العياط تبكي من الإهمال

تعاني مدينة العياط من مشاكل الدنيا والآخرة وهي المدينة الوحيدة في مصر التي لم تطلها يد التنمية حتى الآن، ولمن لا يعرف العياط هي آخر مركز في محافظة الجيزة جنوبا، وتبلغ مساحتها 600 كيلومتر على البر الغربي لنهر النيل يحده من الشمال مركز البدرشين التابع لمحافظة الجيزة أيضا، ويعاني من مشاكل شبيهة بالتي تعاني منها العياط وإن كانت بدرجة أقل، ومن الجنوب مركز الواسطى التابع لمحافظة بني سويف ومن الشرق نهر النيل ومن الغرب الصحراء الغربية، المهم ما تعاني منه العياط كمدينة يشيب له الولدان.

أبرزها وأخطرها هو غياب الصرف الصحي، ومشروع الصرف الصحي متوقف من 16 سنة، أي من عام 2002 وإلى الآن لم ينته، وإذا استمرت الأمور على ما هي عليه فأعتقد أنه لن ينتهي، ويعاني الأهالي من انتشار عربات الكسح التي تعمل بشكل عشوائي ولا تخضع لأي جهات رقابية وتقوم بسحب مياه المجاري من المنازل لتقوم بإلقائها في وسط الطريق السريع أو في الترع والمصارف بما تحويه من ملوثات كثيرة وخطيرة وتتسبب في الأمراض الخطيرة، أخفها الفشل الكلوي، والأخطر أن عربات الكسح تقوم بتفريغ حمولتها في المصرف الخاص بالمدينة والذي يقع بالقرب من محطة المياه التي تغذي المدينة بمياه الشرب، وهذا يتكرر بشكل يومي وفي حالة اعتراض المواطنين يقوم العاملون على تلك العربات بالبلطجة عليهم.

أتمنى على رئيس الوزراء النشيط المحترم أن يشمل العياط بعين العطف (والعطف واحدة من قرى العياط الشهيرة)، وأن يوجه بضرورة إنهاء مشروع الصرف الصحي، ومن المشاكل الأخرى التي تعاني منها العياط بسبب تعطل إنهاء محطة الصرف الصحي هو الطرق غير المرصوفة والمدغدغة منذ عقود، وأيضا مشكلة تكدس الباعة الجائلين في كل مكان، خاصة في قلب المحطة وعند مزلقان السكة الحديد وفي حضن القطارات، ما يتسبب في العديد من الحوادث وفشل الأجهزة في إيجاد أماكن بديلة للباعة الجائلين والأسواق بعيدا عن السكة الحديد.

وتعاني العياط من ضمن ما تعاني من نقص كبير في عدد المدارس، مما أدى طبعا لتكدس التلاميذ في الفصول بسبب عدم إنشاء مدارس جديدة بمدينة العياط رغم توافر أراضى أملاك دولة يمكن البناء عليها، ناهيك عن مشكلة انتشار ظاهرة السرقة بالإكراه على رصيف السكة الحديد ليلا فى غياب شرطة ومباحث السكة الحديد، وتحتاج العياط أيضا لنفق صغير أو كوبري يربط شرقها بغربها بدل عبور مزلقان السكة الحديد وما يمثله من خطورة كبيرة وداهمة على الأرواح، ناهيك عن الزحام الشديد الذي يتسبب فيه والعشوائية شرقه وغربه.

ومازلت أناشد الدكتور مصطفى مدبولي المحترم واللي على إيده اتحلت مشاكل كتير وتم إنجاز عشرات المشروعات الضخمة في محافظات مصر المختلفة، أتمنى أن تشملوا مدينة العياط المسكينة برعايتكم، وأتمنى أن تبدأوا بإنهاء مشروع الصرف الصحي ثم بعد ذلك كل المشاكل تهون، وأختم ما سبق بالتنويه إلى أن العياط يا سادة يا كرام تضم في جنباتها وقراها قرية اللشت التي كانت تسمى في العصر الفرعوني (أثت تاوي) وكانت عاصمة لمصر في عصر الدولة الوسطى ومعناها القابضة على الأرضين، وهو مجمع مازال غامضا لوجود أكثر أسراره وكنوزه الأثرية مازالت مدفونة تحت الأرض التي يصفها الأثريون بالمنطقة البكر وتعتبر امتدادا لجبانة منف الأثرية الشهيرة، مرة أخيرة نداء وتمنٍ ورجاء أن تنال العياط بعض الاهتمام ومن يكفكف دموعها وينقذها من الإهمال، والله المستعان.