الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القصة الكاملة في سوريا


لا تزال فصول المأساة السورية تتوالى.. فالغنيمة ضخمة والذئاب كثر.. يخطئ من يتصور أن الأزمة السياسية والانسانية انتهت في دمشق بعد 7 سنوات من ثورة مدنية – مسلحة ضد نظام بشار الأسد.

صحيح أن المعارك في سوريا قاربت على الانتهاء ولم تعد هناك سوى جيوب صغيرة في إدلب وغيرها.. التي لا يزال يتواجد فيها بعض الثوار وكثير من الإرهابيين والدواعش.

لكن أهم من الحرب ما بعد الحرب ذاتها.. من يفوز ومن يخسر؟ من يأخذ ثمن وقفته ومن ينهب مكان بقائه؟

القضية ليست لغزًا ولكنها واقع السياسة والحرب معًا.

في سوريا الأزمة تبدأ من جديد الآن.

فهناك قوات ودول وأجهزة استخبارات نزلت بقضها وقضيضها إلى سوريا على مدى السنوات الماضية.

إيران دخلت واكتسحت.. أمريكا دخلت وكونت لها كتائب وقوات تتبعها هى قوات سوريا الديمقراطية.. قطر دخلت ودعمت جهات إرهابية ومتطرفة من النصرة للقاعدة لأحرار الشام إلى غيرهم.

تركيا دخلت وضربت واستباحت سيادة سوريا وغيرها وغيرها.

روسيا دخلت وقامت بإنشاء قواعد عسكرية عتيدة واتفاقات تجارية واقتصادية تمتد سنين.

كل هذه الذئاب دخلت سوريا وأكلت وشربت على حساب ما يزيد على نصف مليون سوري راحوا ضحية لمحرقة وعلى حساب ما لا يقل عن 6 ملايين هجروا خارج سوريا وبلد تم تدمير ثلثي مبانيه ومؤسساته على الأقل.

وفي اللحظة الراهنة وبعد استكمال الانتصار في سوريا عبر مجازر عدة في خان شيخون والغوطة وحلب. فإن الجميع يرون الآن أنهم شاركوا في النصر وأنهم كلهم ساندوا بشار الأسد حتى عاد للوقوف على قدميه مرة ثانية.

المطلوب في اللحظة، أن يتم توزيع الكعكة بعدل. هذا أقل ما نطلبه كعرب وعلى الجامعة العربية المريضة أن تتحرك.. فلا يعقل أن تذهب سوريا كاملة للروس والإيرانيين والأتراك وقت الحرب ووقت السلم أيضا.

لابد من مشروع سياسي والبحث عن إطار سياسي عربي للحديث في المستقبل.. سواء كان دستورا جديدا لسوريا أو انتخابات رئاسية.. والبحث عن ضمانات للاجئين والمشاركة في عقود إعادة الإعمار الهائلة. سوريا لا تخص إيران أو تركيا أو روسيا.. سوريا قطعة عربية والتصرف السياسي معها وتجميد عضويتها في عز معمعة الثورة السورية كان هدية من ذهب للروس والأتراك والإيرانيين لأنهم استفردوا بها ولم يعد من حق أي دبلوماسي عربي أن يدخل سوريا أو يتحدث عما يتم فيها.

سوريا الآن بحاجة إلى عودة عربية كاملة إليها والتصدي لمخططات طهران وأنقرة بعدما قاربت الحرب أن تضع أوزارها. وأعتقد أننا كعرب لا نريد أن يستكمل الملالي مخططه في الهلال الشيعي ويصل للمتوسط.

أو أن تأخذ تركيا الشمال السوري وتستقر فيه.. أو أن تفرد روسيا سيطرتها بهذه الشكل الفج من خلال قواعد عسكرية وأنظمة عسكرية ودفاعية.. أو تتواجد واشنطن بقوات مأجورة.

انقذوا سوريا الآن وقت السلم وكفاكم ما ضاع وقت الثورة والتصفية والحرب.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط