الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تقاليد الولادة والوفاة حول العالم


تشير الاحصاءات إلى أنه في كل دقيقة يولد 250 طفلا، وفي المقابل يموت 105 أشخاص حول العالم، ولا تمر أي من هاتين المناسبتين على بيت دون طقوس وشعائر تختلف من بلد إلى آخر بشكل لافت.

ولادة طفل جديد تعتبر حدثا مهما لأبويه وللعائلة، لأنه يمثل عامل ربط إضافي بين الزوجين، كما يعني للعائلة اتساعها وإضافة رقم جديد في صلات القربى بين أعضائها، لذا يحتفل الأبوان والأقارب بهذا الحدث.. وعند حدوث وفاة تجتمع العائلة والأصدقاء مرة أخرى لمراسم الدفن والعزاء، ولكن بطقوس ومشاعر مختلفة..

سنعرض أمثلة لطقوس الولادة والوفاة في عدد من مناطق العالم، ونرى كيف أن بعضها منطقي وبعضها لا يصدقه عقل، خصوصا هؤلاء اللذين يعاملون الطفل كأنه إله نزل من الجنة، أو اللذين يجلسون الميت في السرادق ليتلقى العزاء بنفسه!.

وتلك حكمة أرادها الخالق سبحانه وتعالى في اختلاف خلقه "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين" (هود 118)..

بشكل عام، كل الشعوب تتحاشى الاحتفال في اليوم الأول للولادة، لخوفهم على سير العملية وصحة كل من الأم والمولود، ولأن الأم نفسها لا تكون في وضع يسمح لها بالمشاركة أو الإعداد لاحتفال، لذا اختار بعضهم اليوم السابع، واختار آخرون أياما غيره مثل اليوم 8 و11 و21 و30 و40.. دون تفسير واضح لأي منها.

عند المسلمين سنة نبوية تعرف بالعقيقة، وهي وليمة أو ذبيحة تذبح في اليوم السابع أو بعده، ويوزع منها على الفقراء.. وفي تركيا، إضافة إلى العقيقة، يرش الدقيق على جبهة الطفل وحاجبيه في اليوم 21.

وفي مصر، من لا تسمح له ظروفه بشراء ذبيحة يكتفي بحفلة "السبوع"، وهي عادة قديمة توزع فيها الحلوى ويقوم البعض بالغناء ودق الهون ومرجحة الطفل في غربال أو قطعة قماش ورش خليط من الحبوب يسمى "البسلة" رمزا للبركة، وإن تراجعت هذه العادة مؤخرا، واستبدلت بالتورتة (أو الكيك) والمشروبات.

في الديانة المسيحية يتم تعميد الطفل، وذلك بسكب الماء عليه أو تغطيسه جزئيا أو كليا فيها، ليتخلص من خطيئة آدم وحواء ويكون مسيحيا وتابعا للمسيح إلى الأبد، وهي سر من الأسرار المقدسة في الكنيسة ويتم هذا غالبا عند اليوم 40 للذكر و80 للأنثى بإشراف كاهن في الكنيسة.

وعند اليهود يقام الحفل في اليوم الثامن، تنصب فيه الموائد وتقام الصلوات ويختن الذكور.

في الهند يقام الاحتفال في اليوم الحادي عشر لاختيار الاسم وترديده في الأذن اليمنى للطفل في حضور رجل دين هندوسي، وفي عيد الميلاد الأول يقام احتفال آخر تتم فيه حلاقة شعر الرأس وثقب الأذن.

في شرق آسيا (الصين وما حولها) يتم الاحتفال بعد مرور شهر، والحكمة في ذلك تعافي الأم وخوفهم من نسبة وفاة المواليد التي تكثر في الشهر الأول، وفي اليابان تمكث الأم في بيت والدها لتستريح ويتوافد عليها الأصدقاء بالهدايا هناك.

وفي منطقة بالي الهندوسية ممارسة غريبة، حيث تغسل المشيمة وتلف بقماش أبيض وتدفن بجوار المنزل، والمولود يعامل معاملة الآلهة باعتبار أنه نزل من الجنة وتمنع أقدامه من لمس الأرض لمدة سبعة أشهر، بعدها يبدأ بالمشي ويكتسب الطبيعة البشرية.

ومثلما اختلفت طقوس الاحتفال بالمواليد، تختلفت كذلك طقوس الدفن والعزاء من بلد إلى آخر. وهذه أمثلة:

عند المسلمين يكرم الميت بالغسل والكفن والصلاة عليه وتشييعه في موكب يخيم عليه الحزن والوقار، ويدفن في قبر ورأسه تجاه القبلة، وعند فرقة البهائيين توضع قدماه اتجاه القبلة.

وعند المسيحيين عموما يغسل جسد الميت ويلبس أفضل الملابس ويعطر ويوارى في تابوت، وفي الدول الغربية يتبرع البعض بجثته لنقل الأعضاء، وبعض الكنائس هناك تسمح بحرق الجثة.

ولليهود طقوس دفن معقدة من حيث الصلوات والحركات، ويدفن الميت وقدماه باتجاه بيت المقدس، ونظرا لضيق المساحة في إسرائيل، أحيانا يتم الدفن في طاقات متعددة الطوابق تحت الأرض.

أما الهندوس فأكثرهم يحرقون الجثث ويرشون رمادها في الأنهار، وبعضهم يلقيها على الجبال لتأكلها الحيوانات المفترسة والطيور الجارحة، ويحدث ذلك أيضا في منغوليا والتبت!.

ومن العادات الغريبة عند بعض الأفارقة احتفاظهم بجمجمة الميت في البيت، والأكثر غرابة أن بعض قبائل الفلبين تلبس الميت ملابس فخمة وتطوف به الشوارع، ويجلسوه على رأس السرادق ليتلقى العزاء بنفسه!.

وهناك حالات قانونية متفق عليها دوليا.. ففي أعالي البحار يسمح القانون الدولي لقبطان السفينة بأن يضع الميت في كيس ومعه أثقال ويلقيه في البحر، كما أن أعدادا كبيرة من الجثث ترسل إلى كليات الطب في كل الدول لتعليم الطلاب دروس التشريح دون أن تجرى لها مراسم، خصوصا أن معظمها يكون مجهول الهوية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط