الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إزالة الصدأ عن الجسر العابر للتاريخ


أي خبر إيجابي تقع عليه عيني يسعدني جدًا وأهتم باإلقاء الضوء عليه رغم انتشار عدد كبير من مظاهر القبح حولنا في عاصمة المحروسة القاهرة التي كانت من أجمل عواصم العالم وأجمل من عواصم أوروبا في عشرينيات القرن الماضي، ولكن للأسف بسبب الإهمال وغياب الضمير والفساد الذي تحاربه مصر حاليا بالتزامن مع حربها ضد الإرهاب وأخبار إلقاء القبض على الفاسدين والمرتشين لا تتوقف عند مسئول أو موظف مهما كان منصبه، وأيضا حالة القبح طالت كل شيء مرئي ومسموع، ومنها إعلانات وفاتارين المحلات والإعلانات التليفزيونية أصبحت مستفزة وفي بعض الأحيان تكون خادشة للحياء العام والذوق العام على شاكلة إعلانات "هالله هالله ع الفانلة" بتاعة شلبوكة أو إعلانات البوكسرات، وهذا لا يمنع أن هناك إعلانات جميلة وظريفة.

وزي ما فيه قبح فيه أشياء جميلة تحدث في المحروسة من وقت لآخر ومنها هذا الخبر الجميل عن كوبري إمبابة الأثري، ثاني أقدم كوبري في مصر نفذه الاستشاري الفرنسي المهندس دافيد ترامبلي وتم تصنيعه من الحديد، وفي 15 مايو عام 1892 افتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني في احتفالية ضخمة، والكوبري يربط بين محافظتي الجيزة والقاهرة والقطار يمر عليه في طريقه من وإلى محطة رمسيس والذي عبر فوقه كل الأشقاء القادمين من محافظات مصر المختلفة، خاصة صعيد مصر، وبعد أن عانى هذا الكوبري من الإهمال والصدأ لعشرات السنين بدأت هذه الأيام أعمال تطوير واسعة يشهدها الكوبرى التاريخي، حيث يتم الآن إعادة الاعتبار إلى هذا الكوبري الذي احتفل فى مايو الماضي بمرور ١٢٦ عامًا على إنشائه.

الكوبري التاريخي الماثل أمامنا منذ عشرات السنين وشاهدناه في عشرات الأفلام السينمائية القديمة الأبيض وأسود وأيضا في كثير من الأعمال الدرامية والسينمائية الحديثة والذي يعد بامتياز أحد أجمل معالم القاهرة والذي ظل صامدا وسط حركة ضعيفة للسيارات المارة عليه، خاصة في ساعات الذروة والزحام الشديد وبسبب الإسفلت المتهالك وجرأة مركبات الـ«توك توك» على عبوره ناقلة المواطنين من إمبابة إلى بولاق أبو العلا وروض الفرج، ها هم عشرات العمال يعملون بدأب وجدية على تطوير الكوبري العريق، والتى بدأت بشايرها بداية هذا العام ومن المنتظر أن تستمر حتى نهاية العام الجاري، وتشمل تقوية الهيكل المعدني للكوبري وإعادة طلائه، وتجديد المسارات المخصصة للمشاة والواقعة فى الجزء العلوي للكوبري المكون من طابقين.

بجانب إعادة رصف المسارات المخصصة للسيارات وتقوية مسار السكة الحديد، وأعمال التطوير أيضا تشمل تطوير المسار المخصص للمشاة، الذي تم إغلاقه أمام الموطنين لحين انتهاء أعمال التطوير، ويقوم عدد من العمال بإزالة الطلاء القديم للكوبري، ومعالجة الصدأ الذي يأكل في الجسم القديم قبل وضع «البطانة» على الهيكل وطلائه بالأزرق، اللون النهائي، والذي بدأت بعض ملامحه تظهر بوضوح، العمل مستمر رغم حرارة الجو ويقف العمال تحت الشمس الحارقة يعملون في منتهى الجدية وأعجبني تصريح مشرفهم "عم مصطفى"، الذي يتولى التنسيق بين مهندسي المشروع وهو يقول: "نعمل يوميا من الساعة 8 صباحا ولمدة 13 ساعة حتى نعيد للكوبري جماله ورونقه ونزيل عنه الصدأ الذي أصبح يُمثل خطرا كبيرا على بنيان الكوبري، شيء جميل، هما دول ولاد مصر بجد اللي بيعملوا وبيشتغلوا في جميع المشروعات والطرق في عز الحر وتحت الشمس الحارقة، لهم كل الشكر والتقدير، والله المُستعان.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط