الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

8 سنوات في الفوضى والحروب الأهلية


لم أقتنع أبدا أنه كانت هناك ثورات للربيع العربي في أي من مصر أو ليبيا أو تونس أو سوريا أو اليمن.. ومنذ اللحظات الأولى كنت أرى أنها "هبّات فوضوية" خطط لها بعناية وانساقت وراءها جماهير عربية غاضبة. لكنها ليست ثورات ولا تمت للثورات بصلة.

وبدون أن ندخل في جدال لفظي او سياسي فإن كل النتائج التي تمخضت عنها كل هذه الثورات المزعومة. تؤكد بوضوح تام أنها كانت أعمال فوضى على أوسع نطاق سواء من جانب المغمورين والعملاء والدهماء والسذج الذين خرجوا فيها. او من جانب الذين تصدوا لبلورة نتائج هذه الثورات على الأرض.

وبإخراج مصر من المعادلة ومن الموضوع. والتي استطاعت سريعًا أن تستعيد استقرارها. فإن نتيجة هذه الثورة في سوريا كانت مذبحة إنسانية ونكسة سياسية بكل ما تعنيبه الكلمة من معنى وربما أكثر.

وكانت نتيجة الثورة في ليبيا نظام إرهابي يتصدر الصورة. ونظام عسكري يحاول أن يسيطر ويستعيد ليبيا من أيدي الإخوان الإرهابيين.

وفي اليمن لم تكن النتيجة بأحسن من سابقتيها. فقد دخل اليمن في حرب أهلية رهيبة بين الحوثيين وبين الشرعية اليمنية بعد تسوية سياسية تأخرت سنوات ثم اتبعتها حرب اهلية منذ سنوات أيضا!

أما تونس فالأحوال ليست سعيدة على الإطلاق. والأوضاع فيها تكاد تتأجج من جديد. بسبب الفقر وتدني الأوضاع الاقتصادية. فتونس لم تتقدم للأمام اطلاقا خلال السنوات الماضية.

نعود للأصل وبالنظر إلى أوضاع هذه البلدان التي شهدت ثورات الفوضى نجد أنها دفعت ثمنًا فادحًا لكي تنال شيئا وهميًا.

وعلى الأرض لم تشهد هذه البلدان تغييرات سياسية حادة أو أوضاع اقتصادية مميزة تخرج هذه البلدان اليمن وليبيا وتونس وسوريا من الأوضاع التي كانت بها.

كما أنه بالنظر إلى تعاطي العالم الخارجي مع هذه الثورات فقد كان رهيبًا ومقيتا وفرصة له للدخول والتغول في شؤونها.

فسوريا شهدت دخول قوات روسية وتركية وإيرانية وتحالف دولي وتم انتهاك سيادتها بأوسع السبل. واليمن دخله التحالف العربي ودخلته قطر و إيران. وليبيا كل أجهزة الاستخبارات أصبحت تعبث فيها.

النتائج مأساوية فعلا والشعوب العربية في هذه الدول. هى التي دفعت ثمن ما قيل ظلمًا وعدوانًا وجهلًا أنها ثورات.

.. ويسألونك عن المؤامرة في هذه الثورات فهى أوضح من أن تُنكر أو تكذب. فإن بعض التهييج الإعلامي والتحريض السافر لوحده كان مددا هائلا لهذه العناصر للاستمرار في الميادين.

واليوم وفي شهر يناير البائس لابد للشعوب التي شهدت هذه الهبات الفوضوية أن تتصارح. حول ما كان وما تم وتعلم أن استقرار الأوطان ضمانة أساسية للاستمرار وأن الثورات لا يمكن أبدا ان تكون موجهة من الخارج.

بالطبع هذا الحديث لن يعجب الواهمين والحالمين والمخادعين لكنها الحقيقة دون رتوش.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط