جامعة الدول العربية.. من عيوبك دخل الفرس والإسرائيليون!

ما هو الدور الذي تقوم به جامعة الدول العربية تجاه الملفات المشتعلة في العديد من الدول العربية؟

ما قيمة هذا المبني العتيق ومؤسساته وموظفيه في مصر وخارجها؟

وما دور أمينها العام السيد أحمد أبو الغيط تجاه النار الموقدة المشتعلة في الجسد العربي؟

الحقيقة أنه لا دور وهو يعلم ذلك قبل أي أحد آخر!

ففي سوريا وعلى مدى 7 سنوات كاملة، كانت المأساة السورية المشتعلة أبرز مثال على فشل هذه المؤسسة الرسمية العربية في التعاطي التام معها. ومن اللحظة الأولى للأزمة انقسمت الجامعة بكل دولها إلى فريقين فريق يؤيد النظام السوري ورئيسه بشار الأسد في تعامله الرهيب والدموي مع الشعب السوري، ويري هذا الفريق ضرورة استمراره رئيسا لسوريا مع كل ما قام به من تدمير ممنهج لسوريا وتعامله بوحشية مع الثوار السوريين واستدعائه الإيرانيين والروس وعناصر ميليشيا حزب الله للدفاع عن سوريا.

وفريق آخر يرى أن خروجه من السلطة هو أفضل طريق لحل الأزمة. لكن هؤلاء صنفوا كداعمين لداعش والنصرة وتنظيم القاعدة في سوريا- والبعض منهم كان ذلك بالفعل.

ووسط الفريقين، تاهت الجامعة وضلت الطريق وقت عمرو موسى أمينها الأسبق ونبيل العربي ثم السيد أبو الغيط الذي جاء ليجد موقفا سياسيا عربيا مهترئا تجاه سوريا. فلم يكلف نفسه أن يبذل المزيد وكانت الكارثة عندما تم تجميد مقعد سوريا في الجامعة العربية ليتوقف الحوار السياسي تمامًا وتقضي الجامعة على أي إمكانية أي تدخل سياسي لها في الأزمة بين النظام السوري والثوار السوريين.

وفي ليبيا كان الوضع مأساة أكبر وأفدح، بدءًا من إباحة التدخل الخارجي لإزاحة معمر القذافي بالقوة دون عمل أي ترتيب سياسي لمن سيأتي بعده أو معرفة الأطراف السياسية التي يمكن أن تمسك بالسلطة، فجرى تدمير ليبيا وجرى توجيه ضربات جوية فوق ليبيا لتخليصها من مستبد سابق وتسليمها إلى جماعات إرهابية مأجورة والدفع بليبيا في آتون الفوضى.

ثم بعدها خرجت الجامعة العربية تمامًا من الملف الليبي وأصبح التعاطي الرسمي مع ليبيا مجرد زيارات ولقاءات هدفها تحقيق تواجد شكلي. واستمرار دبلوماسيي الجامعة العربية في الحصول على رواتبهم وكأنهم يمارسون أدوارا دبلوماسية حقيقية داخل ليبيا أو خارجها.

فالقرار في ليبيا وبعد إزالة نظامها السابق بالقوة لم يكن أبدا في أي وقت من الأوقات في يد الجامعة العربية ولا في يد أي أمين عام لها.

واليمن كانت فاجعة أكبر فالأزمة منذ بدايتها وإلى مستواها المترنح حاليًا وتدهورها وتفتتها وتضييع صنعاء، والاستيلاء عليها من جانب ميليشيات إرهابية إيرانية مجرمة. لم يكن للجامعة العربية أي دور سياسي فيه وترك الملف بكامله لأطراف خليجية حلت محل الجامعة العربية وذهبت بالأزمة الى الوضع الموجود الآن.

فالجامعة العربية لم تفلح في أي ملف سياسي ولم يجد لها أمناءها عمرو موسى أو نبيل العربي أو أحمد أبو الغيط أي مكان لها في الأزمات العربية المشتعلة والنار المتأججة.

لسبب بسيط أن الجامعة ككيان سياسي عربي لا قيمة له على الإطلاق. وليس في يد أمنائها قوة حقيقية أو أوراق ضغط كما أن القرار فيها يحتاج للإجماع وهذا بالطبع لم يحدث أبدا ولا يحدث إلا عند إصدار بيانات شكلية تجاه القضية الفلسطينية أو ماشابه والتي تركتها الجامعة العربية فريسة للأنياب اليهودية طيلة الـ 16 عاما الماضية ومنذ أن طرحت المبادرة العربية عام 2002 ولم تتعاطى إسرائيل معها وركلتها بأقدامها..

والسؤال ماذا بعد؟ تجاه الجامعة العربية

لا حل سوى تفكيك هذا الكيان ووقف الإنفاق عليه. وووقف توجيه أو رصد أي ميزانية عربية له. لأنه لاقيمة له على الأرض ولم تستطع الجامعة أن تفعل شيئا. والأزمات العربية الهائلة في العراق وسوريا واليمن وليبيا أبرز دليل على فشلها الذريع.

أما حواديت التطوير والإصلاح، فإنها كلها ليست أكثر من "فشنك" عربي غرضها الضحك وإيهام الحكومات العربية لنفسها ولوزارات المالية الدافعة لميزانيات الجامعة أن هذا الكيان الميت له أدوار يقوم بها. ويتم الانفاق من هذه الميزانية على آلاف الموظفين في مقر الأمانة العامة ومكاتب الدول العربية في الخارج.

إدفنوا الجامعة العربية يرحمكم الله، ولن تخسروا شيئا لكنكم ستقضون على خداع عربي طال عقود طويلة. من أنه هناك مؤسسة رسمية عربية قادرة على الفعل.

ولنعيد السؤال من جهة أخرى؟

كيف تفعل وبماذا تفعل؟ وهى في أصلها مؤسسة عرجاء ومن أسسوها هدفوا الى ان تظهر بهذا الشكل

وهل لمسؤل عربي أو لأمينها العام أو أي أحد أن يفتح فمه ويقول أن هناك مهام وأدوار للجامعة العربية؟

إذن أين؟ ومتى؟ وفي أي زمان؟

ويا جامعة الدول العربية التي رصدت لها مئات الملايين من الدولارات طوال تاريخها .. كم أنت كيان ميت؟ وكم أنت كيانا رسميًا غطى وجودك على فواجع عربية؟ ومع وجودك وبشرعيتك وغطاءك احتلت بلاد عربية. واستبيحت عواصمها ودخل الفرس والإسرائيليون والأمريكان والروس وغيرهم من عيوبك ونوافذك!