الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العراق على أبواب تغيير


ما تشهده محافظة البصرة العراقية من مظاهرات مستمرة قبل قرابة 50 يومًا، يبشر بتغييرات عراقية هائلة ويضع العراق كله على أبواب تغيير شامل لا يعرف أحد إن كان سيكون للأسوا أو للأفضل.

فمظاهرات البصرة خرجت للتنديد بأحوالها البائسة وتدني الخدمات المقدمة فيها بدءًا من مياه الشرب غير النظيفة إلى الانقطاع الدائم للكهرباء إلى تفشي البطالة بين شبابها رغم أنها أغنى محافظات العراق، وتكاد تكون هى المحافظة النفطية التي تنفق على العراق بكامله.

لذلك جاءت مظاهراتها محيرة لجميع المراقبين، كما جاء إهمال البصرة بهذا الشكل ليثير حيرة أكبر.

وبنظرة متفحصة فيما يمر بالبصرة وما ينتابها يمكن فهم الكثير من تطوراتها والتنبؤ بالمستقبل.

فالبصرة هى المحافظة الأكثر شهرة خلال الحرب العراقية – الإيرانية في الثمانينيات، وكانت السيطرة عليها من جانب الفرس الإيرانيين حلمًا صعب المنال لهم على مدى 8 سنوات، واستطاع أهالي البصرة وبجيش صدام حسين القوي آنذاك أن يذود عن البصرة وأن يحميها من الانكسار أمام الفرس.

وهذا الموقف لا ينساه ملالي إيران للبصرة، فالحقد منها ومن أهلها واصل إلى يوم الدين، وعليه كانت التوجيهات لحكومات ما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق 2003 بعدم النظر للبصرة وترك أهلها هكذا وترك أحوالهم تتدنى، والسماح للعصابات الإيرانية بالانتشار فيها، فتقوية البصرة وتنمية مواردها يجعلها محافظة قوية في مواجهة مخططات الفرس، لكن الإبقاء عليها ضعيفة مخترقة يحقق أهدافهم.

وجاءت المظاهرات الأخيرة لأهالي البصرة، وقيامهم بإحراق القنصلية الإيرانية واختراقها، للتعبير عن رفضهم التام للنفوذ الإيراني في هذه المحافظة الغنية بالنفط.

كما جاءت هذه التظاهرات لتضع صانع القرار العراقي أمام مسئولياته.

صحيح أن حكومة العبادي هى حكومة تصريف أعمال لكن يمكنها التحرك، كما يمكن للحكومة التي ستأتي بعدها أن تنفذ ما تراه من قرارات عاجلة على الأرض للتخفيف من معاناة أهالي البصرة.

لكن السؤال: هل تسمح إيران؟

الواقع أن كل الطرق تؤدي إلى حقيقة واحدة مفادها أن إيران هى كل شىء في البصرة، وأنه إذا غيرت طهران نظرتها للبصرة ستتغير أحوالها!

وبما أن النظام الإيراني يعيش أيامًا عصيبة أمام العالم وبعد فرض العقوبات الأمريكية الرهيبة عليه، فإنه سيعمل على مزيد من التدمير للبصرة ومزيد من التنكيل بأهلها وليس إنقاذهم.

كما أن هناك مخططًا إيرانيا رهيبًا للاستيلاء على حقول البترول بالبصرة ووضع اليد عليها سواء بالعمل على منع هذه الحقول من الإنتاج بالتحريض على مظاهرات أمامها وبالقرب منها والاعتداء على الشركات الأجنبية والهدف إجبار ترامب على إيقاف العقوبات الأمريكية على إيران فيما يخص النفط.

أو من خلال العمل على نهب بترول البصرة بمخطط قذر!

الأوضاع خطرة في كل الأحوال رغم الانتفاضة البصراوية الهائلة والمستقبل غامض، والقرار معلق بيد المجهول.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط