الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفلسفة في صناعة السعادة


الحياة فى عالمنا البشرى مليئة بالتفاصيل الكثيرة، وأكثر هذه التفاصيل، صراع اللا معقول، فالجميع يتصارعون من أجل السراب الذين يعتقدون أنه سر السعادة، مع أن السعادة تكمن فى القناعة المرتبطة بكل شىء، سواء كان هذا الشىء ماديا أو معنويا.

السعادة المنشودة للفرد والمجتمع تحتاج للتعب والجد والإجتهاد ولا تحتاج الى الصراع الشخصى أو الصراع المجتمعى ولا تحتاج النظر تحت أقدام الحفاة , الذين لا يمتلكون فى حياتهم إلا ألسنتهم وقلوبهم المريضة وعقولهم الخاوية على عروشها، من أجل تبرير نجاح الآخرين بالمنطق المخالف , لذلك يجب أن يعى الجميع أن السعادة لا تحتاج كلام ولا تحتاج مبرات ولا تحتاج كسل وخمول ولكنها تحتاج الى فعل ورد فعل حقيقى ومحترم وتحتاج الى إستخدام المعطيات الحقيقية للوصول الى نتائج السعادة، وتحتاج الى العمل والمثابرة وسهر الليالى، وتحتاج الى نشاط دائم ومستمر لإنجاز المهام الحقيقية المحترمة فى عالم ملىء بالفراغ والهذيان.

دخول الجنة لا يمكن أن يأتى بالتمنى فقط، ولكن يأتى بالعمل وإتقان فن الحياة الصحيحة، لذلك فإن أى نتيجة لها أسس ومعطيات ودوافع وحقائق وثوابت يجب أن توضع فى الحسبان دائما وأبدا، فالسعادة لا تأتى إلا بعد الشعور بالحزن، كما أن الشعور بالراحة لا يمكن ان يشعر به الإنسان إلا بعد الشعور بالتعب، فبالتضاد تظهر الأشياء ونقائض الأشياء نعمة من الله عز وجل حتى نميز ما بين الجميل والقبيح، حينها نسعى الى الجمال ونرفض القبح.

والسعادة كلمة قد يراها البعض بسيطة وقد يسعى إليها الإنسان دون إمكانيات، وفى هذه الحالة ستكون النتيجة عكسية، فالأشياء جميعها توزن بميزان الذهب فى عالم يحتاج الى التدقيق والإملاء والفحص المستمر للذات فى داخلها وخارجها، فى عالم يفتقد الى الإنسانية الحقيقية ويفتقد الى صفات أخرى كثيرة تحتاج منا أن نصلحها أثناء المرور فى الطريق ونحن سائرون، فالإصلاح دائما يأتى بالتوازى مع باقى الأعمال , ويأتى مع صفات ودوافع أخرى أكثر جمالا تصل بنا الى السعادة الحقيقية.

وقد تكون السعادة فى القناعة الدائمة بما قسمة الله عز وجل من معطيات ودوافع وإمكانيات , فقد تصل الإمكانيات الضئيلة بصاحبها الى سعادة أكثر ألف مرة من سعادة صاحب الإمكانيات والدوافع الكبيرة والكثيرة , فالبشر مقسم أرزاقهم من عند الله والسعادة رزق لكل منا نصيب فيها باختلاف المقادير.

ياسادة ... من ينشد السعادة عليه أن يستغل وقته جيدا من أجل الحفاظ على نفسه وأبنائه ومجتمعه وأن يقرر أن يحيا فى سلام إجتماعى بعيدا عن الصراعات المفتعلة دون سبب ودون قصد وبقصد , حينها سيشعر بالسعادة لأنه سيمتلك زمام وأمور ومفاهيم حياته الكبيرة فى العالم الصغير، الذى لا يحتاج منا إلا العمل والجد والمثابرة .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط