الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإسلام والعولمة .. قراءة فكرية


على واقع تأثيرات العولمة والتحديات التي تواجهنا فى كافة المجاﻻت وتباين الآراء بقبول تلك التأثيرات كان كتاب الدكتور محمود حمدى زقزوق الذى كشف فيه عن مآات العولمة وتخوف البعض منها على اعتبار أنها ظاهرة فكرية وافدة قد تعصف بقيمنا الدينية بما يعنى حدوث غزو فكرى وثقافى للتأثير على هويتنا اﻻسلامية..

فى حين تذهب اﻵراء الأخرى نحو قبول تلك الظاهرة واعتبار أى مواجهة لها نوعا من التخلف على اعتبار أن تلك اﻻفكار تأتى من الغرب المتقدم وعلينا عدم مواجهتها لأنها فى نظرهم دعوة للتقدم والرفاهية والرقى.!

والكتاب فى مجمله يدعو الى قبول العولمة على أساس أنها واقع ﻻ يجدى معه أساليب الرفض ﻷن العولمة أصبحت فى كافة مجاﻻت الحياة وخاصة بعد التطور الهائل فى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حتى مع فهمنا أنها تحاول فرض القيم الغربية أو قيم الأقوياء وازالة الحواجز بين الدول، فلابد من التعامل معها لأنها أمر واقع وأصبحت مظاهرها تنتشر فى كل مكان ونستطيع التعرف عليها من خلال انتشار القيم الغربية فى المأكل والمشرب والملبس ودﻻلة ذلك محلات المأكولات السريعة ووسائل الترفيه والتسلية المختلفة.

ومع تعدد مجاﻻت العولمة (الجانب اﻻقتصادى .السياسى ..الثقافى ) وتعنى حرية تداول المعلومات وتبنى قيم اقتصاد السوق وازالة الحواجز بين الدول وتكوين التكتلات الكبرى..والتعددية السياسية والثقافية وتبنى قيم الديمقراطية وحقوق اﻻنسان .

وقد دلل الكاتب على أن اﻻسلام يدعو للشورى وحقوق الإنسان من خلال تكريم اﻻنسان وأكد على ضرورة تبنى اﻻفكار التى تؤدى الى التغيير وليس الجمود وعلينا ادراك عالمية اﻻسلام مع تبنيه ﻻفكار العولمة اﻻسلامية التى تدعو للتسامح والمساواة بين البشر ومنع اﻻستغلال بخلاف العولمة التى تشجع على اﻻستغلال وتحقيق الأرباح على حساب القيم اﻻنسانية.

لذلك فإن العولمة من وجهة النظر اﻻسلامية ان كانت دعوة لقبول اﻵخر والتعاون فإن ذلك يعتبر دعوة اسلاميه خالصة اضافة إلى رفض الصدام بين الحضارات على أساس التعايش بين البشر جميعا..

وذهب الكاتب الى حتمية الدخول الى شبكة العولمة التى ﻻ فرار منها وعلينا التمسك برسالة اﻻسلام وتحقيق التعايش والسلام مع رفض فرض قيم العولمة وخاصة السياسية بالقوة، كما حدث فى العراق وافغانستان و مواجهة التغول اﻻقتصادى بعمل تكتلات لمواجهة التكتلات الكبرى التى تمسك باقتصاديات العالم..

أما من الجانب الثقافى فإن القيم الثقافية الغربية التى أصبحنا نراها في الحياة اليومية ومازلنا نحارب للحفاظ على قيمنا فى ظل بيئتنا اﻻخلاقيه التى ترفض حتى اﻵن ما يحدث في الغرب من مبالغة وخاصة فى مسائل الحريات ونحن هنا نتمسك بالأسرة وقيمها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط