الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الخطاب الديني لم يعد صالحًا


اعتبر الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن بعض مفردات الخطاب الديني لم تعد صالحة لمرور أكثر من ألف عام عليها، مؤكدًا أن إصلاحها من أهم حاجات مصر والمنطقة والعالم الإسلامي.

وقال الرئيس السيسي، في كلمة ألقاها الأحد خلال جلسة "دور قادة العالم في بناء واستدامة السلام" أثناء "منتدى شباب العالم" الجاري في شرم الشيخ: "مش ممكن يكون مفردات وآليات وأفكار يتم التعامل بها منذ ألف عام وكانت صالحة في عصرها ونقول تبقى صالحة في عصرنا.. لا يمكن تكون صالحة".

وأضاف الرئيس: "لابد من إيجاد آلية جديدة، إحنا مبنتكلمش في تغيير دين ولكن إزاي تقنع أصحاب العقول والرأي والمعنيين بهذا الأمر أن فيه عنده مشكلة حقيقية في خطابه وفهمه للدين اللي بيتعامل بيه في هذا العصر، إحنا بنتكلم في إيجاد مفردات لخطاب ديني يتناسب مع عصرنا، وبعد 50 سنة هنبقى محتاجين كمان إحنا نطوره مع تطور المجتمع".

وتابع الرئيس السيسي في كلمته: "الصراعات تتمركز في المنطقة، بغض النظر عن فكرة المؤامرة اشمعنا المنطقة دي اللي فيه حجم ضخم من الصراعات وأكبر نسبة من الضحايا واللاجئين، القدرة على أن ترى الواقع بشكل متجرد بدون أي غرض وتستطيع أن تتحمل تبعات ما تتحدث عنه".

الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يقصد بكلامه تغيير الدين، وهو ما قاله بشكل واضح وصريح، حتى لا يُقَوّله البعض ما لم يقله خاصةً أننا أصبحنا في عصر كل شيء يفسَّر حسب الأهواء والنوايا غير المنضبطة، إنما يقصد بذلك تغيير مفردات وعبارات وخُطَبْ، لم تعد تتناسب والعصر الذي نعيش فيه، فالعالم أصبح مفتوحا على المسلمين في كل مكان، ومن الصعب أن أمورًا مثلًا التي كان معمولًا بها في العصور السابقة، أو سلوكيات كان يتم نهجها، نقول أنها تصلح لهذه الأيام.. تمامًا، مثلما تغيّرت وسيلة المواصلات الوحيدة، الدابَّة التي كان يستقلها معظم الناس في التنقل في العصور القديمة، فكانت صالحة بمعايير هذا العصر وقتها، لأنه لم يكن يوجد غيرها، ولم يروا الناس غيرها، أما الآن، فبالتأكيد تغيرت وفقًا للتغير الذي شهده العالم في هذا القطاع الهائل من النقل.

وهذا المثال يدل على أننا نحتاج لتغيير كبير بل وجوهري في الخطاب الموجَّه إلينا دينيًا، ليتواكب مع العصر الذي نعيش فيه بمجرياته وتغيراته المذهلة، دون المساس بأساس الدين.

أعتقد أن هذا الأمر، من المفروض ألا يغضب البعض من الشيوخ، فالأجدر أن يبحثوا في كيفية التغيير عبر مناهج جديدة ومتطورة، تناسب والوقت الذي تخطينا فيه عصر العولمة، وفُتحت فيه سماوات العالم وأبوابها على مصراعيها، فإذن، لابد من وجود آلية دينية متمثلة في أسلوب الخطاب الديني، لتُحدِثْ تأثيرًا عميقًا.

من كل قلبي: أعتقد أن مؤسسة الأزهر، التي تعج بشيوخها المستنيرين، عليها العبء الأكبر والدور يقع على عاتقها بالدرجة الأولى، فلابد أن تُسهم بشكل كبير في تطوير منظومة الخطاب الديني وإصلاحها، لما فيه صالح المجتمعات الإسلامية وتنويرها.. فقد عودنا الأزهر على أن يكون منارة الفكر.. ومن الصعب علينا أن نشعر بغربته عن العالم الذي يحيط بنا، مُمَشثلًا في خطب بعض شيوخها، ونعيش فيه من فكر وتغيرات سريعة في الأحداث بشكل يومي.. والله المستعان.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط