الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يسري محمد يكتب: الوالدان وعلاج عقوق أولادهما

صدى البلد

أن العقوق بشموله واشكاله المتعددة داء لابد له من دواء المهم حسن التوصيف بعيدا عن التعقيد اللفظى وتهويل الأمور وكأنه لاحل وهذا فى نظرى من ضمن أخطاء البعض وعليه فأن اليسر فى التوجيه بداية مهمة فى تحديد العلاج لهذا الداء وعليه فأن العلاج يتكون من عدة خطوات عملية ..

أولا دعوة مع كل سجدة

أن هذا المشروع من عوامل الصلاح حتما فاقرب ما يكون العبد الى ربه فالمرء الذى يسجد لربه يوميا ويتضرع اليه أن يهدى له اولاده ويجعلهم صالحين لهو جدير بالاحترام والتقدير وهو فى ذاته والد يعى ما عليه وواجباته تجاه اولاده وان الامر ليس انفاق اموال فقط للاكل والملبس والحياة لكن حياة شمولية متابعة ومراقبة وانفاق ودعة وفضفضة ورفيق طريق. 

والجميل فى هذه النقطة أن الاب هو المستفيد منها فصلاح حال الابن فى دنياه يجعله صالحا ومن ثم فيكون من عوامل الراحة والنعيم والوالد فى قبره فلا ينقطع عمله كما قال النبى - صلى الله عليه وسلم -  " او ولد صالح يدعو له " فتلك معادلة علاجية اثارها فى الدنيا ممتد صلاحها ايضا بعد رحيل الوالد ..

ثانيا الوثام الزوجى

أن العقوق لا يفرق بين اب وام ولا من شاب او فتاة لانه غير مقيد النوع او السن وعليه فأن الاتفاق البيتى الزواجى بين الزوجين على طريقة محددة لتربية الابناء وعقد العزم على مسار تربوى صالح له اضلاع واطروحات وافكار وتدريب.

كل هذا من مقومات زوال هذه الافة من الابناء عاجلا او أجلا حتى أن ظهرت بدايتها بالتافف فانها لاتلبس ان تزول ويعود الابن الى حضنه والديه نادما بفضل فهم الوالدين للتربية وعملهم على اظهار كل ما يشجع الابناء على البر من خلال الحب والوئام بينهم والتوافق الشامل فهذا الحب نتاجه استقرار نفسى للاولاد وراحة بال للاباء.

ثالثا الإحاطة العاطفية

أن الاحاطة العاطفية هى سيل من الحب والحنان ينهمر على الابناء من قبل الاباء بداعى أو بدون بسبب أو بدون فهاذ من اسرار التربية القويمة وتكوين الشخصية الناجحة وتجعل مراحل التربية للطفل منذ البداية صحيحة وسليمة ، فلا يكون من الابن أمام هذه العاطفة الا الاستقامة ومبادلة الحب بالانصياع والتوقير والعزم على عدم العصيان أو أحداث اى شئ يغضب ابائهم المهم فى ذلك أن لا يتصنع الاباء هذا الامر لان الحب خصوصا اذا تصنعه صاحبه فأنه يظهر ويكشف ومن السهل أن يعرف الابناء ذلك فلا نجد اثرا طيبا او انصياعا ومبادلة لهذه العاطفة.

رابعا التواصل المستمر بين البيت والمدرسة

قلنا ان المدرسة هى المحضن الثانى بعد البيت وعليه فأن حتمية التواصل بينهم امر لا مفر منه والوالد والمدرس هما المنبع الذى يستقى منه الابناء كل ماهو مفيد وقيم فلاعنف هنا او هناك لذلك فالتواصل بين الاب ومدرسة ولده ادارة ومعلمين غاية فى الخطورة فقد يكون هناك تقصير فى البيت فيجبره المدرس وهكذا المهم هو ان تتضافر الجهود بشكل احترافى كله حرص على اخلاق الابن بعيدا عن الروتين ومرارة الواجب فالجميع مستفيد من صلاح الابناء وايضا الكل متضرر من انتشار مفاسد الأخلاق وفى القلب منها العقوق.

خامسا فن الحوار

أن العقوق دوما مايظهر فى منطقة الوجه سواء اللسان او العين فقد يامر الأب ابنه بامر فيرد الابن بعقوق اما برفض الامر او الجدال واحيانا الصوت العالى وهذه منطقة اللسان ، او العين فقد يرفض الابن كلام ابيه فيعرض عينه عنه او يحتد فى النظر بشكل عنيف وعليه فأن الاب معنى أن يتعلم فن الحوار مع اولاده حتى يزيل عنهم اى شبهات ويدرك معنى أن يقنع الابن بما يريده فلا يظل يامر فقط وينهى دون جدال او نقاش بل فوائد النقاش تريح بال الابن فيجد امامه ابا عملاقا قادرا على اكتشاف ماتقوله عين الابن وما ينتوى قوله ولا يجهر به وكل هذه الامور مهمة عموما فى الحياة فمابلنا بالتربية الموجهة لاولادنا الذين هم فلذات اكبادنا .

ختاما ..

نحن نجتهد أن نضع ايدينا على كل مواطن الظواهر الغريبة والمرفوضة التى يعانى منها الابناء املا وسعيا فى علاجها ليظل البيت فى حالة استقرار وسعادة وبلا مشكلات تؤثر على رسالته فى تنشئة جيل صحيح العبادة سليم العقيدة.