الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ميسرة السيد تكتب: أحلام وهمية‎

صدى البلد

تحطمت آمال المشجعين المصريين عقب هزيمة المنتخب المصري أمام المنتخب الروسي 3/1 في إطار الجولة الثانية لتصفيات كأس العالم روسيا 2018،جاءت النتيجة كالصاعقة التي ضربت أحلام عشاق كرة القدم، وبخاصة عقب الأداء الرائع الذي قدمه المنتخب في الجولة الأولي أمام أوروجواي ، وانتهت بفوز صعب للمنتخب الأخير بنتيجة 1/0 ، تعلقت أحلام المشجعين بإمكانية وصول المنتخب لدور ال16 ،وتنبأ بعض المحللين الرياضيين بإمكانية صعودالمنتخب للمربع الذهبي ،ولكن الحقيقة الصادمة خيبت الآمال ،الأمنيات، والطموحات.

لقد حطمنا منتخبنا منذ تأهله لكأس العالم ، حطمناه عندما شككنا في قدرة اللاعبين علي التأهل ، حطمناه عندما قارناه بالجيل السابق ، حطمناه عندما انتقدنا كل ما يتعلق به ، حطمناه عندما استغلينا صعوده من أجل البرامج ،والإعلانات. لم ينتبه البعض لإيجابيات التأهل عقب 28 عاماَ من عقم الوصول للمونديال ، وأخيراَ، رأى جيل التسعينيات علم مصريرفرف وسط أعلام أبطال العالم ،سمعنا جميعاَ النشيد الوطني يهز استاد سان بطرسبرج ،شاهدنا الزي الفرعوني يطوف روسيا ،وعرف العالم كله أن للمنتخب المصري مشجعين صامدين ،وأوفياء .

صعدت مصر لمونديال 2018 في حين تعرقل صعود كلاّ من إيطاليا، وهولندا ، لذا علينا الاعتراف بأن منتخبنا سطر اسمه بحروف من ذهب ليس في تاريخ كرة القدم المصرية فحسب ،بل الكرة الأوروبية أيضاَ . تداولت الأحاديث، والشائعات عقب خروج المبكر للمنتخب ، تعددت الأسباب ، وتبقي النتيجة واحدة ،ألا وهي هزيمة المنتخب المصري ، وليست هزيمة مصر .

تعلقت أحلام أجيال ، وشعوب بكرة القدم ،تناسي البعض أن شعوباَ خسرت أوطانها ،هدمت تاريخها ،وطمست هويتها ،تشبث البعض بأحلام وهمية ،واستمروا في تصديقها؛ أملاَ في تحقيقها يوماَ ما . قد يعتقد البعض أن خروج الفرق العربية من البطولة هو عقاب إلهي عما فعله بعض العرب بأنفسهم في أوطانهم.

انشغل بعض العرب بالفن ، والرياضة ، وأهملوا التعليم ،الاقتصاد ،والسياسة إلي أن أصبحنا كما نري اليوم ( لاقوة ،لاسيادة ، لاتقدم ) ،مازلنا أقل من الدول التي كنا نسخر منها يوم أن كنا أصحاب حضارة ، علم ، وتاريخ. لقد استطاع العدو أن يشغلنا بالمسابقات سواء الرياضية ،او الفنية كذلك الأفلام ، والمسلسلات حتي يسرق منا ماتبقي من أوطاننا عن طريق غزو عقولنا .

لقد رأيت ملايين الشعوب العربية تتألم لخروج منتخبها من المونديال تألماَ شديداَ لم أشاهد مثله حينما أعلن ترامب القدس عاصمة فلسطين ،و حينما نفذت ضربة جوية ثلاثية علي سوريا . لذا يمكننا القول أننا استطعنا تحقيق طموحات اعداؤنا ، وتناسينا قضيتنا الأساسية "استرجاع فلسطين "،ليس هذا فحسب بل تخلي البعض منا عن القضية بأكملها ، ولم يحاسب حتي الان المسؤول عن ضياع أمة بأكملها ، وأصبحت الأمور شائكة بالنسبة لجيل وقع عليه أعباء أجيال سابقة ، وعليه ان يحسن الوضاع لأجيال لاحقة بهدف البقاء.