الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أولى ثانوى.. الامتحانات انتهت والأزمة مستمرة


بعد مُعاناة استمرت أسبوعين، أثارت استياء الطلاب وأولياء الأمور، انتهى اليوم ماراثون الصف الأول الثانوى، بتأدية الامتحان فى مادة اللغة الانجليزية، وهى المادة المؤجلة، بسبب أحوال الطقس.
كان سبب الاستياء، بين أولياء الأمور، والطلاب، هو اعتماد وزارة التربية والتعليم، لنظام امتحان جديد، يسمى بالنظام الإلكترونى، معتمدًا على استخدام الكمبيوتر اللوحى "التابلت"، فى إطار تجربة الوزارة، ما تسميه تطوير العملية التعليمية.
ورغم عدم ثبات نجاح التجربة، إلا أن تصريحات تبدو هنا، أو هناك، من جانب مسئولين عن التطوير المزعوم، تقول بأن المنظومة الجديدة نجحت بشكل كامل، وأنها جاءت بنتائج إيجابية، لصالح التعليم والطلاب، وهى التصريحات التى خرجت دون أن يتحمل أى مسئول بالوزارة مسئوليتها، ولكنها تم تداولها عبر وسائل الإعلام من باب "قالت وأكدت مصادر"، وهى فى مهنة الصحافة والإعلام، تعنى عدم المصداقية، نظرًا لأنها غير منسوبة لمصدر تمت تسميته.

وبعيدًا عن تلك التصريحات، التى من المؤكد أنها تعقبها تصريحات أخرى متوقعة، خلال الساعات أو الأيام القليلة القادمة، على لسان مسئولين بالوزارة، فإنها تأتى –عندى– من باب عدم المكاشفة، وإيحاء الرأى العام، بأن التجربة نجحت، وأن كل ما قيل بشأن عدم إتمامها، ما هو إلا محاولات تثبيط، وادعاءات لا صحة لها.

التجربة، والواقع، ومعايشة الطلاب، أكدت جميعها أن الامتحان الالكترونى، أو كما يحب مسئولو التعليم تسميته، لم ينجح ولم يصل إلى جميع الطلاب، خاصة فى ظل استثناء عدد من المدارس منه، والاعتماد على الامتحان الورقى، وهو الأسلوب التقليدى الذى أدى طلاب 500 مدرسة الامتحان على طريقته، مما يعنى عدم تدربهم على نظام التابلت، وعدم نجاح المنظومة، على عكس ما خرجت بعض التصريحات التى توحى بنجاحه.
حتى الآن لم تعلن وزارة التربية والتعليم، وذلك من باب المكابرة أيضًا، والإصرار على استكمال منظومة، لم تكتمل مقومات نجاحها، عن طريقة التعامل مع نظام الثانوية العامة، الذى يُعد النقطة المفصلية فى عملية التطوير المستهدف.
وهنا تثار عدة تساؤلات، منها الموقف من الطلاب، الذين ينتقلون إلى الصف الثانى، وكيفية التعامل معهم ما بين نظام ورقى تقليدى، أو تابلت مستحدث، وهل يكون مجموع الثانوية العامة، تراكميًا على الصفين الثانى والثالث، أم يكون على السنة الثالثة فقط، مع استكمال التطوير المزعوم مع الطلاب فى السنة الثانية.

الخلاصة، أنه إذا كانت امتحانات الصف الأول الثانوى، قد انتهت اليوم، إلا أن الأزمة مازالت مستمرة، ولم تتضح معالمها، وهو ما يفرض على د. طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، الخروج على الرأى العام، ومصارحته بأن التجربة فى حاجة إلى استكمال، وأنه لا يجب الاستمرار فى معاناة الطلاب، فى عام قادم تحت مزاعم استكمال المنظومة.

وحتى لا يكون الكلام مرسلاً، أو يصنفه السادة المسئولون بوزارة التربية والتعليم، على أنه هجوم غير مبرر، أو ادعاء على غير الحقيقة، نقترح هنا أن تقوم الوزارة باستكمال التجربة مع الصف الأول الثانوى للعام القادم، أى على المنتقلين من الشهادة الاعدادية، دون أن تستمر الوزارة فى الخطأ مع طلاب الصف الثانى، وهم الذين أدوا الامتحانات بنظام التابلت هذا العام، وأن يكون النظام المتبع بدءًا من الصف الثانى هو النظام القديم، حتى لا يتم إهدار حق الطلاب فى المعرفة، وكفى الوزارة تضييع عام من السلم التعليمى للطلاب، بسبب الربكة التى وضعتهم الوزارة فيها، وأصابتهم بالاحباط، ومعهم أولياء الأمور، حتى ضاعت عليهم السنة الدراسية.

الثانوية العامة مرحلة مصيرية، تحدد مستقبل الطلاب، ولاينبغى أن تخضع لتجارب، أثبت الواقع عدم نجاحها.

ونكرر القول، بأن التجارب الناجحة، غير قابلة للاستيراد، وأن التراجع عن تجربة ثبت فشل تطبيقها هو قمة النجاح.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط