الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمجد المصرى يكتب: حديث الشارع السكندرى

صدى البلد

صيحات غاضبة وأصوات تتعالى منذ يومين فى مدينتى الساحلية عروس البحر ومهد السياسة والفن والفكر عبر التاريخ بعد حضور محافظ الإسكندرية لأحد مؤتمرات حزب مستقبل وطن بإحدى القاعات الكبرى فى المحافظة..!!

يرى الغاضبون أن المحافظ لم يحضر حفلًا أو فعالية عامة يقيمها الحزب وإنما كان الأمر مجرد مؤتمر تنظيمى لأعضاء وقيادات ونواب الحزب فلماذا تواجد المحافظ ..!!

والسؤال الآن .. ولماذا لا؟؟

بهدوء وبعيدًا عن الهوى والمصلحة وفى عالم لا يعترف إلا بالواقعية وصوت الأرض أتساءل: ولماذا لا يحضر  المحافظ لهذا المؤتمر ليس بصفته عضوًا فى الحزب ولكن بصفته المسئول السياسى الأول فى المحافظة والمنوط به أو الموكل إليه من القيادة العليا للبلاد متابعة الحالة السياسية فى محافظته، خاصة حين تكون الدعوة من حزب كبير يستحوذ على نسبة عالية من نواب برلمان مصر وله فى الإسكندرية تحديدًا نصيب الأسد فى التمثيل البرلمانى الحزبى تحت القبة .. فلماذا لا ..!!

يرى البعض أن المحافظ لم يسبق له حضور أي مؤتمر أو فعالية لحزب آخر من قبل وبالتالى فلماذا يحضر مع مستقبل وطن ؟؟ والإجابة ببساطة وواقعية: وهل سبق ووجه أحد الأحزاب الممثلة بأمانات على أرض الإسكندرية دعوة مماثلة للمحافظ الحالى الذى لم يمر على تعيينه سوى بضع شهور ولم يستجب لها .. أعتقد أن أحدهم لم يفعل وبالتالى لا وجود هنا لدعوى التحيز لصالح حزب بعينه وإنما هو استجابة من رجل السياسه الأول فى المحافظة لدعوة من حزب كبير ومبادرة جيدة منه ربما تتكرر كثيرًا في المستقبل مع باقى الأحزاب فى مسعى محمود لتنشيط العمل الحزبى الجاد والواقعى على أرض الإسكندرية وفى توقيت نطالب جميعًا فيه بعودة دعم الدولة للأحزاب ومنحها قبلة الحياة لتعود الحياة الحزبية داعمة للوطن ولتصبح الأحزاب مكانًا آمنًا لممارسة العمل السياسى من جديد ...!!

من وجهة نظر بعض الغاضبين أن حضور المحافظ لمؤتمر حزب معين يعطى دلالة على أن هذا الحزب مدعوم من الدولة ويشجع الآخرين على الانضمام له وهنا نقول: وهل الصحيح فى علم السياسة أن الناس تنضم للأحزاب لمجرد دعم الدولة لها أو رضاها عنها ؟؟ أعتقد أن هذا مخالف لكل فرضيات علم السياسة فالانضمام للأحزاب يفترض أن يقوم على الاقتناع الكامل ببرامجها وأيدلوجياتها وأشخاصها القائمين عليها وحتى وإن كان هذا مثاليًا بعض الشىء ولا بنطبق على تجربتنا الحزبية الناشئة بعد 2011 فلا مانع من وجود حزب كبير يقود الحراك ويجذب اليه الأغلبية العازفة عن المشاركة لحين تعافى بقية الأحزاب أو اندماجها ليصبح لدينا بعضًا من القوى السياسية المتكافئة أو حتى القادرة على جذب الأشخاص إليها .. ولكن أن يترك الأمر هكذا فهو نوع من الاستمرار فى الحالة التى غرقنا فيها طوال سنواتنا الفائتة حتى نسى الناس فى مصر أن هناك شيئًا اسمه أحزاب سياسية.

وجهة نظر قد تغضب البعض ولكنها الواقعية السياسية تقتضى أن نقول ذلك فما لا يُدرك كله لا يُترك كله ... لعله خير وفى انتظار فعاليات مماثلة لبقية الأحزاب المحترمة ذات القوة والتأثير فى المجتمع ولنرى هل سيتواجد فيها المحافظ أم لا إذا تمت دعوته ..!!