الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شينكر وبركوفيتش .. وبينهما الشرق الأوسط


الأسبوع الماضي قام الموفد الأميركي ديفيد شينكر بزيارة إلى بيروت، مكلّفًا بتسهيل المفاوضات لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل .. وشينكر جاء خلفا لمسئولين كبار تولوا هذا الملف المهم في الشرق الأوسط المتوتر منذ سنوات من دون تحقيق إي إنجاز.. لذلك من السابق لأوانه توقّع ما يمكن أن يحققه فالمهمة صعبة وليس من الحكمة تقدير نتائجها خصوصًا إنه أرادها جولة تعارف .

وديفيد شينكر هو مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، الذي جاء الى موقعه في فريق مايك بومبيو من خارج السلك الدبلوماسي. وله خلفية أكاديمية حيث عمل باحثًا لمدة زادت على 15 عامًا في معهد واشنطن للشرق الأدنى وهو معهد أبحاث أميركي أسسته في 1985 لجنة العلاقات الأميركية - الإسرائيلية المعروفة بالايباك وما أدراك ما الايباك .

وبحسب موقعه الإلكتروني، فإن الايباك سعى لفهم متوازن وواقعي للمصالح الأميركية في الشرق الأوسط والهدف منه قيادة الإدارات الأميركية المتعاقبة الى ما يمكن ان يوفر لها مصالحها لمجرد ان يكلف بمهمات مماثلة من وزارات وإدارات تريد ان تفهم واقع الأمور قبل ان تقرر كيف تبني سياساتها وتبني قراراتها وإجراءاتها في اي ملف من ملفات الشرق الاوسط وقضاياه .

ولهذا يعتبر شينكر التلميذ النجيب لمؤسس المعهد مارتن انديك، الذي دخل وزارة الخارجية قبله بأكثر من 25 عاما بنفس الطريقة ثم ذهب سفيرا للولايات المتحدة الامريكية في تل ابيب على مرحلتين ما بين عامي 1995 و2000، قبل ان يعيّنه الرئيس السابق باراك اوباما مبعوثًا خاصًا للسلام في الشرق الأوسط .. تابع شينكر في معهد واشنطن قضايا لبنان وسوريا والأردن والعراق، لذلك لم يأتِ الى منطقة مجهولة بالنسبة اليه، بل هو يعرف الكثير عمّا يميّز علاقات حكوماتها وزعمائها بواشنطن، وبتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي كما قرأها المعهد في تاريخها الحديث.

وفي مهمته الجديدة سيتولى إكمال المهمة من اجل «تسهيل» عملية ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان واسرائيل من حيث انتهى سلفه دايفيد ساترفيلد، قبل ان يتم تعيينه سفيرًا لبلاده في أنقرة ومن قبله كان دايفيد هيل وعاموس هولكشتاين وكريستوفر هوف. وهناك من يعتقد انّ مهمة شينكر الجديدة تأتي في وقت تعيد فيه الإدارة الأميركية النظر بكامل طاقمها الدبلوماسي في المنطقة. فالسفيرة الأميركية في بيروت تستعد لترك موقعها بعدما أمضت سنوات الخدمة الكافية في بيروت، وهناك ترتيبات جديدة على مستوى المكلفين بإدارة المصالح الأميركية في المنطقة. 

وما استقالة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، قبل ايام سوى ورقة مهمة من ملف جديد تجمع أوراقه. وتم اختيار آفي بيركوفيتش مكانه وبيركوفيتش هو الصديق الشخصي لجاريد كوشنر نسيب ترامب وزوج ابنته ومستشاره الأول والغريب ان بيركوفيتش شاب في مقتبل العمر وها هو يستعد للقيام بمهمة صعبة عجز عنها كبار الدبلوماسيين الأميركيين وأكثرهم خبرة .. فهل ينجح الشاب شينكر والشاب بيركوفيتش فيما فشل فيه شيوخ الدبلوماسية الأمريكية .. هذا ما ستكشف عنه الايام المقبلة .. وللحديث بقية والله المستعان ...
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط

-