الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

توهان


في مرحلة في حياتنا بتبقى بالظبط عاملة زي كأنك كنت في شارع عارف كل حتة فيه، عشت واتربيت فيه، وفجأة وانت ماشي تلاقي زلطة توقعك على وشك وانت بتقوم تلاقي نفسك في مكان أول مره تشوفه، مع إنك متحركتش ولا رحت حتة جديدة، بس كأنك بتقوم تلاقي نفسك بتحاول ترجع لنفس الشارع اللي انت حافظه فتبدأ تسأل اللي حواليك فتوه أكتر ومتعرفش إنت حترجع لنفس الشارع ولا لازم تتعود على المكان ده ويبقى زيه زي اللي كنت حافظه زمان، لو قريت السطور دي وفهمتني ده معناه حاجة واحدة، معناه إنك إنت كمان تايه وبتدور على المكان اللي اتعودت عليه ومش عارف ترجع.

كان زمان لما حد يقولي القلب اسمه قلب لأنه بيتقلب من حال لحال، أقول ماشي إشطة ومصدقش إن ممكن قلبي يبقى على حال ويصبح في حال، بس قد إيه في حاجات ممكن تغير قلبك، ظروف، مواقف، وجع، حاجات بتسمعها في الأول وتقول لنفسك لأ مبتغيرش حاجة، بس أول ما حاجة منهم تلمس قلبك، بتلاقي إن قلبك هش أوي، ومش قوي كفاية إنه ميتغيرش، مش قلبك بس اللي بيتغير، إنت كمان بتتغير بتلاقي نفسك بتقول حاجات وبتعمل حاجات ممكن تكون مقلتهاش قبل كده أو طول عمرك بتقول عكسها، وهنا بتبدأ رحلة التوهان، هو أنا كنت صح ودلوقتي غلط ولا العكس؟

فيه مقولة للجميلة غادة سمان بتقول: "أنا أحمل قلبا لا يؤذي أحدا لكنه يؤذيني، فكم من إنسان بيننا حمل هذا القلب ألا يستحقون منا أن نهتم بهم؟"، بس لما فكرت في الجملة وعشتها لقيت نفسي أنا القلب ده اللي بيدور على اللي زيه واللي شبهه بس كتير بيلبسوا أقنعة بتنكشفها بعد سنين وبتكتشف إن القلب اللي انت كنت بتحاول تحميه من الأذية أكتر قلب بيأذيك، ساعتها التوهان بيفضل يكبر وبتلاقي نفسك بتسأل نفسك هي الناس اللي حواليا فعلا بيحبوني؟ ولا قلبهم هيقلب عليا بمواقف أو من غير مواقف؟ حالة من التوهان بتخليك مش مصدق أي حاجة حواليك حتى لو إنت عايز تصدق أو حتى بتحاول.

التخلي بيصبح أسهل من التمسك عشان حتلاقي نفسك مش عايز تتمسك بحاجة أو بحد وبعدين ميبقاش موجود وترجع تلاقي نفسك في متاهة وشارع جديد يتوهك أكتر وأكتر.

"الحقيقة المؤكدة هي الموت"، هي الجملة دي حقيقية؟ ليه قلبي مش عايز يصدقها وتقيلة عليه؟ أو "الطيبة هبل"، هي دي حقيقة مؤكدة برضه؟ خلاص لازم أخاف وأحرص وأخون عشان أحمي نفسي ومبقاش هبلة؟

جملة "يا رب إنت العالم باللي بيَّا"، دي بتتقال وإنت في أقصى حالاتك النفسية وإنت تايه ومشتت في تفكيرك، وإنت مش عارف تستنى بكره ويا ترى مخبيلك حاجة جديدة، حالة التوهان دي حتسيبك ولا لأ، بكرة فيه جديد حلو ولا وحش أكتر، بتقول "يا رب" وقلبك هو اللي بيدعي وروحك بتتنهد تنهيدة خوف، إتأكد إن ربنا عالم وحاسس ومستني الوقت المناسب اللي وحده يعلمه وهيفاجأك بحاجات تعوضك عن سنين.

أنا بقول الجملتين الأخيرتين دول مش عشان أصبرك ولا أصبر نفسي ولا هي CLOSING عميقة للمقالة، لو دورت في حياتك حتلاقي ألف حاجة كنت فاكرها خلصت أو آخر الحدوتة، لكن في الآخر حدوتك لسه مخلصتش.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط