الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الوزيرة نبيلة.. والعودة للجذور فضيلة


أتابع بسعادة بالغة تنامي ونجاح واحدة من روافد القوة الناعمة لمصر وهي نجاح أبناء مصر في الخارج خاصة من العلماء والأكاديميين والخبراء الناجحين في العديد من المجالات وليس فقط هؤلاء ولكن أيضا أبناء الجاليات المصرية في أوروبا وأمريكا والدول الخليجية وكيف أصبحوا أكثر ترابطا مع وطنهم مصر وعادت إليهم ثقتهم الكاملة في الدولة المصرية وطنهم مصر.

والفضل في ذلك يعود للوزيرة النشيطة والنابهة السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين في الخارج والتي أثبتت نجاحها منذ توليها حقيبة وزارة اختفت لسنوات عديدة ولم تثبت نجاح في العهود السابقة والوزيرة مكرم استطاعت أن تُعيد لأبنائنا في الخارج ثقتهم في وطنهم وفي القيادة السياسية وتزامنت جهودها في الداخل وما عقدته من مجموعة مؤتمرات ناجحة لخبرات وعلماء مصريين كادت صلتهم بمصر تنقطع لولا المبادرات الذكية التي تبنتها الوزارة وتزامن ذلك مع جولات خارجية ناجحة لها أيضا ظهرت نتائجها الإيجابية في ارتفاع نسبة تصويت ومشاركة المصريين في الخارج في الانتخابات الرئاسية وتحولت إلى مظاهر حب وولاء لمصر.

ومن نجاحات الوزيرة مكرم مؤخرا ( وهي فكرة عبقرية ومن الواضح أنها من خارج الصندوق تماما ) وهي مهرجان ( العودة للجذور) أو فعاليات أسبوع الجاليات اليونانية والقبرصية «إحياء الجذور» وهي التي انطلقت في التاسع والعشرين من أبريل بالإسكندرية والتي جسدت أهمية ومعنى الثقافة كرافد ومدد للتعاون بين مصر واليونان وقبرص والتفاعل الحضاري البناء بين الشعوب وهي مبادرة في إطار دور الدبلوماسية الشعبية والاستفادة من القوي الناعمة لإظهار وحدة التاريخ والاهتمامات وصولا الى ذات التحديات وآفاق التعاون المستقبلي لمثلث له أهمية إستراتيجية وبعد هام في الأمن القومي لمصر وللمنطقة .

تهدف المبادرة لإظهار دور مصر التاريخي والمعاصر كملتقى الحضارات ومجمع الثقافات، مهد الأديان ومأمن الجاليات .,وأيضا تمكننا من الاستفادة من الجاليات الأجنبية التي كانت تعيش بمصر ولازالت تحتفظ بحنين خاص لها، لاسيما أن اليونان وقبرص كانوا أكبر مدافعين عن القرارات المصرية عقب ثورة ٣٠ يونيو لدي الاتحاد الأوروبي بدأت فكرة المبادرة باجتماع ثنائي في يوليو ٢٠١٧ بين السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وتيرنس كويك نائب وزير الخارجية اليوناني، بناء على طلب الأخير ، فتح باب للتعاون بين الجاليات، مما طرح تلك المبادرة في ذهن وزيرة الهجرة واختارت الإسكندرية باعتبارها كانت الجسر العظيم الذي عبرت عليه ثقافات العالم القديم كمزيج رائع من الثقافتين اليونانية بل والمتوسطية عموما والمصرية القديمة .


‎وعقب الإعلان عن القمة الثلاثية المصرية القبرصية اليونانية، تقرر دعوة قبرص للانضمام لمبادرة تعاون الشعوب وبالفعل رحب "فوتيس فوتيو" المفرض الرئاسي القبرصي لشئون الجاليات بالتعاون، وتم خلال اجتماع ثلاثي بالإسكندرية في أكتوبر ٢٠١٧ إطلاق اسم المبادرة "إحياء الجذور "، وإعلان الشعار الذي اختير من الدول الثلاثة ليعبر عن رمز التعاون التاريخي وتضمنت الفعاليات زيارة الوفود المشاركة من قبرص واليونان لأهم المناطق الأثرية والمزارات الهامة المصرية واليونانية بالإسكندرية، منها: مكتبة الإسكندرية، وحدات بحرية بقاعدة رأس التين العسكرية، المربع اليوناني بمحطة الرمل حيث زار وفد الجاليات الكنيسة والمدرسة والمنازل التي تربوا فيها، كما تضمنت زيارة قلعة قايتباي والنادي اليوناني، بيت الشاعر كفافيس بالمنشية.ثم انتقلوا إلى القاهرة لإرسال رسالة أمان وسلام من أمام سفح الهرم قبل أن يغادروا المحطة الأخيرة في شرم الشيخ لزيارة دير سانت كاترين .. 

التحية واجبة للوزيرة مكرم على هذه الفعاليات والتي أراها غاية في الأهمية للأمن القومي المصري فجميعنا نعرف الآن مدى أهمية التقارب والتعاون المصري اليوناني القبرصي في كافة المجالات وعلى رأسها الطاقة والنفط والغاز في منطقة شرق المتوسط وهي المنطقة الواعدة فبعض التقديرات الدولية تشير إلى أن احتياطي الغاز الموجود في هذه المنطقة يتعدى الـ 200 مليار متر مكعب ويزيد عن ذلك لأن الاستكشافات مستمرة وتتوالى .. والله المُستعان
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط