الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سيدي الرئيس.. استمر وأجرك على الله


يقول الرافعي: فأما النقد فليس هناك إلا أنك لا تفهم كما تدّعي على نفسك، وماذا عليّ من ذلك، ولقد قلت.. غيره، فكيف يتأتى لك أن تكون نفسك التي تقيسها غير نفسك التي تقيس عليها؟

والمتأمل في حالنا الراهن يجد أن الجميع يقيس ويقيم الأمور ليس بالبحث في أسباب متخذ القرار ولكن بالحديث حول ماذا سيفعلوا هم لو كانوا مكانه.. وببساطة أكبر فالمواطن البسيط حين يتقمص شخصية الوزير ويقول كنت سأفعل كذا وكذا.. فهو يقيس على علمه.. فإن كانت معرفته منقوصة فسيصدر أحكاما خاطئة.

وبإيضاح أكثر إذا فرضنا قيام تنفيذي باتخاذ قرار معين متعلق بتحرير الأسعار والتخلص من الدعم الذي يسبب اختلالات هيكلية جسيمة في الاقتصاد.. فهل يدرك العامة ماذا يقصد بالعبارة السابقة.. هل سيفهومنها؟

بل أتساءل لأبعد من ذلك هل يدرك معني ما قلت قارئ المقال من غير أهل التخصص؟!

الإجابة بلا شك لا.. وهنا مربط الفرس.. الجهل وغياب المعرفة لا يسمحان بتشكيل صحيح للإدراك وبدون الإدراك لن يتشكل الوعي.

لذا فرسالتي لكل مسئول تنفيذي في موضعه أن يصاحب برامجه الإصلاحية بحزمة من الرسائل لجمهوره والتي ستجعل العامة يفهمون لما نتبع هذه السياسة ولماذا نفعل ذلك.

ولا يعني ما سبق التخلص التام من غياب المعرفة الذي أخجل وأنا أقول عليه الجهل.. فلتشكيل وعي ولمعرفة اقتصادية سليمة فرسالتي للسيد الوزير المحترم وزير التربية والتعليم بتعميم مقررات دراسية مبسطة عن المعارف الاقتصادية لتتدرج لكل المستويات بدءًا من التعليم الابتدائي حتي التعليم الثانوي مع مراعاة تغطية المقررات لكل ما يقع في نطاق التحديات للأمن القومي.. وهنا سيفهم الجميع ماذا يقصد بالإصلاح الاقتصادي.

أما رسالتي للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.. سيدي الرئيس حتى يتشكل الوعي كان أمامك طريقين لا ثالث لهما طريق الشعبية والمجد في الدنيا ولكنك اخترت مجد الآخرة وقلتها حرفيا لن أقابل ربي بشعبية كام مليون.. وشهادة لله هذه المرة الأولي التي أشعر فيها أن مصر تدار بالعلم ثم العمل وليس منهج العقود السابقة العمل أولا ثم يأتي العلم وأخيرا سيدي الرئيس استمر وأجرك على الله.. والله المستعان.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط