الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية أوجوست مارييت..الفرنسي الذي أسس المتحف المصري ودفن به

عالم المصريات أوجوست
عالم المصريات أوجوست مارييت

حرفان بالإنجليزية متشابكان يعلوان جدران المتحف المصري وهما حرفي "AM" يوضعان داخل دائرة في أكثر من مكان، وهما اختصار لاسم Auguste Mariette، وأوجوست مارييت هو عالم الآثار والمصريات الفرنسي الذي أسس المتحف المصري في القرن الماضي.


يرصد "صدى البلد" في ذكرى افتتاح المتحف المصري الـ 116، السيرة الذاتية لعالم المصريات الفرنسي أوجوست مارييت، الذي ولد في 11 فبراير 1821، في مدينة بولوني سور مير الفرنسية، واسمه بالكامل أوجوست فردينان فرانسوا مارييت، وكان شغوفا بعلم الجيولوجيا والآثار، وتخصص في علم المصريات، وجاء موفدا إلى مصر في عام 1850 من قبل الحكومة الفرنسية، للبحث عن الآثار.


كان يعمل في التنقيب منفردا، فـ عكف على التنقيب في منطقة سقارة، حتى عثر على أعظم اكتشافاته، وهي مدافن العجول "السرابيوم"، وكان اكتشافه هذا بدون تعاون مع الحكومة المصرية، فنقل الكثير من اللوحات والعاديات إلى فرنسا لدراستها.


وكان "سيرابيوم سقارة" الذي اكتشفه من أهم المقابر التي بنيت في ممفيس، وهو يقع في مجمع مدافن العجل أبيس، وكانت هذه المدافن هي الأكثر قدما للعجول المقدسة والمحنطة، داخل نواويس (تابوت حجري)، ويرجع تاريخها إلى عهد امنحتب الثالث، وكان عمل أوجوست منفردا هكذا لفترة طويلة حتى عينه سعيد باشا، مأمورًا لأعمال العاديات بمصر.


كان أوجوست ينقب عن الآثار والمخطوطات ويتم نقلها إلى مخازن مخصصة ببولاق، وبعد وفاة سعيد باشا، أمر الخديوي، أوجوست بضرورة الاعتناء بهذه القطع الأثرية وأمره بإصلاح مخازن بولاق وتوسيعها، وهذا ما نفذه أوجوست بالفعل وافتتح متحف بولاق في حفلة رسمية في 18 أكتوبر 1863.


كانت دار العاديات (وزارة الآثار حليا) في تقدم مستمر طوال فترة إدارة أوجوست، الذي لاقى دعما من الخديوي واهتمام كبير بالآثار، وكان المسئول عن جمع هذه القطع لتعرض في متحف مخصص لها تنافس به مصر اللوفر الفرنسي.

ظل أوجوست مثابرا أكثر من 10 أعوام في جمع وتسجيل هذه القطع الأثرية، وكان في رحلة من مصر إلى فرنسا لزيارة موطنه، وهو في طريقه اشتد المرض به خلال وجوده في إيطاليا وعلم أنها ربما تكون نهايته فأمر بالرجوع إلى مصر مرة أخرى ليموت ويدفن بها.



مات مارييت في عام 1881، ونقلت القطع الأثرية من متحف بولاق إلى متحف بالجيزة سنة 1891، ثم انتقلت مرة أخرى بجوار قصر النيل سنة 1902، وهو المكان الحالي، وتم نقل جثمان مارييت باشا في عام 1906 ليدفن في ناووس، وهو تابوت بحجم الإنسان ويُصنع من الحجر وله غطاء حجري أيضا، ودفن بمدخل المتحف المصري تكريما له ولجهوده.

نُقل جثمانه في عام 1906 في احتفال ضخم، كان بحضور الشعراء والأدباء والمثقفين والوزراء، وأنشئت المقبرة له خصيصا، ويحيطه تماثيل لعلماء المصريات الكبار الأجانب والمصريين، وكتب على مقبرته "إلى مارييت باشا، مصر تهدي هذا البناء اعترافا بجميله".