الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الترند


موضة جديدة يتخذها البعض مصدرًا للشهرة السريعة التي لا معني لها وذلك باستخدام حدث ما أو موقف يتحول إلي حديث الجميع ، حتي ولو كان حديثًا تافهًا لا يفيد ولكنه يحدث بلبلة كبيرة في المجتمع ويثير مشاعر الآخرين وينقسم المتابعين له إلي مؤيد ومخالف وتتحول إلي مشادات كلامية بين الأطراف لا داعي لها ولا تفيد.

هكذا يستفيد بعض الباحثين عن الشهرة السريعة علي الرغم من أنني لا أجد من المنطق ما يجعل المرء ينال الشهرة بالسباب، أو بفعل مستفز يثير مشاعر من حوله بلا احتياج حقيقي له سوي مجرد ترديد إسم الراغب في الشهرة حتي ولو تحول الترديد إلي شتائم وقذف له، كل ما يهمه في النهاية هو الوصول لأكبر عدد من المتابعين وإثارة الجدل بين مؤيد ومخالف.

قد يكون استخدام كلمة ترند بمفهومها المتداول حاليًا مفيدًا حال تم استخدامه فيما يفيد المجتمع، بتوصيل معلومة ما أو توجيه الناس لمتابعة مبادرة ذات عائد مادي أو معنوي علي الجميع ولكن استغلال الموقف للتحول إلي ترند الموسم علي مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بشكل يسئ لباغي الشهرة شيء يثير النفور منه وليس العكس.

ماهي أهمية الشهرة إذا جاءت بالإساءة؟ وما الفائدة من الحصول علي قدر كبير من المشاهدات التي تحول المجتمع إلي ساحة قتال متبادل وتراشق بالألفاظ وتخرج أسوأ ما في البشر؟ وما معني الإساءة الواضحة ثم محاولات نفيها يتبعها ظهور ترند جديد يدعوك للتعاطف مع بطل الترند المثير لتحويل الدفة من غضب إلي استعطاف لمرض أو حادث أو غيرها من المواقف الانسانية التي تهز المشاعر الانسانية؟

الترند أصبح خطرا علي سلوكيات المجتمع ، فالجدل يخرج من الإنسان أسوأ ما فيه ، ويولد العداوات التي لا معني لها ويبتعد كل البعد عن تعاليم الأديان التي نحيا جميعًا في ظلالها. قد أتقبل هذا الجدل عندما يكون إيجابي له معني أو في حالات النقد الفني لأحد الأعمال الفنية الملفتة، ولكن أن تحدث البلبلة بسبب تنمر شخص غير مسئول في موقف ما الغرض منه الشهرة بالفعل المضاد فهو أمر لا قيمة له ويجب أن نمنع أنفسنا من الانقياد خلفه، فمتابعته تهدر الوقت وتوتر الأعصاب وتثير المشاعر سلبًا، ونحن نعاني جميعًا ما يكفينا من هموم ولا نحتاج إلي المزيد.

بعض الناس للأسف متعتهم في الحياة هي الأضواء المستمرة، تتمحور حياتهم حول الشهرة بلا وعي، غايتهم أن يظلوا باستمرار حديث الجميع حتي ولو بالإساءة المهم أن يكونوا دائمًا محور الجدل والحديث عند الآخرين، هؤلاء يحتاجون للعلاج النفسي وليس للمتابعة ، فالشهرة التي تسيء لصاحبها ما هي إلا وصمة عار تلاحقه وتقلل من قدره مهما حاول بعدها التلاعب بالمشاعر واستعطاف الآخرين .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط