الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليبيا ... محاوﻻت التصالح المستحيلة


منذ اندلاع الثورة على القذافى والمشهد فى ليبيا شديد التعقيد، وصعب فى رسم أو توقع سيناريوهاته المستقبلية وحتى فى تحليل العملية السياسية ووصفها نجد تشابكا وتعقيدا يصل الى حد اليأس فى الوصول الى صيغة نأملها جميعا أﻻ وهى لم الشمل ووحدة اﻻطراف المتصارعة فى ليبيا التى تعتبر عمقا استراتيجيا لمصر من ناحية الغرب ولنا معها مصالح ﻻ يمكن لأحد اﻻلتفاف عليها..

وتعانى ليبيا منذ الثوره ومقتل القذافى من عدم القدرة على تحقيق اتفاق يمنع تقسيم تلك البقعة الغالية علينا جميعا ولكنها اﻻحداث التى أظهرت ووجود ملامح هذا التقسيم فى ظل وجود اصحاب الرايات المذهبية والتنظيمات التى تدعم التقسيم حتى تتمكن من اقامة إمارة اسلامية وفق تصورها ومنها تنطلق تلك الحركات والتنظيمات نحو المزيد من القتل والتدمير في المحيط اﻻقليمى والعربى وتكون ليبيا مركزا بديلا لتلك التنظيمات المسلحة عن العراق وسوريا ولم يعد لديهم اى امل فى التواجد على اﻻرض المصرية فى ظل حرب شرسة وممتدة تخوضها مصر ضد اﻻرهاب وملامح تؤكد على قرب نهايتهم فى مصر المحروسة برجالها اﻻوفياء..

وقد كانت كلمات المبعوث الأممى لأزمة ليبيا غسان سلامة بمثابة النهاية لوصف الحالة فى ليبيا حيث قال (من الغباء اﻻعتقاد بأن جراح ليبيا ستلتئم خلال عامين )...

والوضع اﻵن فى ليبيا اشبه بعملية شد اﻻطراف قبيل التقسيم وهذا خيار ﻻ أراه بعيدا ولكنى ﻻ أتمناه، تلك الكلمة التى ﻻ وجود لها عند التعرض ﻷى ظاهرة سياسية وتحمل دﻻﻻت ذاتية ﻻ مجال لها فى عملية التحليل السياسى ومحصلة الواقع فى الداخل الليبى يشير الى صراع بين البرلمان وقواعده من ناحية ورئيس المجلس اﻻعلى للدولة خالد المشرى الذى كان الرئيس التنفيذى لحزب العدالة والبناء الذراع السياسية لتنظيم جماعة اﻻخوان المسلمين وهو معارض لعملية الكرامة وقائدها الفريق حفتر... تلك الحالة من الخلاف اساسها انعدام الثقة بين رئيس البرلمان عقيلة صالح والمشرى.

والمسألة كلها تنحصر فى محاولة كل طرف التشكيك فى الآخر ... إضافة الى صراعات قبلية تمتد وتظهر فى مصراتة وبرقة ودرنة معقل التنظيمات اﻻرهابية وتزداد تلك الحالة من الخلافات والصراعات تبعا لأولويات واطماع كل طرف عن اﻵخر .. وتظهر تلك اﻻولويات من خلال مطالب المجلس اﻻعلى للرئاسة بصلاحيات تشريعية تدخل فى صلب عمل البرلمان ومطالب من البرلمان تقضى بتصديق البرلمان على قرارات المجلس الأعلى للدولة بما فيها القرارات اﻻستراتيحية... فى حين هناك رفض تام للمجلس الأعلى وقراراته من قبل الجيش الليبى او ما يعرف بجيش عمليه الكرامة.

كل ذلك وأكثر يعطى للمشهد ضبابية كثيفة يصعب من خلالها استشراق المستقبل ولكن الشيء المؤكد ان ليبيا لن تعود كما كانت وأن الواقع يؤسس على خيار التقسيم طالما استمرت الوﻻءات دون الوطنية سواء لراية دينية او قبلية ناهيك عن التنظيمات المسلحة التى تدعم من بقاء حالة الفوضى وعدم اﻻستقرار وهم تجار الدم ومعهم من يدعم ويدفع لبقاء تلك الحالة وتأمل مصر تحقيق المصالحة وتحقيق اﻻستقرار الذى من شأنه تحقيق اﻻستقرار النسبى فى المنطقة الحدودية في الغرب ويضمن على اﻻقل عدم التدخل الأجنبي في الداخل الليبى وان كان ذلك يتم اﻵن من خلال الوكلاء.

ولم يعد أمام ليبيا واﻻطراف المتصارعة هناك سوى اﻻسراع نحو اﻻتفاق واإﻻ فان اﻻمل فى الوصول الى اﻻستقرار ووضع حد لمعاناة الشعب الليبى يصبح سرابا وحلما يستحيل الوصول اليه.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط