الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المؤمنون والكفار في الدولة العربية الحديثة


ثلاثة أسباب رئيسية كانت ولا تزال وراء الوضع المهترىء الذي يعيشه العالم العربي، وخصوصا خلال السنوات الثماني الماضية، منذ أن هبت رياح الربيع العربي مصحوبة بخماسين اقتلعت الاستقرار وأسست الفوضى.

يمكن إجمال هذه الاسباب وتلخيصها على النحو التالي:-

في مقدمتها "ثنائية الكفر والإيمان"، التي تم إقحامها عنوة في المجتمعات العربية المسلمة أصلًا، وفي السياسة العربية منذ ستينات القرن الماضي.

بعدما انتهت الملكية وخرج الاستعمار من الكثير من الدول العربية، وظهر مشروع جمال عبد الناصر للوجود وقوبل برفض إخواني منذ البداية، تحت شعار أن عبد الناصر كان ديكتاتورا مستبدًا وأنه لم يكن يحكم بما أنزل الله!

وكانت هذه هى الإضافة الخبيثة لجماعة الإخوان الإرهابية التي تم تداولها وتدريسها وإشاعتها بين عناصر الجماعة وغيرهم على يد مفكروها الإرهابيين في مقدمتهم سيد قطب.

ومن وقتها ووسط مياه كثيرة جرت تحت أنهار السياسة العربية جرى تقسيم الرأي العام العربي سياسيًا إلى مؤمنون بهذه المقولة الدينية "الحكم بما أنزل الله" وهم في الغالب المتشددون والمتطرفون الذين رفعوا هذا الشعار على طريقة "ولا تقربوا الصلاة"، وغيرهم من الكفار الذين ليسوا على هواهم!!

والقضية لدى هذه التيارات المتشددة لم تكن الحكم الرشيد أو المثالي أو العادل الذي يشيع الاستقرار والتنمية قدر ما كانت رغبتهم هم في الوصول للسلطة تحت هذا الشعار وتحت شعار استخدموه اكثر من الأول في الانتخابات البرلمانية المصرية وداخل العديد من البرلمانات العربية الإخرى وهو شعار"الإسلام هو الحل".

والبسطاء وليس فقط المثقفون يعرفون تمامًا أن هذا الشعار الذي خطته جماعة الإخوان الإرهابية كان مزايدة سياسية وليست له أرضية في الواقع.

فالسياسة كما هو معروف في الدنيا كلها، هى فن المصلحة ويسوس القائد أمر الناس يعني يقودهم ويدبر لهم أمورهم ويبحث لهم عن مصلحتهم، فنحن أدرى بشؤون دنياننا كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام.

المفارقة أن الشعار الذي خطته جماعة الإخوان تطور من الفعل السياسي ومحاولة الفوز به بمقاعد برلمانية ونقابية على مدى عقود. حتى وصل لأيدي جماعات إرهابية أعنف وأكثر تشددا كلها خرجت من عباءة الإخوان.

فتحول "الاسلام هو الحل" الى شعار داعشي –قاعدي يُقتل الناس به ويحيون!

فالمؤمنون فقط حسب نظرة المتطرفين في داعش والقاعدة وتنظيم الجهاد والسلفية الجهادية وانصار بيت المقدس وغيرهم هم الذين يستحقون العيش في الوطن والكفار ينبغي قتلهم- وطبعا التصنيف بيد الأمير الداعشي!

وليس مهما من هم الكفار وهل يعني هذا ديانتهم وعدم إيمانهم بالله الواحد، أم كفرهم وإنكار ما يردده هؤلاء الدواعش وأعضاء تنظيم القاعدة والإخوان.

وكان تنظيم الدولة الإخوانية – الداعشية – المسماة إسلامية هو الاطار المؤسسي الفاسد لهذه المصطلحات الرنانة التي استخدمت في أبشع تجارة سياسية في العالم العربي.

وكان ما كان بعد ذلك وأمام الجميع فباسم الإسلام هو الحل ارتكب داعش مهازل غير مسبوقة في سوريا والعراق وليبيا واليمن وكل مكان ظهر فيه. وباسم الحكم فقط بما أنزل الله وفقا للتصورات والصياغات الارهابية للآية الكريمة تمت العودة لعصر السبايا واغتصاب عشرات الآلاف من الفتيات والتنكيل بهن وهدم وتفجير آلاف المنازل وإشعال حرب مسعورة دخلت فيها أطراف دولية وإقليمية عدة وأصبحت الأرض العربية مستباحة.

لقد كانت نزعة وشعار الإسلام هو الحل وفق صياغة المتطرفين معول هدم للدولة العربية الحديثة. ومزايدة على حياة الأبرياء ورخصة في أيدي القتلة منهم لتصفية المدنيين العزل.

ومن خلاله لم نصل لدولة ولم يظهر نموذج فذ في الحكم فقط دماء أريقت وأرواح تم هدرها ودول تمزقت.

وهذا ما كان ولا يزال واضحًا في دول ما بعد الربيع الفوضوي العربي.

أما العامل الثاني، للوضع العربي المهترىء فهو الحكم الاستبدادي المقيت الذي ظهر في العالم العربي طيلة القرن العشرين. فظهر زعماء يحكمون مدى الحياة ولا يلتزمون بفترات رئاسية ولا يهتمون بدفع أو تأهيل قيادات شابة للحكم بعدهم.

وكان هذا واضحًا في مصر وسوريا واليمن وليبيا والعراق وغيرها من الممالك العربية فكل من حكموا لم يخرجوا ولم يتنازلوا عن السلطة، إلا بحدث ضخم وانفجار هائل أيا كان مسماة، فحدثت ثورة شعبية كما هى في حالة مبارك أو ثورة دموية كما هى حالة القذافي أو ثورة مسلحة طالت وتمددت وركبتها تيارات إرهابية وتدخلت فيها قوى اقليمية كثيرة وانتهت بقتله أيضا مثل حالة علي عبد الله صالح في اليمن أو ثورة خلعته عن الحكم ففر هاربًا للخارج كما هى حال زين العابدين بن علي في تونس، أو حالة قتل بعد حرب غبية تورط فيها مثلما حدث في حالة صدام حسين ولا تزال الأوضاع معلقة في سوريا أمام بشار الأسد.

الحقيقة أن هذه الديكتاتوريات التي كانت سمة القرن العشرين في العالم العربي كانت أيضا سببا للوبال والانفجار فيما بعد. المفارقة ان كل هذه الزعامات جرى تكفيرها وتصوريها للرأي العام العربي من قبل التيارات المتشددة على أنها زعامات كافرة لا تحكم بما أنزل الله.

وكانت هذه الاتهامات هى وقود المعركة التي امتدت عقودا في العالم العربي.

أما العامل الثالث الذي لعب على وتيرة الكفر والإيمان لتحقيق مصلحتة الخاصة، فهم الغرب والولايات المتحدة الأمريكية وقوى التآمر الإقليمي مثل تركيا وإيران وقطر. وهذه القوى عملت على دعم كلا الفريقين فريق الإرهابيين وهناك وثائق وشواهد تدل على أن كل التيارات والتنظيمات الارهابية وحتى اللحظة هى صنيعة اجهزة الاستخبارات الغربية. فالمؤمنون الإرهابيون – حسب زعمهم – وتصوراتهم خلقتهم الـCIA وغيرها من أجهزة الاستبخارات الغربية ومولتهم منذ حرب أفغانستان إلى الحرب الجارية في سوريا.

فيد للغرب ولقوى التآمر كانت تدعم ديكتاتوريات القرن العشرين، ولم تكن تضغط في سبيل عمل إصلاحات سياسية حقيقية ومنها تحديد فترات رئاسية أو تداول للسطة بشكل سلمي. ويد كانت تدعم الإرهابيين وتمدهم بالسلاح وتشاركهم بعض خططهم في الفوضى .

والنهاية.. الحال كما هو واضح للجميع عالم عربي تنتابه الفتن والاضطرابات والفوضى ولا يعلم أي أحد ولا يمكن أن يفتي أي أحد انه يعلم كيف يمكن للفوضى في سوريا أن تنتهي. أو إلى أي مدى يمكن أن تطول حرب اليمن أو ما هو القادم في ليبيا أو كيف سيكون العراق؟


ثلاثة أسباب رئيسية كانت ولا تزال وراء الوضع المهترىء الذي يعيشه العالم العربي، وخصوصا خلال السنوات الثماني الماضية، منذ أن هبت رياح الربيع العربي مصحوبة بخماسين اقتلعت الاستقرار وأسست الفوضى.

يمكن إجمال هذه الاسباب وتلخيصها على النحو التالي:-

في مقدمتها "ثنائية الكفر والإيمان"، التي تم إقحامها عنوة في المجتمعات العربية المسلمة أصلًا، وفي السياسة العربية منذ ستينات القرن الماضي.

بعدما انتهت الملكية وخرج الاستعمار من الكثير من الدول العربية، وظهر مشروع جمال عبد الناصر للوجود وقوبل برفض إخواني منذ البداية، تحت شعار أن عبد الناصر كان ديكتاتورا مستبدًا وأنه لم يكن يحكم بما أنزل الله!

وكانت هذه هى الإضافة الخبيثة لجماعة الإخوان الإرهابية التي تم تداولها وتدريسها وإشاعتها بين عناصر الجماعة وغيرهم على يد مفكروها الإرهابيين في مقدمتهم سيد قطب.

ومن وقتها ووسط مياه كثيرة جرت تحت أنهار السياسة العربية جرى تقسيم الرأي العام العربي سياسيًا إلى مؤمنون بهذه المقولة الدينية "الحكم بما أنزل الله" وهم في الغالب المتشددون والمتطرفون الذين رفعوا هذا الشعار على طريقة "ولا تقربوا الصلاة"، وغيرهم من الكفار الذين ليسوا على هواهم!!

والقضية لدى هذه التيارات المتشددة لم تكن الحكم الرشيد أو المثالي أو العادل الذي يشيع الاستقرار والتنمية قدر ما كانت رغبتهم هم في الوصول للسلطة تحت هذا الشعار وتحت شعار استخدموه اكثر من الأول في الانتخابات البرلمانية المصرية وداخل العديد من البرلمانات العربية الإخرى وهو شعار"الإسلام هو الحل".

والبسطاء وليس فقط المثقفون يعرفون تمامًا أن هذا الشعار الذي خطته جماعة الإخوان الإرهابية كان مزايدة سياسية وليست له أرضية في الواقع.

فالسياسة كما هو معروف في الدنيا كلها، هى فن المصلحة ويسوس القائد أمر الناس يعني يقودهم ويدبر لهم أمورهم ويبحث لهم عن مصلحتهم، فنحن أدرى بشؤون دنياننا كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام.

المفارقة أن الشعار الذي خطته جماعة الإخوان تطور من الفعل السياسي ومحاولة الفوز به بمقاعد برلمانية ونقابية على مدى عقود. حتى وصل لأيدي جماعات إرهابية أعنف وأكثر تشددا كلها خرجت من عباءة الإخوان.

فتحول "الاسلام هو الحل" الى شعار داعشي –قاعدي يُقتل الناس به ويحيون!

فالمؤمنون فقط حسب نظرة المتطرفين في داعش والقاعدة وتنظيم الجهاد والسلفية الجهادية وانصار بيت المقدس وغيرهم هم الذين يستحقون العيش في الوطن والكفار ينبغي قتلهم- وطبعا التصنيف بيد الأمير الداعشي!

وليس مهما من هم الكفار وهل يعني هذا ديانتهم وعدم إيمانهم بالله الواحد، أم كفرهم وإنكار ما يردده هؤلاء الدواعش وأعضاء تنظيم القاعدة والإخوان.

وكان تنظيم الدولة الإخوانية – الداعشية – المسماة إسلامية هو الاطار المؤسسي الفاسد لهذه المصطلحات الرنانة التي استخدمت في أبشع تجارة سياسية في العالم العربي.

وكان ما كان بعد ذلك وأمام الجميع فباسم الإسلام هو الحل ارتكب داعش مهازل غير مسبوقة في سوريا والعراق وليبيا واليمن وكل مكان ظهر فيه. وباسم الحكم فقط بما أنزل الله وفقا للتصورات والصياغات الارهابية للآية الكريمة تمت العودة لعصر السبايا واغتصاب عشرات الآلاف من الفتيات والتنكيل بهن وهدم وتفجير آلاف المنازل وإشعال حرب مسعورة دخلت فيها أطراف دولية وإقليمية عدة وأصبحت الأرض العربية مستباحة.

لقد كانت نزعة وشعار الإسلام هو الحل وفق صياغة المتطرفين معول هدم للدولة العربية الحديثة. ومزايدة على حياة الأبرياء ورخصة في أيدي القتلة منهم لتصفية المدنيين العزل.

ومن خلاله لم نصل لدولة ولم يظهر نموذج فذ في الحكم فقط دماء أريقت وأرواح تم هدرها ودول تمزقت.

وهذا ما كان ولا يزال واضحًا في دول ما بعد الربيع الفوضوي العربي.

أما العامل الثاني، للوضع العربي المهترىء فهو الحكم الاستبدادي المقيت الذي ظهر في العالم العربي طيلة القرن العشرين. فظهر زعماء يحكمون مدى الحياة ولا يلتزمون بفترات رئاسية ولا يهتمون بدفع أو تأهيل قيادات شابة للحكم بعدهم.

وكان هذا واضحًا في مصر وسوريا واليمن وليبيا والعراق وغيرها من الممالك العربية فكل من حكموا لم يخرجوا ولم يتنازلوا عن السلطة، إلا بحدث ضخم وانفجار هائل أيا كان مسماة، فحدثت ثورة شعبية كما هى في حالة مبارك أو ثورة دموية كما هى حالة القذافي أو ثورة مسلحة طالت وتمددت وركبتها تيارات إرهابية وتدخلت فيها قوى اقليمية كثيرة وانتهت بقتله أيضا مثل حالة علي عبد الله صالح في اليمن أو ثورة خلعته عن الحكم ففر هاربًا للخارج كما هى حال زين العابدين بن علي في تونس، أو حالة قتل بعد حرب غبية تورط فيها مثلما حدث في حالة صدام حسين ولا تزال الأوضاع معلقة في سوريا أمام بشار الأسد.

الحقيقة أن هذه الديكتاتوريات التي كانت سمة القرن العشرين في العالم العربي كانت أيضا سببا للوبال والانفجار فيما بعد. المفارقة ان كل هذه الزعامات جرى تكفيرها وتصوريها للرأي العام العربي من قبل التيارات المتشددة على أنها زعامات كافرة لا تحكم بما أنزل الله.

وكانت هذه الاتهامات هى وقود المعركة التي امتدت عقودا في العالم العربي.

أما العامل الثالث الذي لعب على وتيرة الكفر والإيمان لتحقيق مصلحتة الخاصة، فهم الغرب والولايات المتحدة الأمريكية وقوى التآمر الإقليمي مثل تركيا وإيران وقطر. وهذه القوى عملت على دعم كلا الفريقين فريق الإرهابيين وهناك وثائق وشواهد تدل على أن كل التيارات والتنظيمات الارهابية وحتى اللحظة هى صنيعة اجهزة الاستخبارات الغربية. فالمؤمنون الإرهابيون – حسب زعمهم – وتصوراتهم خلقتهم الـCIA وغيرها من أجهزة الاستبخارات الغربية ومولتهم منذ حرب أفغانستان إلى الحرب الجارية في سوريا.

فيد للغرب ولقوى التآمر كانت تدعم ديكتاتوريات القرن العشرين، ولم تكن تضغط في سبيل عمل إصلاحات سياسية حقيقية ومنها تحديد فترات رئاسية أو تداول للسطة بشكل سلمي. ويد كانت تدعم الإرهابيين وتمدهم بالسلاح وتشاركهم بعض خططهم في الفوضى .

والنهاية.. الحال كما هو واضح للجميع عالم عربي تنتابه الفتن والاضطرابات والفوضى ولا يعلم أي أحد ولا يمكن أن يفتي أي أحد انه يعلم كيف يمكن للفوضى في سوريا أن تنتهي. أو إلى أي مدى يمكن أن تطول حرب اليمن أو ما هو القادم في ليبيا أو كيف سيكون العراق؟

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط