أفريقيا أول اهتماماتها.. كيف ساهمت الحرب في تأسيس منظمة اليونسكو

جهود متتالية بين أكثر من دولة حول العالم كان الدافع فيها ما خلفته الحرب العالمية الثانية والمخاوف من نشوب حرب أخرى دموية تشبهها، كان هذا هو السبب الرئيسي لتأسيس منظمة اليونسكو منذ 73 عاما، تحديدا في 16 نوفمبر عام 1945.

بدأ تفكير الدول المتضررة منالحرب العالمية في اعقابها، حيث عقدت حكومات البلدان الأوروبية التي كانت تواجه ألمانيا وحلفاؤها اجتماعا في انجلترا، في عام 1942، وكانت الحرب تقترب من نهايتها، لمباحثة كيفية بناء النظم التعليمية مرة أخرى، ولكن اتخذ المشروع بعدا آخر عالميا ولم يتقصر على مشاركة البلدان التي خاضت الحرب فقط.

اقترحت الدول خلال مؤتمر وزراء التحالف للتربية، الذي عقد في لندن من 1 إلى 16 نوفمبر 1945، التجهيز لمؤتمر للأمم المتحدة من أجل إنشاء منظمة تعني بالتربية والثقافة، وشارك فيه 40 بلد، بتشجيع من فرنسا وبريطانيا، البلدان اللذان عانا من الحروب، وفقًا للموقع الرسمي لليونسكو.

وقعت 37 دولة على الميثاق التأسيسي في نهاية المؤتمر، وكان بهدف تأسيس منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، شرط أن تحقق المنظمة الجدية "التضامن الفكري والمعنوي بين البشر" وتمنع نشوب حرب عالمية جديدة.

وأثرت بعض الأحداث التاريخية على اليونسكو، كالحرب الباردة، وانهيار الاتحاد السوفيتي، وحركات التحرر من الاستعمار، وأصبح الاتحاد السوفيتي عضوا في المنظمة في عام 1954 قبل أن يستبدل بالاتحاد الروسي في عام 1992.

وتعمل اليونسكو على إيجاد الشروط الملائمة لإطلاق حوار بين الثقافات والحضارات، تضمن التقيد بحقوق الإنسان والاحترام المتبادل، وتتمثل رسالة اليونسكو في الإسهام في بناء السلام، والقضاء على الفقر، وتحقيق التنمية المستدامة، وإقامة حوار بين الثقافات، من خلال التربية والعلوم والثقافة والاتصال والمعلومات.وتركز اليونسكو، بصفة خاصة، على أولويتين عامتين، هما إفريقيا والمساواة بين الجنسين.

كما أنها تعمل على تحقيق عدد من الأهداف الشاملة، وهي تأمين التعليم الجيد للجميع والتعلم مدى الحياة، وتسخير المعارف والسياسات العلمية لأغراض التنمية المستدامة، ومواجهة التحديات الاجتماعية والأخلاقية المستجدة، وتعزيز التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات وثقافة السلام.