EN 
بعد سنوات أراها طويلة اقتربت اﻻزمة السورية من الحل وهنا ﻻبد من التركيز على طبيعة تلك الحلول واتجاهاتها، وخاصة أن اﻻرث التى تركته الحروب والصراعات بين أطراف اﻻزمة يحتوى على الكثير من التعقيد فى ظل نهاية الحرب بلا فائز أو مهزوم، فالكل فى تلك اﻻزمة خرج مهزوما، وأعنى هنا النظام وأركانه وحزبه الذى لم يعد قويا كما كان قبل اﻻزمة وكأن العروبة والتيارات المؤيدة لها أصبحت فى حالة يرثى لها.
وأقصد هنا تراجع حزب البعث والنخبة الحاكمة فى سوريا ومن قبل ذلك انتهاء الحقبة البعثية فى العراق ..كذلك القوى السياسية التى حاربت النظام على مختلف أيدولوجياتها وتوجهاتها وتحالفاتها اﻻقليمية والدولية. .خسرت هى اﻻخرى فى ظل عدم تحقيق أهدافها من القتال والحرب التى خاضتها طوال سبع سنوات، تركت آثارا كارثية على المحيط الداخلى واﻻقليمى والدولى.
فقد أصبح الشعب يعانى وما زال من ويلات ممتدة وتشتت الشعب السورى فى كل الدنيا والذى فى الداخل يبحث عن بداية فى ظل ضياع المسكن واﻻهل واﻻمان، فقط يريد العودة مع القليل من ضروريات الحياة التى أصبح الوصول لها حلم بعد تلك الحرب التى أضاعت سوريا أهلها، وظهرت تأثيرات وتداعيات تلك اﻻزمه فى المحيط اﻻقليمى وخاصة العربى فى ظل ثبات الموقف السورى وتحالفه المستمر مع إيران على خلفية المصالح التى كانت ومازالت هى اللغة الحاكمة فى العلاقات الدولية.
وحافظت على الرغم من ذلك على علاقاتها مع الخليج ومصر ولكن يبدو أن تلك التحالفات ستتغير بعد سكوت الرصاص ﻷن سوريا قبل اﻷزمة ليست بنفس القوة التى كانت وعلى ذلك يبدو عنوان الموضوع موضوعيا وصحيحا ﻻن قادم اﻻيام ليس فى صالح النظام السورى الذى سيبحث عن صيغة متكافئة فى علاقاته مع المحيط اﻻقليمى العربى والدولى وفق قاعدة اﻻنكماش اﻻدارية، وهى استراتيجية سيتبناها النظام محاوﻻ إصلاح بيئته الداخلية وبث الثقة البقية الباقية من الشعب السورى بالداخل والحفاظ والوﻻء ﻻيران وروسيا وفق سياسة رد الدين الثقيل لمساندة النظام البعثى وبشار والنخب التى مازالت مستمرة. ...حاصل اﻻزمة أن سوريا قبل اﻻزمة دولة كاملة اﻻركان وتعمل وفق رفاهية القرارات والسياسات المفصلة لدى النخبة الحاكمة أما اﻵن فهى ليست كما كانت على المستوى العربي واﻻقليمى والدولى. .وخصوصا فى علاقاتها مع إيران وروسيا والمؤكد أن سوريا ستبدأ فى العودة وفق سياسة اﻻنكماش ثم اﻻنطﻻق ولكن هذا اﻻمر صعب المنال فى المستقبل القريب.
