EN 
كانت أم كلثوم تحب قراءة الشعر والإطلاع على كل ما هو جديد وتتذوقه وتختار أحيانا قصائد يمكن أن تغنيها وهو ما حدث في العديد من الأغاني التي قدمتها، عادة ما يقبل الشعراء أن تغني لهم كوكب الشرق كما يرضخون عادة لطلباتها بتغيير بعض الأبيات.
بدوي الجبل كان الشاعر الذي اختارت أم كلثوم غناء أحد أغانيه لكن رده عليها كان صادمًا، ولد «الجبل» في محمد سليمان الأحمد والده العلاّمة المرحوم الشيخ سليمان الأحمد، العالِم اللغوي والفقيه الديني الذي كان مرجعًا في عصره، وكان عضوًا في المجمَع العلمي العربي بدمشق.
ولد عام 1905 في قرية ( ديفة )، التابعة لمنطقة الحفة، في محافظة اللاذقية، درج في كنف أبيه محاطًا بالعناية والحنان، في جوّ يؤمه طلاب العلم والمعرفة ، وشغف الشاعر وهو في سنّ مبكّرة بحفظ الشعر وروايته ، وأقبل على كتب الأدب واللغة ، فكان جيّد الحفظ والرواية لها.
في الخمسينات سافرت أم كلثوم إلى دمشق وأحيت حفلتها الفنية في مدرسة اللاييك ودعت بدوي الجبل إلى الحفله فذهب رغم أنه لا يحضر الحفلات الغنائية العامة، وفي اليوم التالي زارته في منزله وفقًا لما يرويه كتاب «مشاهير وظرفاء القرن العشرين للكاتب هنا أبو الخير».
ويضيف: «حضرت إلى البيت بصحبة السفير المصري محمود رياض وطلبت مني السماح بغناء قصيدة "شقراء" التي نظمتها من وحي الحب لفتاة سويسرية لكنها طلبت أن استبدل كلمة شقراء بسمراء، فأعتذرت عن طلبها وأخبرتها إن أرادت الغناء فلتغنيها كما هي، لأنني كتبت القصيدة بفضل فتاة سويسرية ألهمتني».
ويتابع الكتاب: «في اليوم التالي حاولت أم كلثوم لكن بدوي الجبل أصر على موقفه فخرجت غاضبة وقررت ألا تغني له أي قصيدة».
توفي الشاعر الكبير في دمشق عن عمر ناهز 78 عامًا، ودُفن بجوار مقام والده.
