الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليلة العيد مش (الوقفة) !


اليوم أول أيام عيد الفطر المبارك أعاده الله على الإنسانية جمعاء بالخير واليمن والبركات، أكتب هذا المقال في هذا الصباح الجميل وأنا أتمنى التوفيق للمنتخب المصري لكرة القدم في مبارته الأولى أمام "منتخب أورجواي" في نهائيات كأس العالم 2018، والتي ستقام في الثانية من ظهر اليوم، نحن ندرك أن المبارة ليست سهلة ولكننا ندرك أيضا أن التوفيق من عند الله سبحانه وتعالى وأن لكل مجتهد نصيب، وأعلم أن حضراتكم ستقرأون هذا المقال بعد انتهاء المبارة ومعرفة النتيجة وبالرغم من ذلك أطلب منكم الدعاء بالنصر لمصر.

أما عن ليلة العيد وهو الموضوع الأساسي لمقالي، أرجو فقط الإشارة إلى خطأ شائع في المسميات حول ليلة العيد والتي يسميها العرب بصفة عامة والمصريين بصفة خاصة (الوقفة)، في الواقع أن مصطلح (الوقفة) والذي يعني الليلة التي تسبق العيد، هو مصطلح قاصر فقط على ليلة عيد الأضحى ويُقصد به الوقوف بعرفات ومن هنا جاءت كلمة (الوقفة)، وقد استخدمت خطأ للدلالة على ليلة العيد سواء كان عيد الفطر أو عيد الأضحى.

ملمح آخر على سبيل الابتسامة؛ اعتادت الحكومة منح عطلة رسمية في الدولة لعيد الأضحى تزيد يوما عن عطلة عيد الفطر، ذلك ما دعا جموع المصريين إلى تسمية عيد الأضحى (بالعيد الكبير) وعيد الفطر (بالعيد الصغير)، وبمرور الزمن اعتاد معظم الشعب (حتى طبقة النخبة) على هذه التسمية حتى اعتبرت _إلى حد كبير_ إحدى التسميات المعترف بها في الدولة بشكل رسمي.

ومن المضحك أيضا أن هناك بعض المصريين البسطاء خاصة في القرى والنجوع يسمون عيد الأضحى (عيد اللحمة) وعيد الفطر (عيد الكحك)، وأنا أحترم فكرهم فهم هنا يربطون اسم العيد بالإجراءات أو الطقوس التي تتم فيه، وهذا يحدث فقط في مصر.

في عام 1939 أهدتنا السيد أم كلثوم رائعتها الشهيرة (يا ليلة العيد أنستينا)، والتي قدمتها في فيلم "دنانير" من كلمات (أحمد رامي) ولحن (رياض السنباطي)، وسأذكر حضراتكم بجزء يسير من الكلمات:
يا ليلة العيد آنستينا ... وجددتي الأمل فينا 
هلالك هل لعنينا ... فرحنا له وغنينا 
وقلنا السعد حيجينا ... على قدومك يا ليلة العيد 
جمعت الأنس ع الخلان ... ودار الكاس على الندمان 
وغنى الطير على الأغصان ... يحيي الفجر ليلة العيد 
وهنا يجد بنا الإشارة إلى بعد التغييرات التي طرأت على كلمات هذه الأغنية التي نغنيها حتى اليوم، أي بعد 79 سنة من إنتاجها، جاءت كلمات المقطع الأخير وفقا لماغنته أم كلثوم في الفيلم لتمدح فيه هارون الرشيد و جعفر البرمكي فجاءت كالآتي: 

يا دجلة ميتك عنبر ... وزرعك في الغيطان نور 
يعيش هارون يعيش جعفر ... ونحيي لكم ليالي العيد 
وفي 17 سبتمبر عام 1944 غنت أم كلثوم ذات الأغنية أمام الملك فاروق الأول في حفل النادى الأهلي، والذي أعطاها وسام الكمال ليصبح لقبها "صاحبة العصمة"، وقد تم تغيير كلمات المقطع السابق لتصبح هكذا:

يا نيلنا ميتك سكر ... وزرعك في الغيطان نور 
يعيش فاروق ويتهنى ... ونحيي لُه ليالي العيد
وبعد قيام ثورة 1952، وانتهاء الحكم الملكي تم التغيير الأخير لكلمات هذا المقطع لتصبع كما هي عليه الآن:

يا نيلنا ميتك سكر ... وزرعك في الغيطان نور 
تعيش يا نيل ونتهنى ... ونحيي لك ليالي العيد
في النهاية ليلة العيد هي (الوقفة) حتى لو كان عيد الفطر، وعيد الفطر هو (العيد الصغير)، وهوأيضا عيد (الكحك)، المهم نكون بخير ،،، دُمتم بحب وفن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط