الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج


تقاس قيمة الفكرة بمدى ما يمكن أن تتركه من آثار إيجابية ونتائج مفيدة على أرض الواقع، ولا يعني أن تواجه فكرة صعوبات في تحقيقها على أرض الواقع، أن يتخلى عنها صاحبها، ولا أن ييأس المؤمنون بها، فكم من صحيح الأفكار لم تتحقق إلا بعد جهد جهيد، وإلا بعد عراقيل هائلة وضعت في طريقها، ولكن لأن صاحبها ثابر وصبر، والمؤمنون لها لم يتملكهم الإحباط، تحولت الفكرة إلى واقع، وأضحت تمشي على قدمين ثابتتين.

والأفكار لا تنبت نباتا شيطانيا في أذهان أصحابها، بل هناك واقع - يكون أحيانا ضاغطا - يُنتج الفكرة كنَبْتة صغيرة في ذهن تفتق عليها، وتستمر تلك الفكرة في الإلحاح لتنمو في ذلك الذهن الذي لا يستطيع منها فكاكا فتصبح محفِّزة ومتمردة على وجودها داخل بوتقة الذهن، تريد التحرر، لتصبح واقعا، وهو ما لا يستطيع معه صاحبها صبرا طويلا، فيعلن عنها داعيا لها، فإذا بمن تروق لهم تلك الفكرة يصبحون لها داعمين، ثم يتحولون إلى مساهمين في التحقيق، واصلين ليكونوا هم لها صانعون.

ظلت فكرة إقامة كيان مصري كبير للمصريين بالخارج أمنية تغازل خيال الكثيرين منهم، واستمر المشتغلون بالعمل العام المصري في الخارج يحلمون بتحقيق تلك الأمنية، ولم ييأس فريق فعمل على تحقيق ما بدا حلما بعيد المنال.

خرجت الفكرة بعد أن طرقت باب الإفصاح عنها من رأسي - كاتب هذه السطور بهجت العبيدي مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج - وزميلي المهندس حسام بازينة، رئيس الاتحاد العام للمصريين بالنمسا/ليوبن منذ عامين، وكان ثالثنا الزميل علاء ثابت، رئيس بيت العائلة المصرية بألمانيا، وشرعنا في بناء كيان يجمع المتفقين في الرؤى من المصريين بالخارج لمساندة الدولة المصرية ومؤسساتها الوطنية وفي القلب منها مؤسسة الرئاسة، وتفاعل معنا البعض وسجلنا الكيان – تيمنا - باسم الاتحاد العالمي لبيت العائلة المصرية في الخارج، ذلك الاسم الذي اعترضت عليه كل من مؤسسة الأزهر الشريف والكنيسة القبطية لأنه قريب من اسم بيت العائلة الذي هو لهما، والذي كان تيمننا به هو سبب الاختيار للاسم، ولأننا - كما قلت آنفا - خرجنا مساندة ودفاعا على مؤسسات الدولة لم نشأ أن ندخل في مناكفة قانونية، واخترنا أن ننزل طوعا ورضىً على ما ارتأته المؤسستان العريقتان، وقمنا بتغيير الاسم.

خطا الكيان خطوات وأصبح الاسم الذي ارتضاه الأعضاء بعد مداولة تمت بيني وبين الزميل نصر مطر، مسئول الملف السياسي في الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج، والمهندس حسام بازينة هو الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج، وأخذنا بعد مجهود مضنٍّ في حملة دعم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي استراحة محارب ناقشنا خلالها كيفية الوصول بالفكرة إلى شواطئ التنفيذ في صورة تقترب من المأمول.

جاء الوقت الذي نفتح فيه ثانية الباب لمشاركة كل من يتفق على الأهداف التي حددناها عشرة، ويرى نفس الرؤى التي أعلن عنها الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج، وما أن بدأنا في الإعلان عن انضمام أعضاء لهم باع ومكانة، إلا وكان ذلك دافعا لآخرين للانضمام للكيان الذي تحول من فكرة إلى واقع آخذ في الوصول لصيغة مناسبة.

وكما عكس دخول أعضاء جدد بكفاءات متميزة إلى الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج مدى الرغبة التي تسكن وجدان الكثير من المصريين بالخارج، فإنها عكست على الشاطئ الآخر، تلك العقلية التي ظلت تراوح مكانها منذ سنين عديدة، تلك العقلية التي لا تستطيع أن تنهض من تصور ملك عليها جوانب نفسها، متخيلة أن وراء أي عمل هناك جهة - أو جهات - تملي على القائمين على هذا العمل ما يجب أن يقوموا به، لأنهم لم يملكوا يوما عقلا مفكرا، ولا إرادة متحررة، هذا الذي يجعلهم يصبغون على الآخرين تلك الصفات التي هي لديهم أصيلة، وتلك الطباع التي هي لديهم متجذرة، فسمعنا منهم – دون أدنى دليل - أن تلك المؤسسة هي التي تدير الاتحاد، وأن هذا المسؤول هو الذي يدفع للانضمام لهذا الاتحاد، وأن ذاك القانون المزمع إصداره هو سبب هذا التحرك الكبير والنشاط المتلاحق بتوجيه من جهة ما.

وفي حقيقة الأمر، لو أننا من هؤلاء الذين يتمسحون في تلك المؤسسة أو ذاك المسئول أو هذه الجهة لصمتنا صمت القبور لنرسخ تلك الفكرة التي يمكن أن تضيف هالة لكياننا، ولكن لأننا عاقدي العزم على تنقية العقول مما علق فيها من مفاهيم خاطئة، ولأننا مصرون كل الإصرار على تحرير المخيلة الجمعية من فكرة السطوة التي يحاول البعض إلصاقها بالإنسان المصري عموما، ولأننا لا نصدر إلا عن قناعات فكرية فإننا نلقي بحجر في ذلك الماء الآسن الذي يعيش داخله البعض، مؤكدين أن كل ما نقوم به يصدر عنا وفقط، ولا دخل لمؤسسة ولا جهة ولا مسئول في كياننا الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج الذي يديره فقط أعضاؤه الذين يملكون حرية مطلقة في اتخاذ كل قراراته، مؤكدين أن الفكرة لم تصل ولن تصل إلى الصيغة المثلى إلا من خلال كل المؤمنين بها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط