الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي بابا يستقيل ليعمل مدرسا.. رحلة جاك ما من الفقر إلى أغنى رجل في الصين

جاك ما صاحب شركة
جاك ما صاحب شركة علي بابا الصينية

أعلنت شركة "علي بابا" مؤخرا أن شريكها المؤسسي وأغنى رجل في الصين "جاك ما" سيخرج من منصبه كرئيس لشركة علي بابا، لتكريس المزيد من الوقت للعمل الخيري من خلال مؤسسة جاك ما الخيرية، وسيتولى منصب المدير التنفيذي للشركة بدلا منه، دانيال زانج.

جاك ما ليس مجرد مدير لأنجح الشركات بالصين، فقصة حياته من الفقر إلى النجاح تجعله واحدا من العظماء الذين سطروا أسمائهم وتاريخهم بمجهودهم الشخصي، ويعرض "صدى البلد" بعض اللقطات المميزة في رحلة علي بابا الصين، جاك ما.


ولد جاك ما واسمه الحقيقي موي يون في العاشر من سبتمبر عام 1964 في مدينة هانجتشو بجنوب شرق الصين، ونشأ وشقيه الأكبر وأخته الأصغر في وقت كانت فيه الصين الشيوعية معزولة بشكل متزايد عن الغرب، وكان من عائلة فقيرة. 


كان يتمتع في طفولته بعادات غريبة على عكس هوايات أي طفل آخر في سنه، فكان يهوى جمع الصراصير الصغيرة وجعلها تتقاتل مع بعضها، وكان يخوض المعارك مع زملاء الدراسة، ويتذكر في كتاب "علي بابا" الذي كتبه ليو شي يينج ومارثا أفيري: "لم أكن أخاف أبدا من الشباب الذين كانوا أكبر مني وكنت ألعب بحرية أمامهم على الرغم من فقري". 


بعد أن قام الرئيس نيكسون بزيارة مدينة هانجتشو في عام 1972 ، أصبحت المدينة بمثابة مسقطًا سياحيًا، وكان حينها في سن المراهقة، وكان يستيقظ مبكرا لزيارة الفندق الرئيسي في المدينة ليقدم للزائرين جولات سياحية في المدينة مقابل دروس في اللغة الإنجليزية، حتى أنه حصل على اسمه الذي اشتهر به "جاك" من قبل سائح صديقه.



كان شابا فقيرا ليس لديه مال أو علاقات، فكان الحل الوحيد أمامه أن يستمر في التعليم، وبعدما أنهى المرحلة الثانوية، تقدم بطلب الالتحاق بالجامعة، لكنه فشل في امتحان القبول مرتين، وبعد فترة طويلة من الدراسة، اجتاز في النهاية المحاولة الثالثة، حيث ذهب للدراسة في معهد «هانجزو Hangzhou Teachers Institute»، وتخرج في عام 1988 وبدأ في التقدم لأكبر عدد ممكن من الوظائف.


حصل جاك على أكثر من 12 رفض من الوظائف الذي تقدم لها، بما فيها مطعم كنتاكي الذي رفض تعيينه، وبعد هذه المحاولات تم تعيينه كمدرس للغة الإنجليزية، أحب جاك وظيفته وكان طبيعيا مع طلابه،على الرغم من أنه لم يكسب سوى 12 دولارًا في الشهر.


كان "جاك ما" شابا طموحا، حيث قدم للالتحاق بجامعة هارفارد 10 مرات وتم رفضه، فلم يكن لديه أي خبرة في استخدام أجهزة الكمبيوتر، لكن استحوذ على اهتمامه بالإنترنت عندما استخدمه للمرة الأولى خلال رحلة إلى الولايات المتحدة في عام 1995، كما قال في المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 2016.


على الرغم من فشل أول مشروعين له، إلا أنه بعد أربع سنوات جمع 17 من أصدقائه في شقته وأقنعهم بالاستثمار وفقا لرؤيته لإنشاء سوق على الإنترنت أطلق عليه اسم «علي بابا»، وسمح الموقع للمصدرين بنشر قوائم المنتجات التي يمكن للعملاء شراؤها مباشرة.


بدأت الخدمة في جذب أعضاء من جميع أنحاء العالم، وبحلول أكتوبر 1999، جمعت الشركة 5 ملايين دولار من بنك جولدمان ساكس و 20 مليون دولار من شركة سوفت بانك، وهي شركة اتصالات يابانية تستثمر في شركات التكنولوجيا.


حافظ جاك على الشعور بالمرح في «علي بابا» بعدما حققت الشركة الربح في البداية، في أوائل عام 2000، عندما قررت الشركة أن تبدأ في منافسة جديدة مع eBay ، كان فريقه يقوم بأعمال يدوية أثناء فترات الراحة، وتستضيف الشركة عروض سنوية للمواهب، ففي الذكرى السنوية للشركة، كان يرتدي جاك، زي الروك البانك وقام بالغناء والرقص أمام 20000 موظف من شركته «علي بابا».


في عام 2005، استثمرت ياهو مليار دولار في علي بابا مقابل حوالي 40٪ من أسهم الشركة، وحقق نجاحا متواليا للشركة لعدة سنوات، حتى تنحى جاك عن منصبه كرئيس تنفيذي في عام 2013، وقال في عام 2014 : "اليوم ما حصلنا عليه ليس المال.. ما حصلنا عليه هو ثقة الناس" ، وفقًا لـ CNBC.


كان الاكتتاب العام الأولي الذي تبلغ قيمته 150 مليار دولار هو أكبر عرض لشركة مدرجة في الولايات المتحدة في تاريخ بورصة نيويورك، كما جعل جاك أغنى رجل في الصين، حيث تقدر قيمته بنحو 25 مليار دولار.


يحب جاك المحافظة على روح المرح والاستمتاع بالحياة مع موظفيه، حيث لقى موظفو «علي بابا» حفلا كبيرا في مقر هانجتشو للشركة للاحتفال، وقال جاك للموظفين حينها أنه يأمل أن يستخدموا ثروتهم الجديدة ليصبحوا "مجموعة من الناس النبلاء بحق ويكونون قادرين على مساعدة الآخرين".


رغم انشغالاته الكثيرة، إلا أن جاك ما زال ممارسا لهواياته، فهو يحب القراءة والكتابة في رياضة الكونج فو، ولعب البوكر، والتأمل، والاهتمام بالبيئة خاصة بعد إصابة أحد أفراد أسرة زوجته مريضا بمرض يشتبه بأنه بسبب التلوث، هو عضو في المجلس العالمي لمؤسسة The Nature Conservancy وتحدث خلال دورة مبادرة كلينتون العالمية في عام 2015، كما كان له دور أساسي في تمويل محمية طبيعية مساحتها 27000 فدان في الصين.


حرص جاك على أن تكون حياته العائلية بعيدًا عن الأضوء، ولكنه قد تزوج تشانج يينج حينما كان مدرس، حيث التقى بها في المدرسة بعد أن تخرج في أواخر 1980، وقالت تشانج عنه : "إنه ليس رجلا وسيما، لكنني وقعت في حبه لأنه يستطيع القيام بالكثير من الأشياء التي لا يستطيع الرجل الوسيم القيام بها"، ولديهما طفلان ابنة وابن.

أما اسم الشركة «على بابا» فخطر على بال جاك بينما كان يجلس في مقهى سان فرانسيسكو اسمه "علي بابا والأربعين حرامي" وكان له كلمة مرور سرية تفتح حجرة مليئة بالثروات التي لا تصدق، فأعجبه واستوحى منه اسم شركته.