الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحي حسين يكتب: وهم التبرعات وأكذوبة الإعلانات!!

صدى البلد

ربما كان في العنوان بعض الغموض، ولكن سرعان ما يختفي هذا اللبس والغموض عندما نعرف ان العنوان هو جزء من الاية الكريمة رقم 60 من سورة التوبة :" إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" صدق الله العظيم.. والتي ذكر الله عز وجل فيها مصارف الزكاة ومن بينهم فئة " العاملين عليها " وهي الاية التي يرتكز عليها بل يتحايل عليها ذوو النفوس الضعيفة من اجل استحلال المال الذي تم تجميعه من المواطنين من زكاة وصدقات لأنفسهم باعتبارهم من "العاملين عليها " !! 

فنجد مثلا جمعية ما من جمعيات المجتمع المدني الخاصة بمساعدة الفقراء او الارامل او الاطفال وجمعيات وضعت لافتات عليها بأنها جمعيات خيرية تزعم انها تقدم مساعدات شهرية لهم وتتولى رعايتهم كذبا وهناك جمعيات منبثق عنها مستشفيات تنشر اعلانا في الصحف او في وسائل الاعلام المختلفة وتضع ارقام حسابات لها في البنوك من اجل ان ترسل لها الاموال والتبرعات من اصحاب القلوب الرحيمة وهي حيلة للكسب انتشرت مؤخرا بشكل كبير وخطير وأصبحت تطارد الناس نهارا جهارا في التليفزيون والراديو والصحف والانترنت واليوتيوب والفيس بوك وتويتر وفي الشوارع وأثناء النوم.

وقد تم اكتشاف كذب عدد من هذه الكيانات عبر اعلانات وهمية وغير حقيقية لا تقدم خدمات للناس بل هي مجرد سبوبة لأصحاب النفوس الخربة في هذا البلد وما اكثرهم , يستغلون عاطفة المصريين الجياشة من خلال استخدام الأطفال المرضى وتصويرهم في الإعلانات على نحو لا يجوز أخلاقيا وإنسانيا ودينيا ويتعارض مع مبادئ حقوق الطفل والانسان بهدف جمع المال بغض النظر عن كل ما هو أخلاقى أو إنسانى أو دينى ، علاوة علي عرض الصور للاطفال وللشيوخ والنساء وكبار السن والمصابين وأصحاب العاهات المرضية من اجل ان يحصلوا على اموال طائلة ويأخذوا الحصيلة الاكبر منها باعتبارهم من " العاملين عليها " وهو نوع من التحايل يسلكه بعض اصحاب الجمعيات والمنظمات التي تعمل في "اعمال الخير" وحقوق الانسان والطفل والمرأة من اجل الكسب السريع غير الشرعي !

وربما لم يتطرق احد الى مثل هذه القضايا التي غفل عنها المجتمع كثيرا طوال الفترات الماضية – ولا يزال- حتى اصبح الامر غير محتمل بأي حال من الاحوال وقد هاجم الكاتب والسيناريست وحيد حامد في مقال له -بالمصري اليوم- القائمين على مستشفى سرطان الأطفال "57357"، مؤكدًا أن المستشفى يسيطر عليه عائلة الدكتور شريف أبو النجا، وأطلق عليه مستشفى "آل أبو النجا" بدلا من مستشفى 57357 ، وأنه بالرغم من أن المستشفى يتلقى تبرعات تصل لمليار جنيه سنويًا لكن ما ينفق منها على الأطفال المرضى لا يتجاوز 160 مليونا و200 ألف جنيه! وأن اجور عائلة ابو النجا فلكية جدا وهناك أبعاديات خاصة داخل المستشفى الذي يحتمي دائما بعدد كبير من المسئولين السابقين والاعلاميين والصحفيين ! ورغم ذلك يمتنع المستشفي عن استقبال حالات جديدة بل يطرد الزوار الجدد من المصابين بأطفالهم بحجة انه لا توجد اماكن خالية بالمستشفى وهذا واضح علي مواقع التواصل الاجتماعي بالصوت والصورة !

ومن جانب اخر تتعدد حالات الاستجداء باسم المحتاجين والمرضى والمأزومين على مواقع التواصل الاجتماعى الشهيرة والتي تعد الاكثر دخولا وتفاعلا من قبل الجماهير المصرية حتى شكلت ظاهرة خطيرة تتطلب التحرك من قبل اجهزة الدولة للحد منها ومن النصب على الجماهير الذين هم صادقون فى نواياهم الخيرة ويريدون بالفعل المساعدة ، لكنهم يقعون في الغالب ضحية للنصب من جمعية وهمية تبث اعلانا لها على الفضائيات !

علي أي حال ينبغي علينا جميعا أن نوجه زكاتنا وصدقاتنا إلى المصارف المعلومة التي تعمل حقيقة من أجل المحتاجين وأصحاب الحاجات والمأزومين والغارمين، وإلى من نعرفهم معرفة جيدة أنهم يحتاجون أموال الصدقات والزكاة، بدون وسطاء الخير المزيفين وبدون سماسرة الزكاة والصدقات ولابد ان تضرب الحكومة بيد من حديد على ايدي هؤلاء – محترفي النصب على المواطنين باسم العلاج والمرض والألم وباسم آيات القرآن كما في آية "والعاملين عليها" !.