تذكرة المترو‎

الشعوب كالأشخاص، ففي كل القرارات الصعبة التي يجب على الشخص أن يتخذها أو يتأخذونها له، هناك العامل النفسي الذي يجب أن يوضع في الاعتبار لتهيئة الشخص سواء لإتخاذ قرارًا هامًا أو ليؤخذ له قرارًا هامًا.

كذلك الشعوب يجب تهيئتها نفسيًا لاتخاذ قرارًا هامًا حتى تتفاعل مـعـه على سبيـل المثـــــــال " الحرب ضد الإرهاب " فقد تم شحن نفسية الناس حتى تتفهم هذه الحرب ضد الإرهاب وتؤيدها وتقف وراء قيادتها وهذا هو مطلوب وتم بالفعل.

أعلنت، وزارة النقل، رفع أسعار تذاكر مترو الأنفاق، وتقسيم المحطات إلى 3 مناطق، وفيما تم إعلان القرار الرسمي عبر قنوات عدة، تفاوتت رد فعل الناس بين الغضب وعدم التصديق ففي موضوع تذكرة المترو لم تعمل الحكومة ما يكفي لشرح هذا القرار للناس، واتخذته بين ليلة وضحاها مما أزعج الركاب وأدى إلى نوع من الرفض لهذا القرار والزحام الشديد والاحتكاكات التي تمت خاصة أن التذاكر الأغلى هي المحطات الأبعد وفيها كثافة سكانية عالية تحتاج الإنتقال إلى أعمالها و الدولة تحتاج أيضًا نقلهم حتى لا تزدحم الشوارع . التذاكر الغالية مست قطاع كبير من البسطاء والفقراء ولم يوضع ذلك في الإعتبار ولم تتم تهيئة النفسية لذلك مما أدى إلى رفض هذا القرار شعبيًا وتعتبر سقطة سقطت فيها الحكومة .

كان يجب أن زيادة أسعار تذاكر المترو جاءت في توقيت خاطئ، خصوصًا مع استقبال المواطنين شهر رمضان الذي تكثر فيه احتياجاتهم المعيشية، وفي ظل الظروف الصعبة التي يعيشها أبناء الطبقة المتوسطة ومحدودي الدخل وأصحاب الدخول الضعيفة وكان يجب تهيئة الشعب لتقبل الزيادة قبلها بعدة أشهر، بدلا من القرار المفاجئ الذي جرى اتخاذه في الساعات الأخيرة من مساء الخميس، وبدأ تطبيقه في الساعات الأولى من صباح الجمعة، وكان يجب إعطاء المواطنين مهلة كافية لعمل اشتراكات بالقيمة السابقة تكفي لعدة أشهر تلافيا لموجة الغضب التي أحدثها القرار المفاجئ.يجب البحث عن حلول أكثر يسرا على المواطن ونفعا للدولة

على الدولة قبل إتخاذ أي قرار مهم أن تدرس جيدًا عواقبه على الشعب وتعمل جاهدة تفادي هذه العواقب لصالح الشعب خاصة الفقراء منهم .