الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التعليم المصرى ما بين الاغتيال والتطوير


تابعت خلال الأيام القليلة الماضية ردود الأفعال تجاه الخطة التى طرحها الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم حول تطوير التعليم ما قبل الجامعى وإلغاء ما يسمى بالمدارس التجريبية وتصريحات الوزير العنترية التى يؤكد من خلالها أن الموضوع ليس محل نقاش وليس من حق أحد أن يتحدث فيه إلا الوزير نفسه, لدرجة أن أولياء الأمور من محدودي الدخل والطبقات المتوسطة عبروا عن استيائهم الشديد من إلغاء المدارس الرسمية للغات والمعروفة باسم "التجريبيات" والتى تعد البديل أمام غير القادرين على قبول أبنائهم بالمدارس الرسمية للغات ذات المصروفات الباهظة.

فلقد شعر أولياء الأمور وأنا معهم أن إلغاء المدارس التجريبية سيؤدي إلى زيادة الأعباء على كاهل الأسرة المصرية وتسليمهم فريسة لأصحاب المدارس الخاصة والدولية التى ستشهد إقبالًا كبيرًا بسبب عدم وجود البديل لها , لدرجة أن كثيرا من الأهالى ومطورى التعليم أعلنوا أن هذا التطوير لن يصب فى صالح أحد سوى أصحاب المدارس الخاصة والدولية, معتبرين أن هذا هو الاغتيال الحقيقى للتعليم المصرى فى ظل ما يعانيه المواطن المصرى من ظروف اقتصادية غير مستقرة وفى الوقت الذى يعتبر فيه الوزير أن هذه الخطوة هى أول خطوات التطوير.

وجاء غضب أولياء الأمور معبرا عن كل الأفكار والأسئلة المختلطة التى تدور بعقولهم وأهم هذه الأسئلة على الإطلاق, هل أن وزارة التربية والتعليم قررت رفع أيديها عن أولياء الأمور والتخلى عن دورها فى المساندة الاجتماعية للأسرة ؟!! , بالرغم أن من أهم أدوار التعليم التكاتف الاجتماعي والتنمية الاقتصادية , وإذا اعتبرنا أن ما يقوم به الوزير طارق شوقى إغتيال حقيقى للتعليم فلصالح من ؟!! , فى الوقت الذى يُعتبر التعليم الركيزة الأولى لتنمية مواردنا البشرية من خلال تنمية مهارات ومعارف أبنائنا الطلاب وتوفير الإمكانيات التى تتيح لهم التعلم والتعرف على كل ما هو جديد داخليا وخارجيا .. وبالرغم أن كل طرحى تساؤلات وليست اتهامات , إلا أن الواقع يفرض رؤيته.

تلك الرؤية الواقعية التى تدور بذهنى وأتخيلها للخروج من مأزق إلغاء بعض المدارس وبديلا عن خطة التطوير الجديدة , أن الرؤية تتضمن قيام وزارة التربية والتعليم بعمل أنشطة ومؤثرات جديدة وتفعيل ما لم يتم تفعيله فى الماضى وذلك من أجل زيادة التحصيل وتكوين فكر الطالب بعيدا عن إدخال منظومات جديدة لا نعرف ما يترتب عليها فى المستقبل من كونه إيجابى أو سلبى ونظل فى مرحلة التجارب التى لن تقدم شيئا بل ستؤخرنا كثيرا , ومن بين الأفكار التى أطرحها لزيادة نسبة التحصيل الدراسى للطلاب هو تفعيل دور الأنشطة المدرسية وإيجاد نوع من الحوافز للطلاب من خلال المسابقات وتوفير السبل المختلفة وتحقيق مجتمع مدرسى يماثل المحيط الأسرى ليحتوى الطالب وعمل مجموعات دراسية فى أيام خاصة ومعاقبة الطلاب المشاغبين والمفسدين حفاظا على الطلاب الباقين ومتابعة إدارة المدرسة لمعلميها والعمل من تطوير أدائهم وضرورة التواصل بين المنزل والمدرسة مع ضرورة أداء المعلم لدوره ورسالته بوازع من ضميره.

كما يجب العمل على تعديل المناهج بما يتناسب مع أسلوب التعليم الحديث وليس التعديل من باب سد خانة التعديل , كما يجب أن يتم إعادة النظر فى تطوير المناهج وربطها بسوق العمل ومراعاة الفروق الفردية بين الطلاب فى وضع المناهج الدراسية وتأهيل المدرس فى مادته علميا وتربويا , وتنقيح المناهج الدراسية من الحشو والإعتماد على أسئلة الذكاء فى الإمتحانات.

ياسادة .. لابد من وجود تكتلات بحثة تسعى للبحث عن طرق مثالية للتعليم وابتكار الحلول الجذرية للقضاء على المعوقات والأزمات التى تقف فى طريق العملية التعليمية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط