الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القدس عربية


تسلل الكابوس المزعج إلى غرفة نومه، وتحول إلى حقيقة راسخة ستجبره حتمًا على التعايش معها، والتعاطي مع أحداثها، لن يستطيع الالتفاف حولها مثلما يفعل، وبدلًا من تغييبها ومحاولة تزييفها صارت أيقونة ستذكره بما اقترف من عنصرية، وظلم ومحاباة وتمييز، بدلًا من البحث عن قيم العدل والمساواة والسلام أخذ يرسخ للعنصرية.

من أصول فلسطينية جاء الكابوس، يزحف إليه حتى مكمنه، ولعدم وجود من يوقفه وصل بقوة وبسرعة إلى هناك.

رشيدة طليب السيدة الفلسطينية التي دخلت التاريخ عبر مقعد بمجلس النواب الأمريكي عن الحزب الديمقراطي في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، لتصبح واحدة من ثلاث سيدات عربيات دخلن المجلس هن رشيدة طليب وإلهان عمر ودونا شالالا.

رياح فوز طليب ربما جاءت عكس ما تشتهيه سفن دونالد ترامب، والإدارة الأمريكية التي تحاول التخلص من كل ما يذكرها بالصراع الفلسطيني مع حليفتها الصغرى إسرائيل، حتى وإن كان حاصلًا على جنسيتها ونشأ فيها، وتعلم في مدارسها وحاز علومها.

رشيدة طليب دخلت معترك الحياة السياسية الأمريكية عام 2008، عندما تمكنت من الفوز بمقعد في مجلس النواب عن ولاية ميشيجان، الأمريكية، أضحت أول امرأة مسلمة تخدم في المجلس التشريعي في ميشيجان، والثانية في الولايات المتحدة الأميركية.

قبل أيام من فوزها، صرحت السيدة بأنها ترفض الدعم المالي - العسكري الأمريكي إلى اسرائيل، لتبرز نيتها للتصويت ضد أي مشروع قانون يخص الدعم العسكري لإسرائيل، اعتراضا على ما وصفته بـ "الإجحاف" الذي يخلقه هذا الدعم والذي يخل بموازين القوى في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ورغم أنه من المؤكد أن يعكر وجود حفيدة شهداء بيت حنينا شرق القدس المحتلة، صفو المياه بين اسرائيل وأمريكا .. إلا أن تأثيرها لا يمكن حصر حجمه لعدم وضوح الرؤيا حول أجندتها السياسية خلال الفترة المقبلة.

السياسية المخضرمة قاطعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء خطابه في حملته الانتخابية عام 2016، منتقدة تأثير المال على السياسة .. هل تستطيع مقاطعته مرة أخرى ووقف قراراته بتهويد القدس ونقل السفارة الأمريكية إلى تل أبيب وتقليص دعمه للاحتلال الإسرائيلي أم أنها مجرد رقم عربي أُضيف لقائمة من فازوا وربحوا في الخارج.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط