الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجامعة العربية.. ومآلات التغيير!!!


كانت جامعة الدول العربية إحدى آليات التكامل والوحدة العربية، وقد تعددت المواقف التى تشهد على ذلك.. وأبرز هذه المواقف مساندة مصر فى مواجهة اسرائيل حتى وإن ذهب البعض إلى اعتبار هذه المواقف فردية فالواقع يشير إلى وجود مكانة للجامعة العربية فى هذه المواقف حتى مع وجود بعض العقبات فى القرارات وخاصة أن الميثاق يحول دون تحقيق الفاعلية وتحقيق الهدف العام من إنشائها حيث لم تتحقق الوحدة والتكامل العربى حتى اﻵن.

وتعانى الجامعة اﻵن من وجود أزمات تمويليه تعصف بأنشطة الجامعة إضافة الى عدم تحقيق التكاتف والترابط العربى للوقوف أمام تداعيات المشهد العربى المرتبك وخاصة بعد ثورات الربيع العربي التى من بين نتائجها سقوط بعض الدول فى دوامة عدم اﻻستقرار ومعاناة دول من تنامى ظاهرة اﻻرهاب وسيطرة بعض من هذه التنظيمات على جزء من الرقعة الجغرافية لهذه الدول وتدخلات اقليمية أدت الى تهديد تماسك النظام اﻻقليمى العربى فى وجه هذه التحديات إضافة الى وجود ضياع للقضية الرئيسية التى تلتف حولها اﻻمة العربيه منذ عام 1948 وحتى اﻵن، والقصد هنا القضية الفلسطينية مركز القضايا العربية ووجود تحول يعكس توازنات دولية مقلوبة نحو هذه القضية العادلة التى ﻻ تقبل أى تأويل ولكنها السياسة اﻻمريكية التى أظهرت تحوﻻ أراه مؤجلا فى فترات سابقة عن اﻵن فقد تم تنفيذ قرار نقل السفارة اﻻمريكية فى اسرائيل الى القدس المحتلة هذه المدينه التى تحظى بمكانة دينية خاصة قى قلوب العرب جميعا.

كل ذلك كان دافعا للحديث عن القادم فى هذه المنظمة التى اصبحت مرادفا ممتدا ﻻستمرار عدم فاعلية القرارات وضعفها وشهادة على ضعف التماسك العربى الذى تأثر بفعل المصالح المنفردة لبعض الدول التى أظهرت الحرص على عدم اﻻكتراث بالمصالح المشتركة التى قامت على أساسها هذه المنظمة اﻻقليمية.

وعلى الرغم من شمول بيان التأسيس على التنسيق والدعم المشترك والتدخل لمنع الصراعات بين الدول وكذلك التنسيق فى شتى المجاﻻت وخاصة السياسية والثقافيه إﻻ أن ذلك لم يتحقق بالفاعلية وتباينت الرؤى والمواقف بين الدول حيث أصبحت الجامعة مسرحا للخلافات على اثر اختلاف المواقف السياسية والأولويات التى تتبناها دولة عن اخرى وربما مجموعة دول عن أخرى .

وللموضوعية فإن هناك حالة من التباعد نتيجة هذه الممارسات وعلى الرغم من وضوح المواقف فإن التقارب اﻵن اصبح حتميا وعلينا الوقوف جنبا الى جنب لوقف هذه الحالة التى لو استمرت أصبح النظام اﻻقليمى العربى عرضة للتهديد الممتد كما هو الحال اﻵن.

ورسالتى إلى صناع القرار العربى أن الدول الكبرى وعلى رأسها مصر والسعودية واﻻمارات لها دور ملح فى عملية لم الشمل العربى ومواجهة جموح التنظيمات اﻻرهابيه ومن يساندها على ارضنا العربية واﻷمر اصبح واضحا من خلال المواقف من القضايا الرئيسية وعلينا تبنى سياسات من شأنها الوصول الى فاعلية للقوة العربية المشتركة لضمان فاعلية أدوراها ومواجهة اﻻرهاب الذى اصبح ممتدا داخل العمق العربى.

لذلك وعلى الرغم من كل ما تم سرده بشأن الجامعة العربية فإننى أدعو الى استمرار هذا التنظيم مهما كانت الظروف والتحديات وأﻻ ننساق وراء دعوات هدمه وعدم استمراره بدعوى عدم الفاعلية وضعف القرارات والمواقف وهو أمر ﻻ انكره ولكن هذا الكيان على ضعفه يضمن لنا الحد اﻻدنى من التنسيق والمتابعة وذلك يكون بداية أى عملية اصلاحيه فى المستقبل لأن الوضع اﻵن وفى ظل التحديات والتغييرات والتهديدات التى تتعرض له دولنا العربية ﻻ يحتمل عملية هدم هذا الكيان اﻻقليمى الجامع وعلينا فقط تبنى سياسات من شأنها الوصول إلى الفاعلية والتكامل العربى والتعديل فى الميثاق واﻻجهزة والهيئات التابعة للجامعة بما يحقق الفاعلية وتحقيق الهدف من انشائها والبناء على ذلك حتى نصل الى الوحدة والتكامل العربى.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط