الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شيماء عويضة تكتب :هل أنت متزن؟

صدى البلد

هل أنت متزن؟ إذا كانت إجابتك بنعم
إذن فأنت من القلائل الذين فروا من فيروس العصر ‘فأنت شخص مميز وفريد من نوعك.
اما اذا كانت إجابتك بلا فلا تقلق فأنت لست وحيدًا ‘فالكثير مننا اليوم أصبح يعاني من نقص الاتزان النفسي
ففي ظل ضغوط الحياة‘والتأثر بالحالة الاقتصادية والمادية والمعنوية التي يتعرض لها أفراد الشعب ‘تجعلهم يصابون بالاضطراب النفسي والدخول في حالة اكتئاب شديدة ‘كما ان الانصهار في الأحداث العامة التي تشهدها الدولة تساعد على الشعور بالإحباط.

رجحت بعض الدراسات ان أحد واكبر عامل من عوامل انتشار الاكتئاب هو الفيس بوك‘حيث توصلت دراسة دينماركية أجراها معد ذا هابينس البحثي حول حالة ومشاعر مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي الأشهر عالميا (فيس بوك) الي ان عدم استخدام الموقع يساهم في الشعور بسعادة أكبر‘واستندت النتائج علي استطلاع استمر حوالي الأسبوع وشمل حوالي 1095مستخدما لموقع الفيس بوك ثم تم تقسيمهم لمجموعتين ‘المجموعة الأولى تقرر ان تستمر في استخدام الموقع بشكل عادي‘في حين ان طلب من المجموعة الأخرى عدم استخدام الموقع لمدة أسبوع ‘وفي حديث لوكالة الأنباء الألمانية ‘قال ميك ويكنينج المدير التنفيذي لمعهد ذا هابينس ‘بعد أسبوع تم تقييم المجموعتين‘فوجد ان هناك زيادة في معدل نسبة السعادة بين من قاطعوا الموقع لمدة أسبوع.

فمن الطبيعي ان يحدث ذلك ‘فكل انسان يمارس التصفح علي الموقع‘ينشر ثقافة الاكتئاب عند الاخر ويعمل علي نشر الطاقة السلبية.

يوجد فروق كثيرة بين الشخص المتزن نفسيا‘ وبين الشخص المختل نفسيا فعلي سبيل المثال ‘الشخص القوي عقليا ونفسيا ‘يستطيع التأقلم مع دروس الحياة المتنوعة بالتعلم والتطوير المستمر‘واتخاذ القرارات والخطوات الجريئة‘وإدراك الصعوبات ‘ويستطيع أيضًا التعبير عن آرائه وأفكاره واتجاهاته الشخصية والغير شخصية حتي يصل إلى النجاح.

اما الشخص الذي يعاني من اي نوع من أنواع الاضطراب النفسي‘يكون لديه عدم القدرة علي اتخاذ اي قرار بدون مؤثرات خارجية‘يشكو دائما من فقدان التركيز‘يعاني من ضيق النفس ‘سريع الغضب‘يسيطر عليه الشعور بعدم الثقة بالنفس والقلق المذمن.

يتوغل إليك الاكتئاب بكل هدوء وانت لاتشعر به في البداية ‘تبدأ في تجاهل الأشياء الصغيرة وترتدي قناعا حتي تستطيع التعايش مع الآخرين‘ولكن تزداد المعاناة يوما بعد يوما‘حتي تستهلك أكثر فأكثر مما يجعلك تبتعد عن عائلتك‘اصدقائك‘ حتي تنعزل عنهم تماما‘ترغب في الانطواء والوحدة مع افكارك ‘ينعدم لديك الشعور بالراحة‘الاشياء الصغيرة التي كانت مصدرا لاسعادك‘لم تعد لها اي قيمة‘فيتسلل اليك شعور قاسيا غريبا وهو لما تستمر في هذه الحياة؟ ولأجل ماذا؟

فلم يعد لديك حافزا للمحاربة من أجله‘كل هذه الأفكار السلبية ‘تجعلك تشعر بالحزن‘وفجأة تجد حياتك بلا اي فرحة او روح‘بطيئة الحركة‘يغمرك شعور قاتل بالثقل‘يملأ عقلك ‘تستمر في الانطواء وتدمير علاقاتك بالآخرين‘يسيطر عليك الشعور بالذنب بأي فعل سواء كنت اقترفته ام لا.

في النهاية تدرك انك لا تستطيع عدم الإستمرار والتعايش‘فتصبح أمام خيارين اما ان تقرر التخلص منه سواء بمساعدة نفسك ‘ام مساعدة الآخرين لك او ربما تقرر الانتحار.

يقول الدكتور إبراهيم الفقي
أنه من الصعب إطلاقا ان يكون لديك القدرة على تحقيق الأهداف من غير ان تكون متزن نفسيا‘ فيجب عليك التحكم في مشاعرك الداخلية ‘والتخلص من كل الأحاسيس والأفكار السلبية التي تطاردك تخلصا تاما.

يقول أحمد خالد توفيق
الاكتئاب مرض لعين والأدهى أنه يتطلب قدرا كبيرًا من الذكاء والحساسية لدي المريض كي يصاب به.