الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المؤتمرات الدولية.. نافذة على العالم.. !!




استضافُتْ مصرُ هذا العام عددًا كبيرًا من "المؤتمرات الدولية"، وكأنها تودُ لو تفتحُ ذراعيها إلى العالم.. تنفتحُ على مختلف التجارب والأفكار.. وتُبدي شغفًا بالاطلاع على كل ما هو جديد والاستفادة منه.. كما يعكسُ حرص مختلف الدول على تلبية الدعوة للمشاركة في تلك المؤتمرات، فضولُ العالم للاقتراب من التجربة المصرية عن كثبْ.. وفهمها.. واستيعابِ كيف يمكن لوطنٍ أن يمضي بهذا الاتزان فوق حبلٍ مهتز، ليعبر إلى بر النجاة فوق هوةٍ لا قرار لها.

تُطالع عزيزي القارئ هذا المقالُ، عقب يومٍ من ختام مؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي، الذي استضافته مصر على مدار نحو أسبوعين، لتقود صياغة رؤية دولية للحفاظ على التوازن البيئي والحد من التأثيرات السلبية لتغير المناخ.. كذلك مع قرب انتهاء العد التنازلي لإطلاق النسخة الوطنية الأولى للمعرض الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية "إيديكس 2018" الذي يدعمُ مكانة مصر بين الدول الرائدة في مجال التسليح والصناعات العسكرية والدفاعية.. وقبل أن ينتهي العام تحتضن مصر النسخة الثالثة من مؤتمر "أفريقيا 2018" لتعزيز الاستثمارات البينية الأفريقية، التي تكتسب أهمية هذا العام في ظل تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي لعام 2019.

المتابعُ الجيد للمؤتمرات التي تستضيفها مصر، من حيث المحاور التي توضعُ على أجندتها، والمناقشات التي تضُج بها جلساتها، والتوصياتُ التي تسفر عنها.. يُدركُ أن هذا "الكمُ" الكبير الملحوظ منها، يوازيه في الكفة الأخرى ثراءٌ في "الكيف".. فتلك المؤتمراتُ تجعلُ من مصر قبلةً للعديد من المسئولين والخبراء في شتى القطاعات والمجالات، كما تجعلُ أنظارَ وسائل الإعلام وعدساتها تتجهُ إلى بلادنا لتصبح في دائرة الضوء والاهتمام العالمي.. وربما ما يثير الاعجاب هو الحرصُ على متابعة تنفيذ التوصيات التي تخرج بها تلك المؤتمرات كي لا تظل مجرد حبرٍ على ورق.

وعلى الجانب الآخر، تحافظُ مصرُ على موضع قدم في كافة المؤتمرات الدولية، ومستوىً عالٍ من التمثيل الرسمي والتكنوقراطي، فكما أنها حريصةُ على استقطاب ممثلي دول العالم لتبادل الرؤى والأفكار والخبرات، فإنها تُبدي استعدادًا للذهاب إلى آخر العالم، لاطلاع الجميع على التجربة المصرية.. ولعل التحية واجبة للجنود المجهولة التي تتحمل مسئولية تنظيم المؤتمرات التي تحتضنها مصر، وخروجها بهذه الصورة المشرفة، وكذا لوزارة الخارجية المصرية التي تمارس دورها في "دبلوماسية المؤتمرات" لدفع مشاركة مصر في المحافل الدولية ولتبوء مكانتها الفاعلة والمؤثرة، والخروجُ من دائرة القضايا المحلية والإقليمية الضيقة، إلى دائرة أرحب تتعلق بالقضايا الإنسانية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط