الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا الصيام على مدار العام؟


نظرا لأهمية الصيام للإنسان، فقد أوجب وسنَّ ربنا الكريم سبحانه وتعالى لنا صيام عدد من الأيام على مدار العام؛ لكي يظفر الشخص بكثير من الفوائد والفضائل، بيد أنه سبحانه حرَّم علينا صيام عدة أيام، وكرَّه صيام أيام آخر لحكم عليا، وفي السطور التالية نوضح للقارئ الكريم تفصيلا للأيام التي يجب صيامها وكذا الأيام التي يحرم أو يُكره أو يُندب صيامها، على النحو التالي:

أولا: الأيام التي يحرم صيامها، وهي:
- صيام يومي العيدين -عيد الفطر وعيد الأضحى- وأيام التشريق الثلاثة- وهي ثلاثة أيام بعد عيد الأضحى، غير أن الأحناف قالوا: لا يحرم صيام أيام التشريق في الحج.

- صيام يوم الشك- وهو آخر يوم من شعبان؛ لأنه قد يكون من رمضان وقد يكون من شعبان.

- صيام المرأة تطوعًا بغير إذن زوجها، أو بغير أن تعلم بكونه راضيا عن ذلك، وإن لم يأذن لها صراحة، إلا إذا كان غائبًا أو مُحْرِمًا أو معتكفًا.

ثانيا: الأيام التي يكره صيامها، وهي:
- يوم الجمعة إذا صامه المرء منفردًا، لقوله (صلى الله عليه وسلم): (لا يصم أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم قبله أو يصوم بعده) (أخرجه مسلم)، أما إذا سبقه المرء بصيام يوم قبله أو يوم بعده أو كان من الأيام التي يستحب صيامها كيوم عرفة أو يوم عاشوراء، أو الأيام الستة من شوال فلا حرج عليه وترتفع الكراهة.

- إفراد السبت أو الأحد بالصوم؛ إذا لم يكن لذلك سبب من نذر أو نحوه، كأن وافق عادة له، فحين ذلك لا يكره، لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): (لا تصوموا السبت إلا فيما افترض عليكم) (أخرجه أبو داود وابن ماجة والترمذي)، ولأن اليهود تعظم السبت والنصارى تعظم الأحد.

- صيام الدهر كله بأن يصوم الشخص العام كله، ما عدا العيدين ويوم الشك وأيام التشريق.

- يكره على الشخص التطوع بصيام يوم وعليه قضاء فرض؛ لأن أداء الفرض أهم من التطوع ومقدم عليه.

- يكره الوصال وهو أن يصوم الشخص يومين أو أكثر متصلين لا يفطر بينهم.

- يكره إفراد شهر رجب بالصوم.

وفيما عدا الأيام التي يحرم صيامها والأيام التي يكره صيامها؛ فبقية أيام السنة، أيام يجب صيامها، وأيام يُسن صيامها.

ثالثا: الأيام التي يجب صيامها، وهي:
 شهر رمضان.
 أيام القضاء.
 أيام النذر.

رابعَا: الأيام التي يُسن ويستحب صيامها، وهي:
- صيام ست من شوال، لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): (من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر كله) (أخرجه أبو داود)؛ لأن من صام رمضان وأردفه بست من شوال فيكون قد صام ستة وثلاثين يومًا، والحسنة بعشر أمثالها، وبالتالي يحسب له كأنه صام أيام السنة، ومن صام هذه الأيام وظلَّ مواظبًا على صيامها في كل عام لقي الله -عز وجل- يوم القيامة وقد كتب له ثواب صيام العمر كله. والأفضل أن يصوم المرء هذه الأيام متتابعة عند الشافعية والحنابلة، أما الأحناف فقالوا: تستحب أن تكون متفرقة في كل أسبوع يومين.

- صيام يومي الاثنين والخميس، فقد كان (صلى الله عليه وسلم) يواظب على صيامهما، ويقول: (إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم) (أخرجه الترمذي).

- صيام ثلاثة أيام من كل شهر عربي -الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر- وهي الأيام البيض، وسميت بذلك لابيضاضها ليلًا بالقمر ونهارًا بالشمس، (وكان رسول الله لا يفطر أيام البيض في حضر ولا سفر) (أخرجه النسائي).

- صيام يوم عرفة -وهو اليوم التاسع من ذي الحجة- لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): (صومُ يومِ عرفَةَ يُكفِّرُ سنتيْنِ، ماضِيةٍ ومُستقبَلةٍ) (أخرجه الألباني في صحيح الجامع).

- صوم عاشوراء -وهو اليوم العاشر من شهر المحرم- لقوله (صلى الله عليه وسلم): (لئن بقيت إلى قابل -أي العام المقبل-لأصومَنّ التاسع) (أخرجه مسلم)، بيد أنه مات قبله.

- ويندب للقادر أن يصوم يومًا ويفطر يومًا وهو أحب الصيام إلى الله -تعالى، كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (أَحَبُّ الصيامِ إلى اللهِ صيامُ داودَ: كان يصومُ يومًا ويُفْطِرُ يومًا) (أخرجه البخاري في صحيحه) مع مراعاة أنه مشروط بالقدرة والإطاقة والاستطاعة على ذلك وإلا فلا..

وأختم مقالي بقول النبي (صلى الله عليه وسلم): (من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا) (أخرجه البخاري ومسلم).

وبالله تعالى التوفيق.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط