الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وليد سلام يكتب: «الصف».. خارج النطاق !

صدى البلد

على بعد ما يقارب الـ 60 كيلومترا من محافظة الجيزة، يقع مركز الصف المكون من 34 قرية تقريبا، يعيش به ما يقرب من 450 الف نسمة، وهو أكبر مركز يورد اموال بالملايين شهريا لمحافظة الجيزة نتيجة وجود محاجر ومصانع تتخطى 1500 مصنع به .

فاذا ذهبت من قريتك حتى تصل للمدينة فقط دون أن تشترى شيئا ثم تعود لمنزلك مرة أخرى مباشرة كافى بأن يحولك لشخص أخر لم يعرفك ابناؤك وكأنك خارج من كهف مغبر بالغبار أشبه بالعفريت من كثرت التلوث بهوائه الجوى، واذا عدت الى بيتك وحاولت أن تفتح الصنبور لتستحم وتغسل هذا التراب المتراكم على جسدك فلن تجد ماء بالصنبور، لماذا ؟ .. لأن الماء يأتى بضع ساعات ليلا ثم ينقطع بدعوى أن المحطة تعمل بمرحلة واحدة والثانية ليست بكامل طاقتها.

إما أن تنتظر المرحلة الثالثة والتى اذا انتهت أيضا هناك خطأ فنى لم يجعلها تعمل، الكارثة الأكبر أن هناك مستند صادر من وزارة الصحة عام 2012، يؤكد أنه بعد تحليل 141 عينة من المياه فى أماكن مختلفة، وجد أن بها «بروتوزوا» حية، وبكتيريا المجموعة القولونية ولا تصلح للاستخدام الأدمى.

وإذا كان لديك سيارة لتسير بطرق المدينة فقط، فقبل أن تذهب لبيتك ستترك سيارتك عند عامل العفشة لانها لم تصبح سيارة من تدهور طرقها والتى لا تصلح لسير الحيوانات عليها لكثرة ما بها من مرتفعات ومنخفضات ومطبات وحفر..أضف الى ذلك طفح بيارات الصرف فى اغلب شوارع المدينة وكأنها روائح ذكية كعطر يعطر به المسئولون شوارع وجو المدينة الحزينة.

وإذا كان لديك طفلا مرض فجأة ليلا، أو حتى نهارًا وذهبت به إلى مستشفى الصف، لن تجد طبيبًا بها ولا أدوات لان المستشفى الجديد به نقص صارخ من الأطباء والفنيين وأيضًا من الادوات من العلاج والشاش والقطن والخيوط الجراحية وحتى السرنجات.

وإذا حاولت صباحا أن تذهب لعملك بالقاهرة مثلا ستذهب لموقف بدائى به عدد من الميكروباصات الخاصة، وستجد أكثر من 500 فرد يتشاجرون على من يركب أولًا لتجد نفسك أو بنتك الطالبة تحت أقدام بقية أهل الصف من كثرة التزاحم نتيجة عدم وجود مواصلات عامة أتوبيسات.

وإذا كان لديك ابن أو ابنة تتعلم بجامعات القاهرة وحلوان وعين شمس فسيقال لهم حرفيًا: «ليس لكم سكن لدينا فى المدينة الجامعية»، أما إذا كنت من سكان قرى الشرفا والعرب فوقها وعرب ابوساعد والمنيا والعطيات وعرب غمازة الكبرى ستصاب بضررين: أولهما : ان ابنك سيولد مشوها أو يموت فى بطن أمه ، أو سيكبر ثم يصاب فى سن العاشرة الى الخامسة عشر بارتخاء فى الاعصاب أو يكبر ثم يصاب بالربو أو الامراض الصدرية المختلفة أو السرطان نظرا لوجود مصانع التلوث القاتل فى هذه المنطقة ومحطة الصرف الصحى.

ثانيها: إن أرضك ستتدهور، وتصبح بور بسبب ارتفاع نسبة المياه الجوفية بها نتيجة بناء ترعة كوم امبو للصرف الصحى أعلى من الأراضى الزراعية ببضعة أمتار ما أدى لخروج المياه الجوفية بها، وتدمير آلاف الأفدنة التى أصبحت بورا.

وإذا كنت مزارعا تعمل بمهنة الفلاحة بها ستجد أن الترعة مملوءة بالقمامة والملوثات الأخرى والحيوانات النافقة وزجاجات المبيدات الفارغة والصرف الصحى بعض الأوقات نتيجة صرف بعض المنازل فيها، ما ينتج زراعات ملوثة تنقل أمراضا للإنسان والحيوان.

وإذا ذهبت لشراء خضروات من أسواقها بالصف، ستجد بها خضروات وفواكة كبيرة الحجم عديمة الطعم، إذا تركتها ليوم واحد خارج الثلاجة ستتعفن لانها مزروعة على مياه الصرف الصحة فى جبل الصف ومروية من ترعة كوم امبو التى تروى 18 الف فدان شرق الصف تزرع خضروات وفواكة .

أما إذا تحدثنا عن طريق الصف حلوان الزراعى، ستجده طريق فردى يكثر به الحوادث اليومية، ما بين فقيد ومصاب كما ستجد به عشرات المطبات وكأنها فن تجريدى ستعطلك بالطبع عن الذهاب لعملك .. وستجد على جانبى الطريق عند قرية الجمال وغمازة الصغرى عشرات السيارات النقل تقف على جانبى الطريق.. وستجد تعديات من الاهالى على الطريق بشكل لا يتخيله أحد.

وأخيرًا .. يتردد إلى ذهني سؤالًا واحدًا .. ما هو دور السئولين في مواقعهم سوى متابعة مشكلات الناس والعمل على حلها بشكل عاجل وملح خاصة التي يتعلق منها بصحة وحياة ملايين المواطنين؟ .