الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صُنع بأيد مصرية على أراض مصرية


نتذكر جميعًا المناظرات الرئاسية التى دارت قبل الانتخابات الأمريكية بين الرئيس ( دونالد ترامب ) والمرشحة (هيلارى كلينتون) ، والتى طالما تحدث ترامب خلالها عن الشركات الأمريكية التى تصفى أعمالها فى أمريكا وتذهب لأمريكا الجنوبية ووعد باسترجاع تلك الشركات للأراضى الأمريكية وربما وعيه ببعض المسائل الاقتصادية كان سببًا فى نجاحه فى الانتخابات الرئاسية حيث تحول العالم كله لتناحر اقتصادى.

فى الوقت ذاته تطمح الصين فى رؤيتها بعنوان " الصين 2025" أن تغزو الأسواق المحلية لا الأسواق العالمية فقط لتحل محل المنتج الأمريكى وربما هو سر المباحثات الكثيرة التى تحدث بين واشنطن وبى جنج.

يكمن سر نجاح المنتج الصينى فى ثلاثة أشياء ألا وهى سعر المنتج الصينى المعقول مقابل المنتج الأوروبى وبالطبع الاسعار البسيطة هى التى تجذب الأسواق الآن فى ظل الغلاء العالمى وارتفاع سعر المعيشة ، العامل الثانى :- وهو الجودة المعقولة؛ فالعميل اليوم يفضل أن يقايض جودة الحياة والرفاهية الزائدة عن الحاجة بجودة معقولة مقابل سعر أقل.
 
العامل الثالث :- وهو الأشهر وهو المنتجات المختلفة فى المناسبات والأعياد الخاصة بكل بلد وديانة.
 
إن هيمنة الصين اقتصاديًا وهيمنة كوريا الشمالية بالأسلحة النووية يجعل من شرق اسيا امبراطورية كبيرة على موعد مع اعتلاء عرش العالم قريبًا.

وأما لرؤية مصر" 2030 " فعلينا أن نحذو حذو التجربة الصينية فى كثير من الأشياء وليس تقليدها أو نقلها كما هى ولكن على الأقل أن تكون تجربة موحية لنا حتى لا نضطرل استيراد الممحاة والقلم الرصاص من الصين والقفازات الطبية من ماليزيا ! ولكى نبدأ بانتاج حقيقى ،علينا فى البداية زيادة الواردات البسيطة والصغيرة أولا حتى يتكون لدينا رصيد من رأس المال يستطيع خدمة المنتج المصرى فى البداية .

تلك الواردات الصغيرة البسيطة لابد أن تحقق اولا الاكتفاء الذاتى حتى لا نستوردها ثم نبدأ فى تصديرها ولكى تحقق ربحًا على الفور لابد أن يسبقها دراسات ميدانية فى كل الدول المجاورة والاسواق المتاح عرض منتجاتنا بها،مثل دراسة الظروف المنُاخية للدول المجاورة وتوقع السلع التى سيكثر عليها الاقبال والتعرف على الشركات المنافسة فى تلك البلد وعن نطاق السعر الذى تباع به تلك السلعة ، ثم تصنيعها بجودة أقل وسعر أقل من التى ستطرح به وطرحها فى أسواق محلية ولكنها منتجات مصرية .

لا يمكن أن تكون البداية فى تدوير عجلة الانتاج أن نصنع مركبات فضاء قبل الممحاة والقفازات ولايمكن صعود الجبل من الأعلى ، لذا لابد أن ترى القيادة المصرية المحنكة أن المنتجات الصغيرة والمتناهية الصغر حتى الحلى والأحجار الكريمة لابد أن تحظى بتمويل وتسهيلات وقروض بنكية تعود بالربح لنا وتستطيع بعد ذلك تمويل أكبر المصانع وأكبر الصناعات .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط