الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زين ربيع شحاتة يكتب: مسؤول يراجع قراراته ويُقيم ذاته

صدى البلد

على رأس كل وزارة أو مؤسسة تنفيذية شخصية قيادية تتولى رســـم المسارات وتتحكم فى خطط سير العمل وصولًا إلى تحقيق أهداف الدولة وطموحات الشعب داخل الكيان الذى يتولى قيادته فى ظل نظام يدرك المواطن أنه المناسب لظروفه والقادر على تحقيق أهدافه ، وتتحمل هذه الشخصية مسئولية تقدم أو تراجع هذا الكيان الذى يجلس داخل أكثر مكاتبه فخامة ، وفى هذه المناصب القيادية تتشابه الملامح والمسميات والصلاحيات ، ولا تتشابه الإنجازات أوالأسماء فلكل شخصية قيادية بصمتها الإدارية المميزة التى تساهم فى إنجازات تسجل فى تاريخ المؤسسة بأسماء أصحابها ، ولعل المتابع للشأن العام يجد أن أكثر ما يعيق عملية التنمية والبناء هـــو الوصول إلى الشخصية القيادية المميزة لذلك تنشـــئ الدولة المعاهد والمؤسسات التدريبية التى تتولى تدريب وإعداد الشخصيات التى تتلمس فيها مؤسسات التنشأة الإجتماعية بداية من الأسرة والمدرسة بذور القيادة ، فالشخصية القيادية يستحيل صناعتها داخل معهد أو غيره من المؤسسات لأن الشخصية القيادية تتمتع بحفنة من الصفات الفطرية منها الدقة والتنظيم ، ولديها القدرة على صناعة الحدث وإتخاذ القـــرار ، وهنا لا يقصد مغامرة القــرار ســـواء المغامرة المحسوبة أو غير المحسوبة بل المقصود بها شخصية لديها من المهارات والقدرات والشجاعة إتخاذ القرارات الحاسمة فى توقيتات مناسبة وإعلاء مبدأ الصلاحيات تؤخذ ولا تمنح لها ، ويمكن تلمس الشخصيات القيادية داخل أى مهنة أو وظيفة خدمية حيث نرى أن هناك ثلاثة أنواع فهناك المراسل الذى يتولى نقل كل تفاصيل العمل إلى الرئيس المباشر لحظة بلحظة وإنتظار التعليمات ، وهناك الموظف المستشار الذى يبحث المشكلة ويقترح الحلول على الرئيس المباشر ، أما القائد فيبحث المشكلة ويضع الحلول ويسير فى طريق الحل قبل أن يخطر الرئيس المباشر ، وهذا النوع من العاملين على المسؤول داخل أى كيان أن يحتضن هذه الشخصية بالرعاية والدعم متجاهلًا وضعها الإجتماعى وموقعها الوظيفى .

ويقع على عاتق كل مسؤول الحرص على مصالح الناس ويعمل على صيانتها و حمايتها ، وأن يختار الشخصيات التى تشاركه تنفيذ تحقيق أهداف مسئوليته من أهل الأمانة والخبرة و ليس أهل الثقة فقط ، وعليه أن يراجع قراراته كل فترة زمنية لتقيمها ذاتيًا والتأكد من أن مسار العمل يسير فى إتجاه تحقيق الرسالة والهدف الذى رسمه والمنوط به تحديد وجهته وإعادة مساره إلى مسار تحقيق النتائج وهو مؤمن بأن هذه الوقفة مع الذات لا تعنى الرجوع إلى الخلف ، فالوقت دائمًا وأبدًا بأيدينا ولحظة تقييم الذات هى لحظة تأمل وأعادة توجيه ، فالغالبية العظمى من قياداتنا التنفيذية تتصور أن المتابعة والرقابة المشددة من حيث الحضور والإنصراف هى معيار نجاحه و كأن الشدة غير المبررة مع العاملين ستؤدى إلى تحقيق الأهداف فى حين أن العامل يحقق بإستمتاعه العقلى أضعاف النتائج التى تحققها سلطة الرقابة والمتابعة ، لذلك فعلى كل مسئول فى مصر أن يتأمل ذاته وأن يعيد حساباته فالدولة فى أمس الحاجة إلى قيادى يمتلك مهارات في وضع وإعداد الخطط والإبداع فى تنفيذها، ويمتلك مقومات بث روح الحماسة بين العاملين فى ظل قيادته ، فتطلعات الشعب و طموح الدولة لا يتناسب معها الضعفاء الهزيلين، بل فى حاجة إلى الأقوياء النابهين لتحيا مصر .