للاتفاق على كيفية تقسيم المستعمرات وليس الصراع عليها ..

وتمارس الوﻻيات المتحدة الأمريكية اﻵن دورا واضحا فى العالم بحكم القوة التى تملكها وتتنوع مصادر هذه القوة يشبه تماما ما يحدث فى القارة اﻻفريقية من ظاهرة اﻻبوية السياسية والوصاية من الحكام اﻻفارقة فى معظم الدول فيما يشبه الحكم الإلهى وتصل الدرجة الى حد التقديس للحاكم أنه يحكم بعقيدة أنه الأفضل وهذه الظاهرة مازالت مستمرة ويؤكد ذلك توريث الحكم والتعامل مع موارد الدولة وكأنها ملكية خاصة.

وما تقوم به الوﻻيات المتحدة الأمريكية اﻵن يتطابق الى حد كبير مع ذلك ولكن على المستوى الدولى ، فهى ترعى اﻻنسانية التى تخدم مصالحها فقط وتغض الطرف عن اﻻنسانية التى ﻻ تتوافق مع مصالحها وتستغل فى ذلك حالة اﻻنقسام العربى والعوز التكنولوجى وتلعب دورا رئيسيا فى هذه الحالة التى وصل اليها النظام اﻻقليمى العربى منذ الغزو العراقي للكويت وحتى اﻵن وعلى القادة العرب اﻵن واجب أراه ملزما فيما هو قادم وخاصة فى ظل التحديات المعاصرة التى قد تعصف رويدا رويدا بالبقية الباقية من الدول العربية وهو تحقيق الوحدة والتكامل الذى غاب طويلا ولم يعد مبررا تأجيله حتى على مستوى الدول التى تتوافق فى المواقف اﻻقليمية، أما عن مصر فيكفى أن أقول أنه حتى اﻵن لم ترفع راية فى أرضنا وندفع فى سبيل ذلك خيرة الشباب ومازالت الحرب مستمرة.

وعلينا أن ندرك أن المستقبل مع كل هذه التحديات يتمثل فى ضرورة الحفاظ على اﻷمن واستمراره داخليا واقليميا مع تبنى سياسات تدفع عجلة التنمية فى كافة المجاﻻت وتحقيق التكامل العربى واﻻفريقى للوصول الى بر الامان.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط