الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وحياة أمك.. حمو وبيكا وهلم جرا


في البداية أحب أوضح إن عنوان المقال ده ليست شتيمة لا سمح الله.. إنما هو عنوان واحدة من أغاني المهرجانات التي للأسف استمعت إليها .. مضطرا.. ومن المهازل التي نعيشها هذه الأيام.. أغاني المهرجانات.. لفت نظري إلى خطرها الداهم.. بوست كتبه الصديق خالد ابوالقاسم الطيب الشريف على صفحته قال فيه : هل تعلم ان سبب سماع الاغاني الهابطه للمستمع سببه هو هبوط الدوله في مقامها امام المواطن.. ارتقوا بمواطنيكم في مقامهم لكي تجد ثقافة شعبك هو المهد لبناء ذاته منعكسا لبناء وطن و الأوطان لا تظلمو الشعب وثقافته بل انظروا ماذا فعلتم لتسطيح شعبكم .. ؟ ومن يتأمل واقع الحياة الفنية فى مصر يكتشف أنها فقدت الكثير من سحرها وبريقها الخاص، فلم تعد السينما غذاء العقل ولم يعد المغنَى حياة الروح، هجر المبدعون السينما وتركوا الساحة للراقصات والكومبارس كى يتحركوا بحرية ودون رقيب، وظهرت على السطح فئة جديدة تدّعى أنها من أهل الطرب.. فئة لا تهدف للغناء وإسعاد الناس.. بل لإفساد وتدمير الذوق العام، وباتت لدينا مسميات جديدة للأغنية مثل أغانى «التوك توك» و«أغانى المهرجانات»، والجمهور تحول إلى ضحية لا حول له ولا قوة، ولم يقتصر الأمر على تقديم أغان جديدة بلا طعم أو معنى، وإنما امتد الأمر إلى تشويه أغانى التراث، والاستهزاء بعمالقة الغناء الذين قدموا أعمالًا رائعة أمثال أم كلثوم ووديع الصافى. والمدهش أن تدهور حال الغناء يأتى بعد قيام ثورتين، وكان متوقعًا أن ثورة الشارع السياسى ستمتد إلى عالم الغناء ونرى أعمالًا جديدة تعكس طبيعة شعب أدرك قيمة الحرية، ويسعى لبناء وطن أفضل، ولكن الرياح تأتى بما لا تشتهى السفن... انتشرت هذه الأيام نوعية جديدة من الأغانى تُسمى «أغانى المهرجانات»، وهى أغانٍ تدخل فى تصنيف الأغانى الشعبية، ويقدمها مطربون حققوا شهرة سريعة على الساحة الفنية أمثال حمو وبيكا وهلم جرا.. رغم عدم امتلاكهم لمؤهلات المطربين، سواء فى الموهبة أو مساحة الصوت أو حتى الشكل، وأسماؤهم كلها مستعارة مثل أوكا وأورتيجا وكاريكا وفيفتى وسادات وحاحا، ورغم أن البعض وصفهم بـ«الظاهرة المؤقتة» فإنهم أصبحوا الآن، وبالأرقام، الأكثر طلبًا فى سوق الحفلات والإعلانات والأفلام. وتبدل الحال وتغير الزمان وتغير معه شكل الأغنية الشعبية التى تحول اسمها إلى اسم أغنية المهرجانات، وانتشرت هذه النوعية من الأغانى فى الأفراح الشعبية، ثم وجد هؤلاء طريقهم إلى المسارح والحفلات وشاشات التليفزيون والإعلانات والأفلام السينمائية والمسلسلات، وذلك رغم كل الانتقادات التى وُجهت لها لما تحمله من بعض الألفاظ الخارجة. وسبب تسميتها «أغانى مهرجانات» هو أنها أغان تعبر عن حالة المهرجان الغنائى، بسبب إمكانية مشاركة أكثر من مطرب فى أغنية واحدة، يردون وينادون على بعضهم البعض بكلمات مختلفة على نفس الإيقاع الموسيقى. وعن صناعة هذه الأغانى يتحدث مهندس الصوت ياسر أنور قائلًا: «تُصنع هذه الأغانى «تحت بير السلم» لأنها أغان فقيرة وليس لها أى علاقة بالموسيقى، ويتم تسجيلها من خلال برامج شبيهة ببرنامج «أوتوتيون» الذى يُعتبر «فلتر» ضبط صوت المطرب عندما تكون هناك أخطاء فى بعض الحروف، أو إذا حدث «نشاز»، وهذه البرامج تحولت من استخدامها الصحيح إلى استخدامها فيما يُسمى أغانى المهرجانات، والسبب الذى ساعد فى انتشارها هو أنها لا تحتاج إلى تكلفة مادية، كما أنها لا تحتاج إلى استوديو خاص لتسجيلها، فكل هذه الأغانى يتم عملها فى البيت من خلال جهاز كمبيوتر، كما أن البرامج المستخدمة موجودة على الإنترنت، وهناك شرح لاستخدامها على «اليوتيوب»، أى أنه أصبح بإمكانك أن تغنّى وتصنع هذه الأغانى فى منزلك بكل سهولة، لأنها عبارة عن إيقاع واحد تغنى عليه، ولا توجد أى جملة لحنية فيها، ولا تعبر عن أى شىء خاص بالموسيقى، وهذه الظاهرة بدأت من خلال «الديجيهات» فى البداية وانتشرت مع الأفلام السينمائية فى آخر عامين، بعد أن أصبح «البلطجى» هو البطل، فكيف لمصر صاحبة الريادة فى الموسيقى أن يخرج منها هذا الشكل المسىء إلى حضارتنا الفنية؟.. والله المستعان.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط

-