الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ألم الفقدان


كأس يدور على الجميع دون استثناء، فمنا من يفقد أحد والديه، ومنا من يفقد رفيق الحياة، وآخرون يفقدون فلذات أكبادهم ، ويبقي الحزن وألم الفراق ملازمًا لكل منا بدرجات متفاوتة ، يقتل الحزن القلوب ، وتعجز بعض العقول علي استيعابه ، يصبر البعض والبعض الآخر يموت حيًا بعد موت الأحباب.

الموت فتنة قاسية وربما تكون أقسي من فتنة المال والسلطة، وخصوصًا عندما يكون المفقود محبوبًا من الآخرين، وقد يكون الموت مصدر سعادة للبعض عندما يكون المفقود ظالمًا أو جبارًا، فيرحم من حوله بموته.

من رحمة المولي عز وجل أن يمهد لبعض خلقه موت الأحباب، وذلك بالمرض الميؤس منه أو بمتابعة معاناة أحد الأشخاص، حتي نرضي بقضاء الله ونتقبل فراق من نحب رحمة به من العذاب الذي يحيا به في ظل مرضه، ولكن المصيبة الكبري والتي أصبحت منتشرة ونسمع عنها بين الحين والآخر، عندما نفقد أحد الأحباب فجأة وبدون مقدمات أو تمهيد كالموت نتيجة الحوادث المختلفة من حوادث السيارات أو الطائرات أو الغرق أو الحرق مثلا كما يحدث أحيانًا.

موت الفجأة يذهب العقل ، ويفقد بعض الناس القدرة علي استيعابه، فتخيل أن تفقد فلذة كبدك فجأة وبدون إنذار أو علامة تمهد لك الحدث لتتقبل، فتكون الفاجعة أكبر من القدرة علي التحمل وتظلم الحياة فجأة، لبعض الوقت وأحيانًا للأبد.

الإيمان هو السبيل الوحيد لتخطي تلك المحن بالغة الصعوبة، ولولاه لكفر البعض بالمولي عز وجل ، ولولاه لأسودت القلوب للأبد، فالموت من أشد الفتن التي تفقد العقل القدرة علي السيطرة علي النفس ، وتتردد التساؤلات التي لا نجد لها أي إجابة تطفيء النار ، لذلك أمرنا المولي عز وجل بالذكر والدعاء حتي نسترد الوعي والإيمان ، ونتذكر أننا كلنا بلا استثناء راحلون، ولكن يظل الموت والفقدان فتنة بيننا نتألم علي من سبقونا بالرحيل ، ليأتي من بعدنا فيتألمون برحيلنا، ويوصل كل منا الآخر حتي نجتمع جميعًا يومًا ما من جديد يوم تتبدل الأرض غير الأرض ، وننتقل من الحياة الدنيا الفانية إلي الحياة الأبدية الباقية .

فلنتذكر قول المولي عز وجل (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) ولندعوه أن يخفف ألم الفقدان ويرحمنا من فتنة الموت التي تذهب العقول.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط