الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إيران وأمريكا.. تحالف وصراع !!


على ضوء القرارات الأخيرة التى اتخذتها الوﻻيات المتحدة الأمريكية والخاصة باﻻنسحاب من اﻻتفاق النووى والذى تم توقيعه عام 2015 والذى وقعته ومعها فرنسا والمانيا وبريطانيا والصين وروسيا، ورغم محاوﻻت هذه الدول إقناع الوﻻيات المتحدة الامريكية بالعدول عن هذا القرار، إﻻ أنه حدث وخرج الى النور بما يعنى تصاعد المواجهة بين ايران والوﻻيات المتحدة الامريكية. 

وذهبت ايران الى رفض أى تعديل للاتفاق أو حتى عمل ملحق تكميلى له وحاول كل طرف التأكيد على صحة قراره حيث أعلنت الوﻻيات المتحدة أن اﻻتفاق اشتمل على ثغرات وصفتها بأنها ثغرات تستخدمها إيران فى ملفها النووى، لذلك كان اﻻقتراح باتفاق تكميلى أو نسف وتعديل اﻻتفاق من الأساس.

أما إيران فقد أظهرت التصريحات الرسمية عقب اﻻنسحاب الأمريكى حدة المواجهة، حيث قال الرئيس حسن روحانى إن بلاده ستعاود تخصيب اليورانيوم بدون حدود اذا اقتضت الضرورة ذلك.

والذى يشغلنا هنا تداعيات هذه الحالة على محيطنا اﻻقليمى فى ظل رؤية تؤكد على تصعيد محتمل بين البلدين خاصة فى ظل السياسة اﻻمريكية التى تقف دائما الى جوار اسرائيل وكل المواقف السياسية والاقتصادية تؤكد على ذلك، وهنا توجد الخطورة حيث هناك ما يشبه الصراع بين ايران واسرائيل فى المنطقة العربية ومن هنا تظهر لعبة التوازنات اﻻقليمية والدولية التى ستجعل الموقف وكأنه صراع يتطور إلى حرب محتملة بين البلدين والحلفاء من كل جانب .

تلك الحرب ستكون كارثية خاصة فى ظل التوغل اﻻيرانى في كل الأزمات العربية اﻵن حيث توجد فى سوريا ولبنان والعراق واليمن وقد كانت التصريحات الرسمية من الجانب اﻻيرانى تشير الى خيار المواجهة والتحدى والعودة الى حيازة القوة النووية بما يعنى امتلاك القوة ومن هنا تقف الوﻻيات المتحدة الامريكية اﻵن أمام ذلك من خلال مزاعم قصور اﻻتفاق السابق.

ودائما ما تبحث الوﻻيات المتحدة الامريكية واسرائيل معا عن تحقيق ما يضمن الأمن ﻻسرائيل والتفوق العسكرى واﻻستراتيحى على حساب أى قوى أخرى فى المنطقة وعلى الرغم من عدم قدرة اسرائيل على تقديم اﻻدلة التى تفيد وتعلن عن عدم التزام ايران بنصوص اﻻتفاق النووى، إﻻ أن المواقف السياسية السابقة تؤكد أن اﻻدارة اﻻمريكية ﻻ تحتاج الى اﻻدلة وخاصة فى المسائل التى تتعلق بالكيان الصهيونى، فالقرار دائما يسير فى اتجاه إسرائيل، وهو ما حدث بالفعل .

هذه التطورات تفرض واقعا يجعل الشرق اﻻوسط يسير نحو توازنات دولية فى أرضنا العربية فى ظل تداخل المصالح والتواجد الروسى وما ينبغى التأكيد عليه هو امتداد حالة التوتر والفوضى في الداخل السورى وفى اليمن وليبيا، لذلك ﻻبد من البحث عن آليات وسياسات تضمن تحقيق التقارب العربى ومن ثم اﻻنطلاق نحو الوحدة والتكامل العربى إنقاذ النظام اﻻقليمى العربى خاصة فى ظل التحديات والتغيرات والتهديدات التى تتعرض لها المنطقة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط