الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سوريا.. التوافق الدولي على المصالح


يذهب البعض فى رؤيته للأزمة فى سوريا إلى انها تمثل إحدى مناطق الصراع بين القوى الدولية من أجل الحفاظ على المصالح .. ويرى البعض اﻵخر أنها تمثل ساحة للحرب والتنافس بين تلك القوى وأنها تمثل ربما ارهاصات ما قبل الحرب العالمية الثالثة ويرى ثالث انها نموذج لدراسة وفهم عملية خلق الفوضى وعدم اﻻستقرار الممتد من خلال الحرب بين اﻻطراف المتصارعة هناك وتظهر فى ذلك مصطلحات مثل الحرب بالوكالة وتجار الدم والنار...ويرى البعض اﻵخر انها ساحة لتمويل اﻻرهاب لإسقاط الدول لتحقيق ما تخطط له بعض الدول الكبرى لإعادة رسم وتقسيم الشرق اﻻوسط بما يحقق مصالح تلك الدول..

ولكل تلك الرؤى ما يدعم ويؤكد على موضوعية ما يقول ولكنى هنا ومن خلال الخبرة التاريخية التي وقعت في السابق ومنذ سنوات قليلة نؤكد على انه ﻻ يوجد صراع بالمعنى الذي يذهب اليه البعض بين القوى اﻻقليمية والدولية وإنما تنسيق من اجل المصالح وتحقيق اﻻستفاده القصوى على حساب اﻻهل فى سوريا .. ولتحديد مسئولية ما يحدث فإن كل اﻻطراف فى سوريا ساهمت فيما عليه سوريا اﻵن ...وأقصد هنا عدم حدوث اى تغيير سياسى ولم يرحل اﻻسد عن السلطه ولم تحقق الثوره وما حدث بعدها الرخاء واﻻستقرار والتنمية للشعب السورى..

وهذا المشهد فى الداخل السورى لن يتغير بسهولة.. فوضى وصراع وقوى عديدة تسعى للهيمنة وفرض النفوذ وأصبحت سوريا مرتعا للتنظيمات اﻻرهابيه المسلحة وتدخل ايرانى واضح ودور روسى مساند للأسد ورؤية غربية ترى رحيله حاصل القول فى البيئة الداخلية السورية، يشير الى بقاء النظام السوري، مع تدمير سوريا وموت اﻻمان ولم تعد سوريا كما كانت وخاصه فى ظل ما يشبه التوافق الدولى للحفاظ على تلك الحالة وتقسيم اﻻدوار للوصول الى الموارد ولم ينجح النظام السورى فى تحقيق السلام والحفاظ على ارضه التى اصبحت تحت سيادة دول وتنظيمات تسعى أهداف منها تقسيم الدولة...

أما عن حسابات التوافق الدولى فهو أمر ثابت من خلال ما يحدث حيث كان التنسيق واضحا فى العملية العسكرية اﻻخيره وكأننا امام مشهد وأحداث متكررة وكأن الرسالة هى التوافق الدولى واﻻقليمى لنهب سوريا واستغلال ما يحدث لتحقيق اﻻستفادة القصوى على حساب الشعب السوري الذى عانى ومازال من ويلات ممتدة والحديث اﻻنسانى يطول ولكن روسيا ضمنت قاعدة فى المتوسط ...والوﻻيات المتحدة الامريكية وحلفاؤها تبحث عن مصالحها من خلال آليات وسياسات تضمن بقاء الوضع على حالة عدم اﻻستقرار وقوى اقليمية تعيش فى قلب سوريا وخاصة ايران وتركيا واسرائيل ولبنان تحاول ان تحافظ على مصالحها وتستغل الوضع القائم ..

من كل ما سبق كل اﻻطراف ساهمت فى صنع ما يحدث في سوريا ولكن ان يحدث انشقاق او خلاف بين القوى الدوليه من اجل سوريا فى تقديرى لن يحدث ذلك وستظل اﻻحداث تتصاعد احيانا وعلى العكس من ذلك فى اوقات اخرى ...فهل يفهم النظام السورى وبشار ومعهم قوى المعارضة السورية ذلك؟ وهل يمكن ان تعود سوريا بتوافق أراه مستحيلا بين كافة أطراف الداخل السورى ؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط